استكمالا لجهود وزارة السياحة والآثار في فتح أسواق جديدة لرفد القطاع السياحي بمزيد من السياح بعد انحسار أعداد السياح الغربيين بعد العدوان الغاشم على غزة في أكتوبر من العام الماضي، أجرى وزير السياحة والآثار مكرم مصطفى القيسي مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا، استعدادا لتنظيم رحلة الى الصين والتي سيلتقي بها نظيره وممثلين عن القطاع السياحي الصيني، حيث أعرب القيسي عن تطلع بلاده إلى استقبال المزيد من السياح الصينيين، مؤكدا دعم المملكة لمبادرة الحضارة العالمية التي طرحتها الصين في عام 2023 لتعزيز الحوار بين مختلف الحضارات ودفع الإزدهار المشترك للحضارات المختلفة.
وقال القيسي في المقابلة إن بلاده تتطلع إلى السوق الصيني لأن لدى الشعوب العربية عوامل كبيرة مشتركة مع الشعب الصيني من ناحية التاريخ والحضارات التي مرت على هذه الشعوب، معربا عن أمله في أن يكون الزوار الصينيون سفراء للأردن بعد عودتهم إلى بلدهم لتعزيز المعرفة بين البلدين.
وأوضح أن بلاده تبحث عن أسواق سياحية جديدة "تشبهنا وتفهمنا ونفهمهم" بعد أن تأثر الأردن بأزمة في القطاع السياحي نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، والتي أثرت على أعداد الزوار من أوروبا وأمريكا الشمالية وكندا واستراليا ونيوزلندا.
وأضاف القيسي أنه سيزور الصين قريبا لعرض المنتجات السياحية والثقافية الأردنية، وسيتحدث عن تاريخ الأردن وسياحة الثقافة لأن الشعب الصيني مثقف ويهمه جدا زيارة المواقع التاريخية في الأردن.
وأشار في السياق إلى أن هناك 16 ألف موقع أثري في الأردن مدرجة على اللوائح الوطنية بكل تفاصيلها، وهي تشكل 16 بالمائة من مجموع المواقع البالغ عددها مائة ألف موقع أثري في الأردن حسب إحصائية علمية، مؤكدا أن الزائر إلى الأردن سيجد نفسه في "متحف مفتوح" وكل موقع أثري يزوره سيجد له قيمة تاريخية وتراثية كبيرة.
وتابع أن الأردن مملكة ضاربة جذورها بتاريخ حضارات مرت عليها بدءا من العصور الحجرية، وكان أول رغيف خبز تمت صناعته على أرض المملكة الأردنية في الشمال الشرقي منها، وهناك تماثيل عين غزال في العاصمة عمان وهي أول تماثيل آدمية صنعت قبل 9 آلاف سنة.
وأكد أن لدى الأردن منتجات سياحية فريدة على المستوى العالمي، فهناك البحر الميت وهو أخفض بقعة على وجه الأرض (440 مترا تحت سطح البحر) ولا يوجد غيره في العالم كما أن هناك "المغطس" وهو موقع عماد المسيح وموقع معركة مؤتة في الكرك جنوب الأردن.
وأشار الوزير إلى أن الدخل السياحي للأردن بلغ في العام الماضي 7.3 مليار دولار، حيث يساهم بنسبة 14.6 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي، وهو في صعود، موضحا أن "هذه أرقام مهمة ولكن بالنسبة لنا السياحة ليست أرقاما فحسب، ولكن الهدف المنشود أن يفهم بعضنا البعض وأن يأتي السائح الصيني إلى الأردن ويشعر بالأمان والاحترام وأنا اعتبر الزائر الصيني سفيرا للأردن عندما يعود إلى بلده".
وقال إننا ندعم بدون تحفظ وبدون تردد مبادرة الحضارة العالمية التي طرحتها الصين في عام 2023 لتعزيز الحوار بين مختلف الحضارات ودفع الإزدهار المشترك للحضارات المختلفة.
وأعرب الوزير عن عدم رضاه لأعداد الزوار الصينيين إلى الأردن، قائلا إن هناك إجراءات تسهيلية لجذب السياح الصينيين، والإجراءات في الأردن سهلة جدا للسائح الصيني ولديه تسهيلات بحصوله على التأشيرة لدى وصوله إلى المطار أو من خلال السفارة الأردنية في بكين ولا يطلب من السائح الصيني حساب بنكي أو حجز فندق، مشيرا إلى أنه ربما سيتم بحث التسهيلات مع المسؤولين في الصين كي تعم الفائدة على الجانبين الصيني والأردني.
وتابع القيسي "نعمل الآن مع جمعية المطاعم الأردنية لترجمة قوائم الطعام المقدمة في المطاعم والفنادق إلى اللغة الصينية وسنعمل على تأهيل بعض الأدلاء السياحيين في اللغة الصينية"، مشيرا إلى أن السفارة الصينية أبدت تعاونها الكامل بحيث يكون هناك أدلاء سياحيون متخصصون وقادرون على التواصل مع الزوار والسياح الصينيين.
وأوضح الوزير أن فريقا مختصا من وزارته ومن هيئة تنشيط السياحة الأردنية يقوم بإعداد برنامج شامل، وسيكون هناك لقاء مع وزير السياحة في الصين ولقاءات مع وكلاء سياحة، كما سيكون هناك لقاءات مع مسؤولين في شركات طيران وسيتم عقد ورش عمل واستضافة مجموعة من المؤثرين في المدن التي يتم زيارتها وستقدم عروض عن وكلاء السياحة في الأردن وما يقدمونه للسياح ومعلومات عن الأردن والمواقع السياحية في المملكة.
وعن الصعوبات التي ما زالت تواجه التعاون السياحي بين الصين والأردن، قال إن المشاكل التي تواجهنا هي عدم معرفة بعضنا البعض، مشيرا إلى أن المعوقات اللوجستية ربما نجد لها حلولا ولكن يجب أن نفهم بعضنا البعض من خلال القيام بمبادرات وزيارة بعضنا البعض، والاستمرار في تبادل الزيارات والتوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم ويكون هناك برنامج تنفيذي لما تم الاتفاق عليه من أجل تعزيز العلاقات الثنائية.
ووفقا لإحصائية لوزارة السياحة الأردنية، فإن عدد السياح الصينيين الذين زاروا الأردن في عام 2019 بلغ 34083 سائحا صينيا وتوقفت السياحة في العامين 2020 -2022 بسبب كوفيد-19، وتراجع عدد السياح الصينيين في العام 2023، إذ بلغ 14743 سائحا صينيا بانخفاض 56 بالمائة عن العام 2019 في حين بلغ عدد السياح الصينيين الذين زاروا الأردن خلال العام الحالي حتى نهاية يونيو 7326 سائحا صينيا.
ووفقا لوزارة السياحة والآثار الأردنية، فقد بلغ عدد السياح الذين زاروا الأردن في العام الماضي 6.3 مليون سائح من جميع الجنسيات فيما وصل عدد السياح في العام الحالي وحتى الآن إلى 2.786 مليون سائح وبلغ الدخل السياحي حتى نهاية يونيو نحو 2.7 مليار دولار.
وأشارت الوزارة في إحصائياتها إلى تراجع نسبة السياح القادمين من أوروبا وأمريكا الشمالية وكندا بنحو 20 بالمائة خلال العام الحالي، وتم تعويض هذه النسبة بزيادة أعداد السياح العرب.