استكملت ندوة "تحلية المياه في الأردن: التحديات والحلول" فعاليات يومها الثاني، الذي خصص لمناقشة دور المفاعلات النووية الصغيرة في دعم مشاريع التحلية في الأردن. تحت إشراف منتدى الابتكار والتنمية الأردني، جمعت الجلسة نخبة من العلماء والخبراء لمناقشة أحدث التطورات التقنية والتحديات التي تواجه تكامل المفاعلات النووية مع مشاريع تحلية المياه في المملكة.
### *افتتاح الجلسة: ترحيب وتقديم*
بدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية من المهندس رائد الصعوب، منسق الندوة، الذي أعرب عن شكره وتقديره للدكتور خالد طوقان، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، والدكتور صالح رشيدات على مشاركتهما القيمة في الجلسة. أشار المهندس رائد إلى أهمية هذه الندوة في تعزيز الحوار حول التحديات المائية والطاقة في الأردن.
### *محور المفاعلات النووية الصغيرة: الحلول المستدامة*
تحدث معالي الدكتور صالح رشيدات عن محاور الجلسة وأهمية المفاعلات النووية الصغيرة في تلبية احتياجات الأردن من المياه والطاقة. أكد الدكتور رشيدات على الحاجة الملحة لاستكشاف تقنيات جديدة وفعالة لدعم مشاريع التحلية، مشيراً إلى دور المفاعلات النووية الصغيرة كمصدر مستدام للطاقة.
### *التفاصيل التقنية والبيئية*
أوضح الدكتور خالد طوقان، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، أن المفاعلات النووية الصغيرة تتميز بكفاءة عالية في استخدام الطاقة وقلة احتياجاتها من الماء للتبريد مقارنة بالمفاعلات التقليدية. وأشار إلى أن كلفة إنتاج الكهرباء من هذه المفاعلات تتراوح بين 7 إلى 9 قروش للكيلوواط ساعة، مما يجعلها منافسة لمصادر الطاقة الأخرى. كما أكد الدكتور طوقان أن الحاجة المائية لهذه المفاعلات تتمثل بشكل رئيسي في تعويض التبخر، وأنها لا تنتج مياه ملوثة تؤثر على الأحواض المائية الأردنية.
### *التكاليف الاستثمارية والكفاءة المائية*
أوضح الدكتور طوقان أن الاستثمار في المفاعلات النووية الصغيرة يتطلب رأسمال أقل بكثير مقارنة بالمفاعلات الكبيرة، حيث تتراوح الكلفة الاستثمارية للوحدة الواحدة بقدرة 100 ميجاوات بين 600 إلى 700 مليون دولار. وأكد أن استهلاك المفاعلات الصغيرة من المياه يبلغ حوالي 5 مليون متر مكعب سنوياً، وأنها تحتاج إلى كميات قليلة جداً من المياه لاستخدامها في حالات الطوارئ، مما يجعلها خياراً بيئياً آمناً للأردن.
### *الشراكة مع القطاع الخاص والتمويل*
أكد الدكتور طوقان على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير التمويل اللازم لمشاريع المفاعلات النووية الصغيرة. وأوضح أن الهيئة تعمل على دراسات جدوى تفصيلية بالتعاون مع بنوك محلية وصناديق استثمارية لتأمين التمويل المطلوب. وأضاف أن الاستثمار في هذه المفاعلات يتطلب رأسمال أقل بكثير مقارنة بالمفاعلات الكبيرة، مما يجعلها خياراً جذاباً للاستثمار.
### *تحديات الطاقة منذ 2011*
أشار الدكتور طوقان إلى أن تحديات الطاقة في الأردن بدأت منذ عام 2011، عندما انقطع الغاز المصري وكان العالم العربي في فوضى عارمة. هذا الانقطاع دفع الأردن للبحث عن حلول بديلة ومستدامة لتأمين احتياجاته من الطاقة.
