الظفرة، في 27 أبريل 2024 تواجه المحامل الشراعية فئة 60 قدماً، الأمواج لسبع ساعات أو أكثر، بخطط النواخذة في اختيار المسار المناسب للوصول أولاً إلى خط النهاية، بشجاعة البحارة في رحلة سباق دلما للمحامل الشراعية للمسافات الطويلة فئة 60 قدماً الذي ينطلق من جزيرة دلما إلى شاطئ المغيرة بمنطقة الظفرة، وينظم ضمن فعاليات مهرجان سباق دلما التاريخي، الذي يقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، في نسخته السابعة التي انطلقت الجمعة، وتستمر حتى 5 مايو المقبل، بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث ونادي أبوظبي للرياضات البحرية. ويساهم مسار السباق الذي ينطلق من جزيرة دلما في إبراز المعالم المميزة لمجموعة من الجزر، التي تمثل محطات مهمة للنواخذة والبحارة، ويشمل المسار جزر صير بني ياس، وغشة، وأم الكركم، والفطاير، والبزم، والفياي، ومروح، وصولاً إلى جزيرة جنانة، قبل الرسو على شاطئ المغيرة. ويعد سباق دلما التاريخي الحدث الأبرز والرئيسي في المهرجان، ويشكل دعماً لمسيرة نهضة التراث البحري، ويعكس أهمية وقيمة التراث والموروث الوطني، وهو الأكبر والأغلى والأقوى في تاريخ سباقات المسافات الطويلة التراثية البحرية على مستوى الدولة والمنطقة، وكذلك من حيث عدد المحامل المشاركة والبحارة. وشهد سباق النسخة السادسة الذي أقيم العام الماضي مشاركة أكثر من 3000 بحار ونوخذة على متن 125 محملاً، ولمسافة أكثر من 68 ميلاً بحرياً، بما يعادل 125 كلم، وبجوائز 30 مليون درهم، شملت 120 متسابقاً، وتعد أعلى قيمة جوائز في تاريخ سباقات التراث البحري. ويشهد السباق باستمرار العديد من التغييرات على صعيد تبادل المراكز خلال المحطات التي تمر بها المحامل، وصولاً إلى محطة الختام على شاطئ المغيرة، الذي يزدان بحضور رسمي رفيع يتوج الفائزين، وجماهير غفيرة تقدم التحية للأبطال والمشاركين. ويروي خليفة مهير سعيد المزروعي، نوخذة المحمل «زيوريخ» الفائز بلقب النسخة السادسة للسباق تفاصيل الرحلة التي خاضها في النسخة الماضية، ويقول: عند اصطفاف المحامل على خط الانطلاق في جزيرة دلما ترى حماساً منقطع النظير لدى المشاركين، وحالة شغف تبحث عن الانتصار، الجميع يمنون النفس بتحقيق اللقب، وتسجيل اسماءهم في القائمة الذهبية للأبطال، ويترجم كل ذلك باندفاع قوي لجميع المحامل، ربما يوقع البعض في انطلاقة خاطئة تفرض الإعادة مرة أخرى. وأضاف: الأمر الذي يحتاج إلى تقدير جيد في توزيع جهد الطاقم على مسافة السباق الذي يصل زمنه إلى سبع ساعات أو أكثر، وهو قرار صعب، ويترتب عليه لما بعده من نجاح أو إخفاق، ويجب أن تكون البداية بالابتعاد عن تجمعات المحامل حتى لا تخسر الوقت وسط تكدس المحامل، مع التركيز على أن توجد بين محامل المقدمة، واختيار المسار الذي يمنح المحمل الانسيابية الكاملة في الإبحار، وهذا يعزز الدوافع لدى طاقم المحمل، للعمل بقوة إضافية للحفاظ على هذا التقدم المبكر، مع توفير طاقة والاحتفاظ بجهد جيد لما هو قادم من تحديات، ثم التفكير في التعامل مع كل مرحلة على حدة من خلال قراءة مجريات السباق، وعدد المحامل المتنافسة على المراكز الأولى، وفهم طريقة إدارتها للسباق، وما هو متوقع في المراحل التالية. وتابع: لا شك أن المرحلة الأخيرة هي الأهم، وتحتاج إلى تركيز أكبر لتنفيذ خطتها، والتي تُرسم من واقع المركز الذي وصل إليه المحمل، وكيفية التعامل مع ما تبقى من مسافة إلى خط النهاية، وهنا الأمر غير قابل للخطأ في تقدير اختيار المسار، حيث لا وجود لمغامرة غير محسوبة، لأن ذلك يعني الخروج من دائرة المراكز الأولى، ويلعب النوخذة هنا دوراً حاسماً في توجيه المحمل إلى خط النهاية، مع وضع حالة البحارة في الاعتبار بعد المجهود الكبير الذي قدموه خلال المراحل السابقة. وأوضح: «فرحة الانتصار في سباق دلما التاريخي لها إحساس خاص، كون الفوز هو انتصار في أكبر وأقوى وأغلى سباقات المسافات الطويلة، وهو تتويج جهد كبير بلقب رفيع يمنح البطل مكانة عالية، وتضعه على القمة حتى السباق التالي في العام الجديد».