استمراراً لنهج وزارة التربية و التعليم في المتابعة و التقييم زار وفد وزاري يتقدمه الدكتور فيصل أحمد الهواري مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي يرافقه مدير التربية و التعليم لمنطقة معان الدكتور عدنان الحباشنة و الدكتور هشام الزعبي من إدارة التعليم العام في مركز الوزارة و الدكتور محمد الحمادنة من وحدة الجودة و المسألة و مسؤول التعليم الخاص في مديرية تربية معان الأستاذ سليمان الخضري ؛ مدرسة الصم والاعاقة الحركية الأساسية المختلطة و روضة جمعية الجنوب للتربية الخاصة ، و ذلك بدعوة كريمة من الشيخ مطر أبو رخية رئيس جمعية الجنوب للتربية الخاصة لافتتاح اليوم الطبي المجاني في الجمعية و الاطلاع على إنجازاتها المختلفة.
حيث أطلع الوفد و بحضور رئيس الجمعية الشيخ مطر أبو رخية على تجربة المدرسة و الروضة المميزة في تعليم الطلبة الصم و ذوي التحديات الحركية واّلية التعامل مع الطلبة من ذوي الاحتياجات السمعية الخاصة وعمليات التمرين و المعالجة للطلبة من ذوي التحديات الحركية و من يعانون من متلازمة داون ، و شاهدوا عملية تدريب المعلمين في المدرسة ، للاستفادة من هذه التجارب و التدريبات في تطوير منظومة التعامل مع ذوي الاحتياجات السمعية و الحركية .
وشاهد الوفد عرضاً محوسباً حول مدرسة الصم والإعاقة الحركية الأساسية وآلية العمل فيها وأسلوب وكيفية التعامل مع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة السمعية والحركية.
و انتقل الوفد بعدها لمقر الجمعية الحاضنة للمدرسة حيث أطلع على بعض فعاليات اليوم الطبي المجاني و شاهد على ارض الواقع العيادات المتنقلة لأمراض الأنف و الأذن و الحنجرة، و الفحوصات المرتبطة بها ، و العيادة المختصة بفحص النظر و التحديات البصرية ، و عيادة المسالك البولية ، و استكمل الوفد زيارة مرافق الجمعية ، حيث تم الاطلاع على مركز فحص السمع و التحديات السمعية ، و دار حديث بين الوفد الزائر و الأطباء الموجودين في هذه العيادات ، حول الخدمات التي تقدمها العيادات للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة من طلبة المركز و الطلبة المحولين من مديريات التربية و التعليم و المجتمع المحلي في محافظة معان ، و تم الاتفاق مع رئيس الجمعية الشيخ مطر أبو رخية على عمل زيارات دورية من الكادر الطبي و التمريضي في جمعية الجنوب لمختلف مدارس تربية معان بالتعاون و التنسيق مع مديرية التربية و التعليم لمنطقة معان ، لاكتشاف الحالات أو التحديات التي قد تكون موجودة بين الطلبة و تقديم ما يلزم من معالجة أو تدخل طبي أو إعطاء التوجيه المناسب للتعامل مع الحالة أو تحويل الطالب بعد أخذ إذن ولي أمره لهذه المدرسة .
وقد طالب الشيخ مطر أبو رخية الجهات المعنية بتوفير الدعم اللازم من خلال وزارة التربية والتعليم، لاستمرار عمل المدرسة والروضة ، نظراً للتكاليف العالية والمرتفعة لمثل هذا النوع من التعليم الذي يرافقه التمرين والعلاج الطبيعي لكثير من الحالات ، و لتغذية وحدات العلاج الطبيعي والوظيفي في المدرسة و الروضة ، بأدوات العلاج الطبيعي والنطقي لتمكين المستفيدين من استعادة قدرتهم الحركية والبدنية، إلى جانب زيادة قوة الأداء الوظيفي لديهم، وتزويد المدرسة بأدوات تأهيلية لاستخدامها في مجال معالجة اضطرابات النطق، واللغة، والتواصل، والصوت.
