في ظل التحديات التي تواجه مدينة العقبة خلال أيام الصيف الحارة والرطبة، يتعاظم الاهتمام بالبحث عن حلول مبتكرة للتكييف الاصطناعي وتحسين جودة الحياة للسكان والزوار على حد سواء، يعتبر استخدام تقنيات متقدمة في استغلال موارد الطبيعة مثل طاقة الشمس والمياه البحرية خطوة جوهرية نحو تحقيق هذه الأهداف.
الفكرة الأساسية: ضخ مياه البحر للتبريد والاستخدام العام
في محاولة لتحقيق تكييف اصطناعي للمدينة، تم اقتراح فكرة ضخ مياه البحر شمال مدينة العقبة بواسطة الطاقة الشمسية.
هذا الاقتراح يشمل إنشاء ثلاث بحيرات مائية من مياه البحر (ضحلة وواسعة المساحات) لأغراض تربية الأسماك وإنشاء منتجعات صحية سياحية حولها.
تأتي هذه البحيرات بالفوائد الإضافية لتبريد الهواء المار فوقها، بفضل تبريد الهواء الشمالي الحار القادم من وادي عربة باتجاه العقبة عند ملامسته للمسطحات المائية واسعة المساحات، والواقعة باتجاه شمال جنوب تباعا ومع إتجاه الرياح.
التفاصيل الفنية: تحويل مياه البحر وتوليد الطاقة وتحلية المياه
يتم نقل مياه البحر عبر أنبوب خاص يمتد لنحو 20 كيلومترًا باتجاه شمال العقبة، حيث تُستخدم هذه المياه لتبريد الهواء وإنتاج المياه العذبة وتوليد الطاقة الكهربائية أيضًا.
يتم تدوير المياه من البحيرات نحو المدينة عبر أنبوب مخصص لذلك، وجعله ينساب بالجاذبية بسبب فرق الارتفاع العالي نسبيا بين شمال العقبة والمدينة ذاتها، وذلك عبر محطات تحلية باستخدام تقنية التناضح العكسي بأغشية بيولوجية إصطناعية وبقوة دفع المياه المنساب نحو المدينة، مما ينتج مياه عذبة تُستخدم في الزراعة والصناعة والاستخدامات المنزلية.
بنفس الماء المنساب بقوة الجاذبية عبر الأنبوب يمكن توليد الطاقة الكهربائية... عبر توربينات خاصة.
يمكن إستخداء جزء من الماء العذب الناتج بالتحلية لإقامة حزام أخضر حول مدينة العقبة والعديد من المسطحات الخضراء والأشجار داخلها، مما يحسن مناخ المدينة أيضا.
الأهداف والفوائد المتعددة
1. التكييف الاصطناعي: تحقيق بيئة معيشية مريحة خلال الصيف الحار بمدينة العقبة، فقد يساهم المشروع بخفض حرارة المدينة في الصيف بنحو ثلاثة إلى أربعة درجات.
2. التنمية الاقتصادية: تعزيز السياحة من خلال منتجعات الصحة والعافية التي تحيط بالبحيرات المائية.
3. استدامة الموارد: استخدام الماء المنساب بالجاذبية بكفاءة عالية لتوليد الطاقة والمياه العذبة للاستخدامات المتعددة.
4. تخفيف كلف التكييف وفقا لخفض حرارة الصيف حسب المشروع، وذلك بخفض الطلب على الكهرباء والمياه للقطاعات السكانية والصناعية و والسياحية والتجارية والنقل والخدمات وغيرها.
5.تعزيز الثروة السمكية في المملكة.
6. دفع عجلة التنمية في المدينة وزيادة فرص العمل للشباب.
يتوقع أن يسهم هذا المشروع في تحويل مدينة العقبة إلى مركز متطور للابتكار في استخدام الموارد المحلية بطرق مستدامة، مما يعزز من جاذبيتها كوجهة سياحية ويحسن جودة حياة سكانها. تحقيق هذه الرؤية يتطلب تعاونًا وثيقًا بين القطاعين العام والخاص ومجتمع الأعمال، مما يجسد التزام الأردن بالتنمية المستدامة والابتكار البيئي.
بالتأكيد فعوائد المشروع تبدو أكثر من كلف الإنشاء والتشغيل، سواءا الكلف العوائد المباشرة أو غير المباشرة.
العقبة يجب أن تكون بالاضافة إلى كونها منطقة إقتصادية خاصة، منطقة للابتكار وتحويل التحديات إلى فرص، لتكون مثالا عالميا بانجازاتها.
من الممكن أن تعقد مفوضية العقبة وفي ضوء سعيها لتصبح مدينة ذكية، ورشة عمل متخصصة لطرح المقترح ووضع تصور شامل له فنيا وماليا، بعد التحقق من جدواه بطرق علمية.