الرئيسية
من نحن
أرسل لنا
رئيس التحرير : خالد خطار
الرئيسية
اخبار جوهرة العرب
بوابة ثقافية
جامعات وتعليم
عربي دولي
اقتصاد
رياضة و ملاعب
بانوراما
برلمانيات
كتاب جوهرة العرب
آخر الأخبار
النائب السابق ميادة شريم : أحداث الرابية تصرفات غير مسؤولة لا تعكس أخلاق شعبنا
مقتل متسلل والقبض على 6 آخرين ضمن المنطقة العسكرية الشمالية
مندوبا عن الملك.. العيسوي يعود مصابي حادثة الرابية
الحكومة: المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن سيقابل بحزم
رئيس الوزراء لمصابي حادثة الرابية: نحن معكم وأنتم فخرنا وعزنا
المومني لـ"المملكة": حادثة إطلاق النار في الرابية نُفذت بسلاح أوتوماتيكي
مدرسة وادي موسى الثانوية للبنين تحصد المركز الثاني في البطولة العربية للروبوت في تربية لواء البترا.
الميثاق الوطني: اجهزتنا الامنية درع الوطن وسياجه المنيع
الاعلان عن موعد بدء التسجيل الأولي للراغبين في أداء فريضة الحج لموسم الحج 1946هجري2025ميلادي
انعقاد اجتماعي الجمعية العمومية ومجلس الإدارة لاتحاد الأكاديميين والعلماء العرب في عمان
وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24
الميثاق: قرار "الجنائية الدولية" خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني
بحضور نخبة متألقة في عالم الفن والإبداع نجاح مسابقة أختيار ملكة جمال العرب أوروبا 2025م .
العضايلة يبحث مع وزير الأوقاف المصري التعاون في المجالات الدينية
إدارة الترخيص تنشر جدول عمل محطات الترخيص المتنقلة العاملة قبل أو بعد أوقات الدوام ليومي الاربعاء والخميس
إدارة الترخيص تبدأ ومنذ صباح الغد العمل بقرار مجلس الوزراء بإعفاء المركبات المنتهي ترخيصها واستقبال المراجعين والتسهيل عليهم.
النائب السابق ميادة شريم : خطاب جلالة الملك رؤية استراتيجية وخريطة طريق لمستقبل الأردن العظيم
الدراج العالمي سلافيك: مغامرة على عجلتين بين جبال عمّان السبع
الملك في خطاب العرش: نحن دولة راسخة الهوية لا تغامر في مستقبلها
القبض على 36 مطلوباً وتاجراً ومروجاً للمخدرات من بينهم خمسة مصنفين بالخطرين خلال حملات امنية .
كتاب جوهرة العرب
حَــكـــايـــا فِـــنــــجـــان قَـــــهــــوَتـــــي (٢) بِقَلَم : د.محمد يوسف أبو عمارة
كتاب جوهرة العرب
السبت-2024-07-20 | 04:27 pm
د.محمد يوسف أبو عمارة
بِــــدايـــات بِـــــلا نِــــهـــايـــات
وتَبقى أَركانُ الصَّباح غَير مُكتَمِلَة وناقِصَة إذا لَم تَكتَمِل بِفنجان القَهوَة ... وصَوتُ فَيروز ... وعِبارات صَباحُ الخَير التي تَصِلُك مِن هُنا .. ومِن هُناك مِن مُحِبّ قَريب أو حَبيب بَعيد .. رُبَّما باعَدَت بَينَكُم المَسافات ورُبَّما باعَدَت بَينَكُم الظُّروف ...
أَمسَكتُ فِنجانَ قَهوَتي .. بَل بالأحرى احتَضَنتُه بأَصابِعي بِشَوق المُغتَرِب العائد بعد سنوات من الغربة ، وَشَعرتُ بأَنَّهُ يُلقي عَليّ تَحيَّة الصَّباح ويَهمِسُ لِي عَبرَ اهتِزازات سطحِ القَهوَة .. الآن أَشرَقَت شَمسي ..
ابتَسمتُ وشعرت بكم من السعادة لأنني كنت أحب سماع هذه العبارة من أحدهم وكانّ فنجان القهوة!
