ألقى وزير الصحة الدكتور فراس الهواري كلمة موحدة باسم مجلس وزراء الصحة العرب أمام جمعية الصحة العالمية التي انطلقت أعمال دورتها السابعة والسبعين في العاصمة السويسرية جنيف أمس الاثنين تحت عنوان "الجميع من أجل الصحة، والصحة من أجل الجميع”.
وبدأت أعمال الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية باختيار الأردن ممثلاً بوزير الصحة الدكتور فراس الهواري لرئاسة اللجنة الرئيسية (ب) وهي لجنة من أصل لجنتين تعقدان لمناقشة مواضيع الجمعية، حيث سيتم نقاش الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان في الجلسات التي سيرأسها الهواري اعتبارا من اليوم ولغاية الأول من الشهر القادم، كما يتم التصويت على القرارات المعروضة والمتعلقة بها بالإضافة إلى مناقشة الأمور المالية والإدارية والتقارير الصادرة من المدير العام للمنظمة بهذا الشأن بإلإضافة الى العديد من القضايا المهمة.
وقدّم الهواري باسم مجلس وزراء الصحة العرب، الشكر والتقدير لمنظمة الصحة العالمية، ومديرها العام وأعضاء الأمانة العامة ورئيس وأعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، على الجهود المبذولة لتعزيز التنسيق والإشراف وقيادة العمل الدولي في مجال الصحة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإعدادهم الجيد لأعمال هذه الدورة.
وسلطت الكلمة الموحدة لمجلس وزراء الصحة العرب الضوء على الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية، بدءا من العدوان على غزة الذي اعتبره المجلس جريمة ا تمارس بحق شعب أعزل في مشهد لإبادة جماعية تحصد عشرات الآلاف من الشهداء، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ؛ وأنّ هذه الجريمة تتجاوز الأعراف والقوانين الدولية لتطال العاملين بالمنظمات الإنسانية والأممية، وتحرم الإنسان من الحق الأصيل في الحياة والصحة.
وثمنت الكلمة الجهود الساعية لإنهاء العدوان على غزة وفتح قنوات لإدخال المساعدات الإنسانية والعلاجية واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية العاملين الصحيين التزاما مع إقرار المبادرة للصحة والسلام.
وأكدت الكلمة على ترحيب الدول العربية بقرارات الدورة الاستثنائية السابعة للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، في كانون الأول 2023 لمناقشة الظروف الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. كما اكدت أيضا على الدعم الكامل لحق فلسطين بالانضمام إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية.
ولم تغفل الكلمة أيضاً الحديث عن التحديات التي تواجه بعض الدول العربية، مشيرة إلى أنّ الجميع يراقب عن كثب ما يشهده السودان من تدهور للوضع الصحي والإنساني؛ مما أجبر الملايين على النزوح إلى مناطق معظمها غير مهيأ لاستقبالهم، وأدى إلى تفاقم تفشي الأوبئة وازدياد معدلات سوء التغذية لدى الأطفال.
كما لفتت الكلمة العربية إلى أنّ اليمن يوجه مشاكل صحية تحتاج إلى تكاتف الجهود لتوفير الخدمات الصحية، لا سيما في مناطق النزاع لمنع انتشار الأوبئة.
وأشارت الكلمة إلى السياسات التمييزية والممنهجة من قبل الاحتلال في الجولان السوري المحتل، والمخالفة للمبادئ والمواثيق والقوانين الدولية التي تؤكد على الحق الأساسي للشعوب بالتمتع بالحق في الصحة، والتزامات القوة القائمة بالاحتلال تجاهه.
كما أشارت الكلمة الموحدة لمجلس وزراء الصحة العرب إلى أزمة تدفق المهاجرين واللاجئين لدول الجوار، داعية جميع المنظمات ذات العلاقة بملف اللاجئين لبذل مزيد من الجهود ومساعدة الدول على تحمل الأعباء الصحية والإنسانية واللوجستية.
وبينت الكلمة أنّ الجامعة العربية تعكف على تقديم الدعم الموصول للدول العربية للوصول إلى التغطية الصحية الشاملة، وبناء وتعزيز نظم رعاية صحية مرنة وقادرة على مواجهة التحديات الصحية العالمية والأزمات المختلفة.
ولفتت إلى تأكيد الدول العربية على ضرورة تضافر الجهود لمعالجة أبرز القضايا الصحية المعاصرة، كمكافحة العدوى والاستجابة للجوائح وانتشار الأوبئة، وتقليل استخدام المضادات الحيوية، والحد من آثار التغير المناخي على الصحة.
كما وأكدت على أهمية الاهتمام بالأمراض غير السارية من خلال تعزيز الرعاية الصحية الأولية والوقائية، وضرورة إيلاء الصحة الإنجابية اهتماما خاصا لتسهيل الوصول والحصول على هذه الخدمات. إضافة إلى التحول نحو حوسبة الخدمات الصحية.
وتطلع وزراء الصحة العرب في كلمتهم الموحدة لأن تكون أعمال الدورة (77) لجمعية الصحة العالمية مثمرة وذات أثر مستدام لتعزيز النظم الصحية، وأن تأتي مخرجاتها لتؤكد على الحق الأصيل لكل إنسان في الصحة، والضغط باتجاه إنهاء معاناة شعبنا في فلسطين المحتلة وغزة.