هذا هو واقع الشباب، عشرات المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وعشرات الألقاب الشبابية، ومئات الادعاءات الشبابية، وربما بعض الأوسمة لقيادات شبابية، ولكن ذلك كله، أو بعضه لم يصل الشباب!
إن لغة الشباب هم المستقبل تمامًا كلغة المرأة نصف المجتمع
كلام إنشائي لم يصرف عند زوايا الشباب، وأرصفتهم التي يجلسون عليها، وكأننا في الخمسينات من القرن الماضي حين كانت"الحارة"
هي حديقة الشباب ومقهاهم وملعبهم و"مدرستهم"، بل والمكان الذي يقضون فيه معظم أوقاتهم وعطلهم!
مررت بعشرات من الشباب يجلسون على رصيف أمام سوق تجاري متواضع في "حارة" حي النخيل، وهي لمن لا يعرفها، مساحة عمانية حديثة!
عشرات الشباب يجلسون، ويتلهون بالتسلية و"التخويث" على المارة!
حاولوا استدراجي؛ فقلت لهم:
أولًا-أنا أعتذر منكم جميعًا؛ وبصفتي مسؤولًا شبابيّا لم أعمل شيئًا لإنقاذكم مما أنتم فيه، وكذلك بصفتي تربويّا، لم أستطع حمايتكم من هذا المكان!
حاورتهم، فوجدتهم يتسلون بالمارة لا أكثر!!
(١)
هيئة الشباب
في سنة ١٩٩٩ ، صمّمت هيئة شبابية تقود الشباب بمنهاج حديث في ذلك الوقت، يقوم على مهارات الإبداع، وحل المشكلات، والصحة الإنجابية " التربية الجنسية"، واستراتيجيات رابح رابح، وغيرها!
أعجبت الملكة بالمشروع، وطلبت تشكيل مجلس إدارة الهيئة برئاستها، ووجهتني إلى دولة رئيس الوزراء، عبد الرؤوف الروابدة للبدء بالإجراءات العملية.
بدأنا بالإجراءات ، أُقيلت حكومة الروابدة وحُسبت عليها، فأقالوني
وغيروا قفل باب المكتب.
ولم تقيد القضية على مجهول، أو معلومة، وتندّر الوزير اللاحق على الهيئة الشبابية وكأنها عار!!
(٢)
منهاج بناء الشباب!
سألني وزير الشباب المهتم د. بريزات:
ماذا يمكن أن نقدم لشبابنا؟
قلت له: نبني الشباب وفق نموذج
حداثي مستقبلي! حيث تم تشكيل لجنة، أعدّت منهاجًا متكاملاً! وقبيل التنفيذ ، تغير الوزير، جمِّد المنهاج من دون أي سبب، سوى عجز إداري، شكوت لبعض أعضاء مجلس الأعيان، فسألوا معالي الوزير عن المنهاج، فقال: هذا إنجاز عظيم وسننفذه فورًا! سكت الأعيان وصدّقوا، ولكن الشباب لم يروا منهاجهم!
لذلك، نعتذر من الشباب، فلم نقدم لهم شيئًا، ولأجل ذلك، فالمكان المناسب لهم، هو الرصيف والاشتباك مع المارّة!!
لم نقدم لهم شيئًا، ولم يقدم لهم مسؤولو الشباب شيئًا ، خذلهم التربويون، فخرجوا إلى الشوارع!
(٣)
قديمًا قلت: إذا لم نتحدث مع شبابنا فسيتحدث معهم غيرنا!