ورَشَفتُ أَوّل رَشفَة وبَدَأتُ أتأَمَّلُ تِلكَ اللَّوحة التي تَتَكَوَّن على سَطحِ القَهوَة ورأَيتُ شَكلاً أشبَهُ ما يَكون بالتَّضاريس الطّبيعيَّة ، تُشبِهُ مَجموعَة الجِبال التي كُنَّا نَرسِمُها ونَحنُ صِغاراً ويتَفَرَّع مِنها طُرُق طَويلة لا أَدري هَل هِيَ أَنهار أم وِديان أَم حبال ...
وأثناءُ ذلك يَأتي صَوت فَيروز ..
يا جَبَل اللي بعيد .. خَلفَك حَبايِبنا
بتموج متل العيد .. و همّك متعبنا
اشتَقنَا عالمَواعيد .. بكينا اتعَذبنا
يا جبل اللّي بعيد .. قول لَحبايِبنا
بعدو الحبايب بيعدو…
فَأَدرَكتُ أنَّ هُناك رِسالَة يُريدُ صَديقي فِنجانَ القَهوة أَن يُرسِلَها لي عَبرَ تِلكَ الجِبال التّي شَكلها كَلَوحة مَرسومة بِشَكل جَميل ..
رَشفَة رَشفَة أُخرى .. وتَمعّنتُ بالتّغيرات التي حَصَلت على الشّكل لِأَرى شَكلاً أَقرَبَ لِرأس القَلب ولكنّه كان غَريباً ، فَقَد كانَ مُكسراً مُدَمَّراًن ويكأَنّك قَد قَطَّعته بِسكّين فَلَم يَبقى مِنهُ سِوى الشَّكل الخارِجي الذي يوحي بأنّه قَلب أمّا الداخِل فَفيهِ تَدورُ معارِك وصِراعات واضِحَة ؛ أَدَّت إلى تَقسيمِهِ بهذا الشَّكل.
أَو لِوَهلة تشعر بأنّ كُل جزء في هذا القَلب قَد انشَقّ واستَقَل بِذاته فالبُطَين الأَيمن انقَسَم عَن الأُذَين الأيمَن وكذلكَ البُطَين الأيَسر والأُذَين الأيسَر وكُلّ واحِد مِنهُم بَنى حَولَ نَفسِهِ جِداراً مَنيعاً أَبعَدهُ عَن الآخر ...
وكذلك معظم الأشخاص يبنون أسواراً حول أنفسهم محكمة الإغلاق.
رُبَّما هِيَ عاصِفَة مِنَ الأَفكارِ التي يَذهَبُ فيها العَقل إلى جِهَة …. والقَلب إلى جِهَة أُخرى بَل ورُبَّما حتّى القَلب نَفسه يَتَردّد في كلّ مَرّة ويَتوه دونَ أن يُحدّد وِجهَةً لَه !
فيَأكُله الصّراع ، ويُدميه التَّفكير ، ويُدَمّره الاختلاف فيُكسَر ! نعم يُكسر أولَم تسمع عن القلب المكسور!
رُبَّما هِيَ كذلك العَديد مِنَ العَلاقات لا تَستَطيع أَن تَأخُذَها عَلى مُحمَل الجَدّ ، فأنتَ بِحاجَة لِبَعض الجُنون حَتّى تَستَطيع أَن تَنجو بِقَلبِك ، وأَعجَبُ مِن أولئكَ الذين يَستَطيعونَ أّخذ جَميع قَراراتِهِم بالعَقل فَقَط دونَما القَلب ..
تأَمَّلتُ في فِنجانِ القَهوةِ .. ذلكَ القَلب المَكسور الذي أَخَذَ بالدَّوَران والتَّلاشي شَيئاً فشيئاً ..
رَشفَة رَشفَة أُخرى .. فَضاعَت ملامِحُ الصّورة وأَصبَحَ سَطحُ القَهوَة أقرَبُ للصَفاءِ باستثناء بَعض الغُيومِ هُنا وهُناك ..
رُبَّما وأَنّهُ بَعدَ مُرورِ العاصِفَة فإِنَّ القَلبَ المَكسور لا يَستطيع التَّعافي تَماماً ، بَل تَستَمِرُّ مُعاناتِه كُلَّما سَرَح بِخاطِرَة ... كُلَّما مَرَّ بِطَريق يَحمِلُ ذِكرى أو تَذَكَّر قِصّة .. نُكتة .. أُغنية ..
