لا يختلف أحد على ثراء "ثرى الأردن" باطناً وظاهرا من ناحية وجود التنوع الرائع الذي يجعل الأردن يملك لوحة فسيفسائية من الثروات الطبيعية من مياه ومعادن وطاقات بديلة من شمسية ورياح قد لا يمكن تجمعها في بلد آخر بحجم الأردن. والثروة العالمية التي يفتقدها العالم، ويعانيها بشكل كبير هي الثروة المائية، فالماء العذب يعتبر أهم بكثير من أي ثروة طبيعية موجودة. الدول بمجملها تعاني الشح المائي وانعدام المصادر وكذلك من الكلفة العالية لتحلية مياه البحر، وعدم نجاعة تحويل المياه المستخدمة إلى مياه صالحة للاستخدام البشري بل وحتى للري. في الأردن يوجد العديد من مصادر المياه العذبة خاصة في الصفاوي وفي الديسة - الذي يبلغ امتداده 3 آلاف كيلو متر- حيث إنها من أكبر الأحواض المائية فضلاً عن الكثير من ينابيع المياه العذبة. ملف المياه ملف وطني ومهم وهو بحاجة إلى المزيد من الأبحاث والعمل على إيجاد مصادر جديدة. وأخطر مشاكل ملف المياه هي في الفاقد المائي والاستعمال الجائر وقيام بعض الأفراد بتخريب شبكات تمديدات نقل المياه. ومن أفضل الحلول المطروحة تكمن في تحديث الشبكات القديمة والعمل على منع وجود أي تقارب بين شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي وكذلك في فرض العقوبات المشددة على من يسرق المياه ويعيث إفسادا في الشبكات، والعمل على برامج توعية في كيفية الترشيد في استعمال المياه. التحدي القادم في مجال المياه هو في الزيادة السكانية نتيجة الهجرات المتكررة جراء الأوضاع السياسية في المحيط وكذلك توقع زيادة الهجرات مستقبلاً، واحتباس حراري عالمي يتوقع منه ازدياد الحاجة إلى المياه العذبة، فحصة الفرد السنوية من الماء لا تصل لمائة متر مكعب وهي أقل من المعدل المطلوب بكثير . الماء ثروة يشترك بها الجميع، ويجب أن نهتم بالحفاظ عليها ونعمل على استغلالها بالشكل الصحيح وزيادة مواردنا منها.