رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

خرابيش ..... من ذاكرة حياه

خرابيش ..... من ذاكرة حياه

جوهرة العرب الإخباري
كتب رئيس التحرير خالد خطار 
‏إذا حاولت أن تتذكر أكثر الذينَ خذلوك في حياتك، ستكتشف أن أغلبهم وفي لحظة زمنية خاصة، كانوا من ضمن أولئك الذين أخذتكَ "الرأفة" بهم، وأنَ فعل التَلطف بأحوالهم هو السبب الرئيس في تقوية الأواصر بينكما، وبعد  تقديم كافة الممكنات من أجل إسعادهم، كانَ المقابل شطب كل ما قدمتهُ، إضافة إلى تماديهم في تسديد أفعال وأقوال مؤذية ولا تُطاق. 
في الحقيقة إن ذلك الذي يأخذ منك كل شيء بدافع الشفقة، يغرقكَ بشعور يأسر الروح من الرضا عن النفس وكأنك تنتمي إلى المراتب العليا للصالحين. والواقع في الأمر؛ أن الذي تأخذك الرأفة به، يستخدم حيل نفسية غاية في الدقة والدهاء، تجعلك تشعر "بأنكَ أعلى شأناً منه" بالإضافة إلى استحالة نجاته من دونك، ثم يغريك بعبارات المديح والثناء وبحضور أي جمهور يعرفكما سوياً، فتشعر أنكَ السلطان الرحيم الذي يتصدق على الرعية بالقليل مما لديه، وأنكَ الملك العادل الذي سيخلد في كتب التاريخ وتتخذه الأجيال القادمة قدوة لهم؛ لكن ما أن يفرغ كيسك من العطايا حتى ينقلب هؤلاء "الأقل شأنا منك" إلى أشد الأعداء، إذ لن يذكروك سوى بالسوء.
 في الحقيقة إن أولئك الذين لا يترددون في أن يطلبوا منك أي طلب، ليسوا أقل شأناً منك، بل يتمتعون بحساسات اجتماعية خاصة، ومجسات استشعار استثنائية، فيدركون أنك مصاب بما يحلو لي أن أسميه ب"غرور أو "إيغو الفضائل". إذ أنَ الغرور يدخل أحياناً من الجحور والغرف السرية للنفس البشرية، وهي تلك المسؤولة عن الصفات الطيبة التي تتغنى بها القصائد من مثل: الكرم والجود والتضحية والإيثار، الخ. إذ سيكون من السهل على أولئك الذين ليس لديهم في العلاقات الإنسانية هدف سوى تحقيق المصالح الشخصية، أن ينقضوا عليك من المكان المهزوز الذي يتبدى عليك حين تتلقى كلمات المديح والثناء. 
"أيها السادة لقد كانت الرأفة لعنة حياتنا"  لبعض اناس لا يستحقون .