جوهرة العرب - ماجد عبد الله الخالدي / مدير التحرير
قبل ثلاثة أعوام تعرفت على عروب العبادي بحكم الصدفة، إذ كانت حينها مديرا لمكتب وزير الأشغال العامة والإسكان، ومديرا لمديرية الإعلام والاتصال في الوزارة، وناطقا إعلاميا باسم الوزارة، حقيقة لم أكن أعرف كيف أحلل البيانات الرسمية التي تخطها أنامل هذه الزميلة بطريقة هندسية، ولم أكن أعرف كيف أقرأ الصورة التي ترسمها كلمات هذه العروب، وليس في كلماتي هنا تناقض وادهاش، إنما إبداع هذه المنارة الإعلامية هو ما يحمل في طياته الدهشة حد تغيير قواعد الإبداع.
ذات يوم تواصلت معي عروب، ابلغتني بطريقة مفاجئة، رسالة مفادها : "سأنتقل للعمل في وزارة التنمية الاجتماعية"، لم أكن أملك جوابا للرد على هذا، سوى حروف السؤال : لماذا؟ قالت عروب ومنذ ذلك القول وهي لي قدوة : "هناك فئات تستحق الخدمة، وحالات تستوجب علينا الوقوف معهم لخدمتهم إنسانيا".
ذلك الموقف الذي لن أنساه ما حييت، فكيف لمن يتميز في مكان ما ويبدع ويخطف الاضواء إلى درجة تؤهله للإصابة بالغرور وجنون العظمة، لكنه في حقيقة الأمر يحصر تفكيره في تقديم الخدمات الأمثل لفئات تستوجب على الجميع خدمتهم، من أيتام وأرامل وفقراء وذوي إعاقة، وغيرهم.
أيضا، تابعت مسيرة الإدارة في النادي الفيصلي، بحكم اني أحد عشاق هذا الكيان الكبير، تابعت ما قبل عروب، وما بعد عروب، لمست التميز الكبير الذي قدمته هذه الإنسانة الاستثنائية، التي أحدثت تطورا كبيرا ولافتا في إدارة النادي، وعلى وجه الخصوص المركز الإعلامي للنادي، الذي تسلمت مهام قيادته، فكانت حقا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها.
أيضا، رأيت الدبلوماسية التي تمتلكها هذه الزميلة التي لم أجد وصفا يمنحها حق الإنصاف، فهي في كل زيارة خارجية تقوم بها تمثل الأردن بصورة تليق بالأردن، وتحمل معها أمانة رسم الصورة الأجمل لهذا الوطن الأبهى، الذي ننتمي له بكل فخر واعتزاز.
اليوم، أجد اسم عروب قد زين القائمة الوطنية لحزب الميثاق الوطني للانتخابات البرلمانية لعام 2024، وعلى الرغم من اني لم انتمي لأي حزب حتى اللحظة، إلا أن وجود عروب العبادي في هذه القائمة يجعلني أعاهد نفسي على دعمها بكل ما استطعت، ذلك لما أعرفه عنها من تميز وقدرة على تمثيل المرحلة القادمة بالصورة التي نريدها جميعا.
ختاما، أشهد الله اني ما ذكرت من شيء في هذا المثال الا القليل من الكثير الذي تتميز به هذه الاستثنائية المبدعة، وأشهد الله أن لا غاية من هذه الكلمات سوى محاولة الإنصاف، والله على ما أقول شهيد، وهو سبحانه من وراء القصد.