### *وفرة الكفاءات البشرية*
أكد الدكتور طوقان بوفرة الطاقة البشرية وأصحاب الكفاءة والخبرات من الأردنيين في مجال الطاقة النووية في معظم البلدان العربية. أشار إلى أن هذه الكفاءات قادرة على إدارة وتشغيل المفاعلات النووية الصغيرة بكفاءة عالية، مما يعزز من قدرات الأردن في هذا المجال.
### *البعد السياسي لاستخدام الطاقة النووية*
أوضح الدكتور طوقان أن قرار استخدام الطاقة النووية في الأردن هو قرار سياسي وليس فنياً فقط، مؤكداً على أهمية التوافق السياسي والدعم الحكومي لتحقيق أهداف الطاقة النووية في المملكة.
### *الاستثمار في اليورانيوم*
ذكر الدكتور طوقان أن الأردن لا يسعى لبيع أو تصدير اليورانيوم نظراً لأهميته المستقبلية في تشغيل المحطات النووية. وأوضح أن الاستثمار في تصنيع اليورانيوم محلياً سيكون ذا قيمة استراتيجية كبيرة، حيث يتوفر في الأردن حوالي 41 ألف طن من اليورانيوم، مما يمكن من تحقيق استقلالية في الوقود النووي للمفاعلات المستقبلية.
### *مشاريع التحلية المستقبلية*
أوضح الدكتور طوقان أن مشاريع التحلية التكميلية باستخدام تقنيات حديثة لتركيب وحدات تحت سطح البحر ستساهم في توفير كميات إضافية من المياه لمنطقة العقبة، مما يسمح بتخصيص جزء أكبر من مياه الناقل الوطني لتلبية احتياجات الأردن بشكل عام. وأضاف أن هذه المشاريع ستكون متكاملة مع مشروع الناقل الوطني دون التأثير على خططه وسير عمله.
### *أبرز النتائج والتوصيات*
خلصت الجلسة إلى عدة توصيات هامة، أبرزها ضرورة الإسراع في تنفيذ مشاريع المفاعلات النووية الصغيرة كجزء من استراتيجية شاملة لتحقيق الأمن المائي والطاقة في الأردن. وأكد المشاركون على أهمية تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتوفير التمويل اللازم لضمان استدامة هذه المشاريع.
### *ختام فعاليات اليوم الثاني*
اختتمت فعاليات اليوم الثاني بتوجيه الشكر لجميع المشاركين والمتحدثين. عبر البروفيسور محمد الفرجات عن تقديره للجميع وأشاد بما قدمه معالي الدكتور خالد طوقان. أنهى معالي الدكتور صالح رشيدات الجلسة، مؤكداً على أهمية ما تم مناقشته، وطلب مشاركة التوصيات والتسجيل لهذه الجلسة لجميع للاستفادة من حجم المعلومات الجديدة التي عرضها معالي الدكتور خالد طوقان في ابداع ووضوح خلال هذه الندوة، كما أعرب عن شكره وتقديره لفريق منتدى الابتكار والتنمية ومؤسسه البروفيسور محمد الفرجات، وجميع القائمين على الترتيبات الرائعة لهذه الجلسة وللندوة ككل. ودعا المهندس رائد الصعوب، منسق أعمال اللجنة، الجميع لحضور فعاليات اليوم الأخير، الذي سيخصص لمناقشة التكنولوجيات الحديثة في مجال تحلية المياه والمتعلقة باستغلال الطاقة الشمسية الحرارية المركزة، وكذلك التعامل مع رواجع (مخلفات) محطات التحلية التقليدية والية الاستفادة منها وصولاً إلى Zero Waste.
ستستمر الندوة في يومها الأخير، حيث ستُعقد جلسات حوارية تفاعلية تجمع بين الخبراء والمشاركين لمناقشة أحدث التطورات والتحديات في مجال تحلية المياه في الأردن.