وقد شاهد الوفد تطبيقات عملية للتعامل مع الطلبة الذين يواجهون تحديات سمعية وحركية مختلفة ، ضمن إطار التعليم الدامج الذي تطبقه وزارة التربية والتعليم في هكذا حالات، حيث كانت جمعية الجنوب من أوائل من طبق هذا النوع في التعليم على طلبة المدرسة والروضة في محافظة معان ، وذلك تماشياً مع الاتجاهات العالمية في دمج الطلبة ذوي الإعاقة ، وتنفيذًا لقانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لسنة 2017 ، حيث اعتمدت وزارة التربية والتعليم نهجاً شاملًا للتعليم الدامج، الذي يستدعي من وزارة التربية والتعليم، ضمان حق الطلبة ذوي الإعاقة في التعليم، على أساس المساواة وتكافؤ الفرص ، وضمان بيئة تعليمية دامجة، تلبي متطلبات وصول الطلبة ذوي الإعاقة إلى البرامج التربوية والتعليمية.
حيث يتم تدريس الطلبة ذوي الإعاقة السمعية المناهج الرسمية المعتمدة في وزارة التربية والتعليم، بحيث يتم التواصل مع الطلبة ذوي الإعاقة السمعية بالطريقة الكلية (لغة الإشارة الأردنية، قراءة الشفاه، الأبجدية الإشارية، لغة الجسم)، ويتم توفير معلمي ومعلمات من مختلف التخصصات لتدريس الطلبة ذوي الإعاقة السمعية.
وذلك لأهمية التعليم الدامج ودوره في تمكين الطلبة من ذوي الإعاقة، وللوقوف على واقع حال دمجهم في المدرسة ومدى توفر متطلبات التعليم الدامج لهم، لضمان حصول الطلبة المدموجين على تعليم نوعي، يشمل كافة الخدمات المساندة، وخدمات العلاج الطبيعي والوظيفي، والتأهيل الحركي والسمعي.
وشاهد الوفد عدداً من قصص النجاح للطلبة من ذوي الإعاقة الحركية والسمعية الذي تم تدريسهم وتدريبهم ومعالجتهم على أيدي المعلمات في المدرسة والروضة.
وفي جلسة حوارية في نهاية الجولة اكد مدير التربية والتعليم لمنطقة معان الدكتور عدنان الحباشنة أن تربية معان تشجع وتنمي هذه المبادرات لخدمة المجتمع المحلي، والمدارس الحكومية والخاصة
كما أثنى رئيس جمعية الجنوب للتربية الخاصة (مدرسة الصم والاعاقة الحركية) الشيخ مطر ابو رخيه على أهمية دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقة بكافة أشكالها وعلى أهمية الدمج الذي يهدف إلى الانطلاق من رؤية ورسالة وزارة التربية والتعليم وتحدث عن كامل الخدمات التي تقدمها الجمعية للمجتمع المحلي.
وأوضحت مديرة المدرسة أن المبادرات التي تقوم بها المدرسة ؛ تتضمن مسابقات وأيام تطوعية بشكل مستمر على مدار السنه، ولقاءات وأنشطة بمشاركة معلمات الصفوف الثلاثة الاولى وأولياء أمور الطلبة وأفراد المجتمع المحلي، وبدعم من جمعية الجنوب للتربية الخاصة
وذلك لتشجيع الطلبة على العمل التطوعي وتنمية رُوح المبادرة وحب العلم لديهم، مما يسهم في تنشئة جيل مبادر فعال تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وفي نهاية الزيارة أبدى الوفد إعجابه بما شاهده من مستوى متميز للمدرسة والروضة وتطلعه لزيادة التعاون والدعم بكل أشكاله بالقدر الممكن من الإمكانات، خدمة لأبنائنا الطلبة من ذوي التحديات السمعية والحركية.