رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

أبو سويلم يكتب ... ليس الكل يُستشار بقلم : المحامي علاء أبو سويلم

أبو سويلم يكتب ... ليس الكل يُستشار  بقلم : المحامي علاء أبو سويلم
أبو سويلم يكتب ... ليس الكل يُستشار .

بقلم : المحامي علاء أبو سويلم 

سأتحدث اليوم في موضوع يهم الجميع وخاصة اننا بتنا نشاهد العديد من الأشخاص يدعون انهم مستشارين وأصحاب خبرة ويفتون في أمور كثيرة وللأسف الشديد اغلبهم لا يملك الخبرة العلمية ولا العملية في الأمور التي يتحدثون عنها ، وهذا لأمر اصبح بحاجة لوضع النقاط على الحروف خاصة في موضوع الاستشارات والنصائح للأخرين لان الامر لا يتعلق بكلمة او بحوار عابر فالأمر بات بحاجة لتوضيح " ليس كل من قال كلمة هو خبير او مستشار فلكل مهنة أصحابها فهم احق ان يتحدثوا فهم أصحاب الخبرة العلمية والعملية والقادرون على إيصال الرسالة بالطريقة الصحيحة .
 
عندما أقوم بمشاهدة ما يتم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي اشعر بأن جميع العالم اصبحوا مستشارين يقومون بطرح الأسئلة والاجابة عليها بالطريقة التي يريدونها والبعض يقوم بالإجابة على جميع الأسئلة التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأجوبة خاطئة تستفز القارئ ، وآخرون يخرجون في فيديوهات وبث مباشر لطرح قضايا تحمل عناوين كبيرة ولكن عندما تدخل لمشاهدة تلك الفيديوهات و الحلقات تشعر بأن عنوان البث بعيد كل البعد " المهم الحصول على لايك وشير واعجاب " ، ولا يقتصر الامر على ذلك ، ففي العديد من الجلسات الاجتماعية والمناسبات والمقاهي تستمع لاحاديث و لطرح العديد من القضايا وترى أحد الأشخاص يكتسح الجلسة ويتسارع ليجيب على الأسئلة وعندما تسمع للإجابات التي يقوم بها تشعر بالفزع لأنه يحاول اقناع الاخرين بأنه الأكثر خبرة و دراية وعلم وهو للأسف بعيد كل البعد عن موضوع الحوار وهذا بالضبط ما يجعل معلومات وأفكار الاخرين تتشتت وتصبح مشوشة .

الموضع بات بحاجة لان نتحدث ، نعم نحن نستشير في اليوم الواحد الكثير ممن حولنا وفي مختلف الأمور من دون أن ندرك ذلك وهذا ليس بالعيب بل هو الصواب أن نستشير قبل اتخاذ أي قرار " ولكن علينا ان نستشير أصحاب الخبرة للمساعدة على اتخاذ القرار بشكل أفضل " ، و علينا أن نستعين برأي أشخاص لديهم الخبرة في الأمور التي نحتاجها و لا بد ان نبحث عن الأشخاص أصحاب الخبرة الذين نقوم باستشارتهم أو الاستعانة بآرائهم لتحديد ما هو الأفضل عند اتخاذ القرار المناسب .


من هنا أقول علينا البحث بشكل افضل والسؤال عن صاحب الخبرة فهو الشخص الذي ينبغي علينا الأخذ برأيه واخذ استشارته لأنه سيقوم بتقديم استشارة واضحة غير مبهمة مبنية على المنطق ومناسبة للموضوع الذي تحتاجه فكيف سيكون الحال اذا كان هذا الشخص لا يمكلك الخيرة والمعرفة .. ؟ 

الأمثلة كثيرة وعلينا جميعا التحدث عنها والتوضيح لأنه لا يمكن ان يكون الشخص مكتمل ويملك خبرة للإجابة على جميع الأسئلة التي يبحث عنها الاخرين ، فعندما يحتاج الشخص مساعدة في حل نزاع بين العائلات يتم البحث عن رجال الإصلاح الشيوخ أصحاب الخبرة في التعامل مع القضايا العشائرية والاسرية ، فهم اهل الخبرة والمعرفة في كيفية التعامل مع القضايا وحلها ، فلا يملك الشخص العادي الطريقة التي يتعامل معها الشيوخ و رجالات الإصلاح حل القضايا .

عندما يحتاج أي شخص عادي طرح قضية ما لتصبح قضية رأي عام يبحث عن الصحفي والكاتب والإعلامي المتمكن من مهنته لأنه صاحب خبرة في طرح القضايا وتسليط الضوء عليها بالشكل المناسب الذي يساعد في حل الموضوع والقضية ، فهل يملك أي شخص عادي أسلوب كتابة الصحفي والكاتب والإعلامي المتمكن من مهنته ، وهل توجد مقارنة بين المتمكن من مهنته والمواطن الذي يحمل الهاتف ويخرج في بث مباشر لبث حلقة او التحدث عن أي موضوع قد يعرضه للمسائلة القانونية عندما يطرح بعض الجمل والكلمات خلال عملية البث .

هل يستطيع أي مواطن رسم مخطط هندسي لأنشاء عمارة وعمل ديكور سواء لمنزل او محل دون ان يكون مهندس مختص قادر على وضع القياسات والدراسات التي تعلمها في الجامعة واكتسبها من الحياة العملية ، وهل يستطيع أي انسان ممارسة مهنة الطب ويقوم بالكشف على المرضى واجراء العمليات دون دراسة وتدريب لسنوات طويلة ، وهل يملك أي شخص خبرة في صيانة المركبات ، وهل يستطيع أي شخص بناء منزل دون مقول يملك خبرة وضع الاساسات . 

 هل يستطيع أي شخص عادي لا يملك خبرة تقديم دعوى لدى المحاكم وهل يستطيع أي شخص غير المحامي تقديم الدعوى وكتابة المرافعات القانونية بالطريقة الصحيحة ( يمكن أي شخص ان يقدم شكوى ، ولكنه لا يملك الخبرة في كتابة المرافقة والبينات والبحث عن الثغرات القانونية كما يفعل المحامي الذي درس سنوات طويلة في الجامعات وتدرب سنوات واكتسب الخبرة في القانون ) الجواب واضح .

نعم هذه بعض الأمثلة البسيطة التي تؤكد بأنه ليس كل من حفظ كلمة او جملة اصبح مستشار وخبير يمكنه التحدث في جميع المواضيع لابد ان يفهم الجميع وخاصة من يقومون بالإجابة على الأسئلة عبر صفحات التواصل الاجتماعي وفي الجلسات أن اغلب اجوبتكم تكون خاطئة وقد تكون السبب في تدمير وتعطيل حياة الاخرين وقد تتسبب في كوارث حقيقية للأخرين ، عليكم ان تتوقفوا عن تقديم الفتاوى والنصائح المغلوطة عليكم التعلم فمدرسة الحياة كبيرة تحتاج ان يتعلم منها الجميع .
الحديث يتحاج ان يكون بشكل موسع وخاصة مع انتشار المستشارين الذين لا يملكون خبرة لا علمية ولا عملية همهم الحصول على لايك وشير واعجاب ومشاركه على الصفحات كي يراهم الأخرين عليكم التعلم جيدا قبل أن تقدموا النصائح للأخرين .

 الرسالة واضحة وأتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت واختم بـ ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )