آخر الأخبار

عودة ريال مدريد في الدقائق الأخيرة : حكاية بدأها راموس ثم أصبحت دستورًا للنادي الملكي .. تقرير

عودة ريال مدريد في الدقائق الأخيرة : حكاية بدأها راموس ثم أصبحت دستورًا للنادي الملكي .. تقرير
جوهرة العرب - تقرير : ماجد عبد الله الخالدي

الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، المباراة توشك على النهاية، اتلتيكو مدريد يتقدم بهدف وحيد، والانظار تتجه نحو الحكم الهولندي بيورن كويبرس لإطلاق صافرة النهاية، وإعلان تتويج اتلتيكو مدريد بطلًا لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، تلك هي مختصر حكاية الرابع والعشرين من مايو عام 2014، أي  ما قبل إعلان الدستور الجديد. 

حكم المباراة أطلقت صافرته بالفعل، لكنها لم تكن النهاية، بل بداية لطريق جديد، طريق رسمه المدافع الإسباني سيرجيو راموس، الذي سجل هدف التعادل لفريقه في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، لتذهب المباراة إلى أشواط إضافية، ويتغلب الريال برباعية مقابل هدف، ليتوج بطلا لدوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة عشر في تاريخه.

المادة الأولى وفقًا لأحكام دستور النهايات في مملكة ريال مدريد : "عندما يظن الجميع أن كل شيءٍ قد انتهى، هنا سيظهر ريال مدريد". 
المادة الثانية من الدستور ذاته : "المباراة كلها للخصم، وما بعد التسعين للريال". 
المادة الثالثة من الدستور أيضا : "العودة عبر البديل غير المتوقع". 
أما المادة الرابعة فتنص على : "لكل فريق حق المحاولة والاجتهاد، وللريال حق قتل تلك المحاولة ووأد ذلك الاجتهاد". 

ذلك الطريق الذي أصبح للريال نهجًا ودستورًا، فأي فريق يواجه الريال أصبح يخشى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، ويخشى اللاعبين البدلاء أكثر من النجوم الأساسيين، كيف لا وقد عاد الريال أمام تشيلسي بأقدام رودريجو دوس، في الوقت الذي كان الكابوس الأكبر للخصوم هو كريم بنزيما، كما عاد من أمام باريس سان جيرمان على يد الكريم، ثم من أمام مانشستر سيتي بواسطة رودريجو أيضا، والصيحة الشهيرة "فمّا حاجة" ، ثم اخيرًا من أمام برشلونة على يد بيلنجهام، وعلى ذات القواعد الدستورية التي وضعها راموس، تتكرر اليوم من أمام بايرن ميونخ في اياب نصف نهائي دوري الأبطال، على يد البديل خوسيلو، الذي لربما كان قد دخل اللقاء بديلا عن طريق الخطأ!!.

ذلك النهج الذي بدأه راموس في ريال مدريد، أصبح اليوم كابوسًا يخيف أوروبا بأكملها، فلعل الريال قد وصل إلى مرحلة من التطور الكروي الذي يمكنه من اتقان "فن العودة عند النهاية"، ليثبت للجميع أن "أن تعود متأخرا أفضل من أن تعود باكرا بكثير".