مشاركون في جلسة من أين يدير رئيس التحرير الإعلام؟ المسيطرون على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي "دكتاتوريون" يتحكمون في توجيه رسائلهم.. ولكن يمكن مواجهتهم
المسيطرون على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي "دكتاتوريون" يتحكمون في توجيه رسائلهم.. ولكن يمكن مواجهتهم
المتلقي هو من يوجه بوصلة صناعة المحتوى
المحتوى العربي على وسائل التواصل الاجتماعي محدود وضعيف
دبي، الإمارات العربية المتحدة 28مايو 2024: خلال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الثاني والعشرين، وضمن ثاني أيام "قمة الإعلام العربي" التي انطلقت أمس (الاثنين) في دبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اتفق المتحدثون في جلسة "من أين يدير رئيس التحرير الإعلام؟!" التي عقدت اليوم (الثلاثاء) على أهمية العمل على توسيع حضور المحتوى العربي الاحترافي ذو الجودة العالية على منصات التواصل الرقمية لسد الفجوة الحالية ومواجهة التحديات التي تفرضها خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، جنباً إلى جنب مع دراسة انشاء وتطوير منصة رقمية عربية لتجنب ديكتاتورية ملاك المنصات العالمية.
وتناولت الجلسة التي تحدث فيها كل من: الإعلامي عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، ونخلة الحاج مدير منصة Blinx ، ود. محمد القاسم، عميد أكاديمية دبي للمستقبل، وأدارتها خديجة المرزوقي، مدير الإعلام الرقمي، في "دبي للإعلام"، إلى أي مدى تتحكم خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي في المحتوى الإعلامي العربي، وهل الخوارزميات لصناديق سوداء للتلاعب بالرأي العام أم الهدف منها هو تحسين تجربة المستخدم.
وناقشت الجلسة تحليل كيفية عرض الإعلام الغربي لرسائله أثناء الأزمات بما فيها المنصات الرقمية والخوارزميات وكيف تبدو موحدة عندما يتعلق الأمر بتغطية بعض القضايا التي تتعارض مع أجندة المتحكمين في هذه الخوارزميات، وكأن كل الإعلام الغربي يديره رئيس تحرير واحد.
وطرحت خديجة المرزوقي، مدير الإعلام الرقمي، دبي للإعلام، مجموعة من المحاور للنقاش وتبادل الرأي مع الحضور، واستهلتها بسؤال حول الفرق بين غرف الأخبار التقليدية والرقمية، حيث أشار نخلة الحاج إلى وجود تباين كبير بين الغرفتين ، فبينما تركز الأولى على البرامج والحوارات ، ينصب تركيز الغرف الرقمية على السرد القصصي الموجه للجمهور الرقمي، لذلك رئيس التحرير في الاعلام الرقمي ليس هو من يحدد توجهات المنصة، و إنما المتابعون هم أنفسهم من يحددون بوصلة القصص وكيفية معالجتها.
وتطرقت الجلسة إلى دور خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي في تحديد بوصلة المحتوى وتوجيه مساقات الرسائل الإعلامية وفقاً لتوجهات المتحكمين في هذه الخوارزميات، حيث وصفهم مشاركون في الجلسة بـ" الدكتاتوريين ".
وقال الدكتور محمد القاسم، أنه في حين لا يعرف أحد كيفية عمل خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي ومن يتحكم فيها، إلا انها تلعب دوراً كبيراً في توجيه المتابعين والمشاهدين لهذه المنصات وصولاً إلى تثبيت تعلقهم بها إلى حد ما يمكن وصفه بـ "الإدمان".
من جهته قال الدكتور عمرو الليثي إن خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا مهماً في تشكيل المشهد الإعلامي، وأن ذلك الأمر يضع على عاتق المؤسسات الإعلامية العربية مسؤولية كبيرة في التكيّف مع هذه التغييرات عن طريق عدة مبادرات منها العمل على تعزيز التكامل الإعلامي العربي لإنتاج محتوى قوي يرد على الأكاذيب ويفند المعلومات المغلوطة وغير الصحيحة بشكل علمي، وتأكيد أنه كما تظهر معلومات خاطئة تظهر في المقابل معلومات صحيحة.
وأوضح الليثي أنه رغم تحكم الغرب في خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي وأيضا وسائل الإعلام العالمية وقدرتها على توجيه الرسائل في المسار الذي تحدده سواء من خلال حجب مالا تريد الأخر أن يعرفه أو التركيز على ما يريدون ترويجيه، إلا أن الواقع اختلف تماماً في الأحداث التي تشهدها المنطقة والتي أظهرت زيف العديد من القصص التي تبنتها وسائل إعلام ودفعتها إلى الاعتذار، مشيراً إلى أن الحرب الاعلامية التي باتت أدواتها بالدرجة الأولى منصات التواصل الاجتماعي مهمة وضرورية في نقل الصورة وعدم تشويه الحقائق والوقائع، ومشاركتها مع العالم.
وتحدث المشاركون في الجلسة عن فكرة تطوير منصة تواصل اجتماعي عربية على غرار "تيك توك" يتم التحكم في الخوارزميات الخاصة بها، لافتين إلى أن قوة تأثير منصات التواصل الاجتماعي تتطلب التفكير في هذه المبادرة التي تحتاج إلى تخطيط واستثمارات ضخمة، لافتين إلى أن الإجراءات التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد تيك توك تؤكد قوة هذه المنصات ومنافستها والتأثير الذي يمكن ان تحدثه في حال عدم التمكن من السيطرة على الخوارزميات الخاصة بها، لكن يبقى الأهم هو إدراك ضعف المحتوى العربي على منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يتطلب مبادرات مماثلة لتعزيز هذا المحتوى من خلال الاستفادة من قدرات وإمكانيات الجيل الجديد من الشباب والاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإلا سيظل المحتوى العربي أسير خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي الغربية.