نَظَرتُ لِفِنجانِ قَهوَتي وقَد صَفا وَجهه تَماماً وعَادَ طَبيعِيًّا بِدونِ مُلَوّثات أَو ذِكرَيات ويكأَنَّهُ يَقول لِي أنَّه بإمكانِكَ العَودَة طَبيعيًّا بَعدَ أَن تَجتاز المَرحَلة ..ولكن يجب أن تمر بمراحل صعبة جداً قبل ذلك.
وهُنا تَذَكَّرتُ كَيفَ أَنَّ جَميع القِصَص تَكون جَميلَة في البِدايات ، كُلّ التَّفاصيل مُثيرَة مُمتِعَة جَميلَة في عَلاقَة الحُب تَكون البِدايات كُلّها مُذهِلة ، في العَمَل والشَّراكة الجَّديدة يَكون الشَّغَف كَبير والأَمَل واسِع والطُّموح كذلك ، في السَّكن الجَديد .. عِندَ شِراء سَيَّارة جَديدَة ..
في كُلّ بِدايَة يَكون الشَّغف للسَعي وَراء المَجهول مُمتِعاً لِذا تَجِدُ أنّ كُلّ التَّفاصيل جَميلة ولكنّ وبَعدَ مُرورِ الوَقت .. في المُنتَصَف أَو في النّهايات غالِباً ما لا يَكون الأَمر كذلك فَتَجِد أنَّ مُعظَم قِصَص العِشق ما هِيَ إلّا أَوهام في قُلوبِ العُشّاق وأنَّ ملائكة العَمَل انقَلَبوا فَجأَة إلى كائنات مُدمرة وتَكرَهُ الإِنجاز ويَبدَأ الطُّموح والشَّغف بالتَّناقُض إلى أَن يَصِل لِمَرحَلة مَا دونَ الصّفر .. بل وربما لليأس…عِندَها تَحكُمُ الأَخلاق المَوقِف
حيثُ نَقول : أَنَّ البِدايات دائماً جَميلة ولكنّ تَظهر الأَخلاق في النّهايات .
وأَنا مِمَّن يَستَمتِعون جِداً بالبِدايات وأَكرَهُ الوُصولَ للنِهايات حَتّى لَو كانَت تِلكَ النّهايات سَعيدة فَعِندَما أَقرَأُ رِوايَة وأَستَمتِعُ بِتَفاصيلِها أتَمَنَّى أَن لا تَنتَهي .. وكذلك عِندَما أُشاهِدُ فِيلماً مُمتِعاً أَو أَن أَذهَب في رِحلَة مَع أشخاص أُحِبّهم .. أتمنى أن لا ينتهي المشوار..
وهُنا تَذَكَّرتُ مَقولَة لِدوستويفِسكي :
" إِذا كانَت البِدايات وحدَها جَميلة، دَعنَا نَبدأُ مُجَددًا.. دَعنَا نَبدَأُ مِرارًا وتِكرارًا، دَعنَا لا ننتهي أبدًا، دَعنَا لا نَتوسّط ولا نَتعمَّق ولا نَمِلّ فننتهي، دَعنَا نَبدَأُ ثُمَّ نَنسى أنَّنا بَدَأنا ونُعيدُ البِدايَة، ونَنَسى إِلى اللّانِهاية "
فَقَرَّرتُ أَن أَعيش طيلَةَ حَياتي بِداية فَقَط دونَ خَوضٍ في التَّفاصيل .. دونَ نِهايات ..
جَلَبتُ فِنجانَ قَهوَة آخر جَديد ، بِنَفسِ فِنجاني الأَبيَض ..
وعِندَما وَصلني أَمسَكتُهُ بِشَغَف .. بَل احتَضَنتُهُ وشَعَرتُ بأَنَّهُ يَهمِسُ عَبرَ اهتِزازاتِ سَطحِ القَهوَة .. الآن أَشرقَت شَمسي ..
رَشَفتُ رَشفَة وبَدَأتُ أَتأَمَّلُ رُسوماتِ سَطحِ الفنجان ويكأنّي أَحتسي القَهوَةَ لأَوَّلَ مَرَّة ...
اقرأ أيضا
تابعونا على الفيس بوك