الاستدامة الاجتماعية: جائزة الحسين أنموذجًا رياديًا
بقلم: جهاد مساعده
تأتي جائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي كنموذج ريادي يعكس التزام القيادة الهاشمية بتعزيز قيم الاستدامة والشمولية، وتبرز الجهود المبذولة لتحقيق تنمية اجتماعية مستدامة من خلال العمل التطوعي.
وتمثل الاستدامة الاجتماعية ركيزة أساسية في بناء المجتمعات المتقدمة والمتطورة. فهي ترتكز على تعزيز العدالة الاجتماعية، والرفاهية المجتمعية، وتوفير فرص متساوية للجميع، بغض النظر عن الفروق الاجتماعية أو الاقتصادية.
(01)
جائزة الحسين للعمل التطوعي
جائزة الحسين بن عبد الله الثاني للعمل التطوعي مبادرة ملكية أطلقها سمو ولي العهد، بهدف تكريم الأفراد والمؤسسات التي تسهم بشكل بارز في تقديم خدمات تطوعية متميزة لتحسين جودة الحياة للمجتمع. والتحفيز على الانخراط في العمل التطوعي الذي يعد ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة.
تُمنح الجائزة تقديرًا للجهود التطوعية التي تُبذل في مختلف المجالات، مثل: الاجتماعي، التعليم والتدريب، الصحة، البيئة والسياحة، الرياضة والثقافة والفن، الريادة والابتكار. وتهدف إلى إبراز المشاريع والمبادرات التي تحدث تأثيرًا إيجابيًا على المجتمع، وتسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والعدالة من خلال العمل التطوعي.
(02)
جائزة الحسين للعمل التطوعي والاستدامة الاجتماعية: تكامل الأهداف والرؤية
تسعى جائزة الحسين للعمل التطوعي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تتقاطع بشكل مباشر مع مفهوم الاستدامة الاجتماعية، منها:
أولًا: تعزيز العدالة الاجتماعية: تشجع الجائزة المبادرات التطوعية التي تسهم في تقليل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين مختلف فئات المجتمع، حيث يتم تكريم المشاريع التي توفر فرصًا متساوية للجميع، وتسهم في تمكينهم.
ثانيًا: تشجيع الابتكار الاجتماعي: تدرك جائزة الحسين للعمل التطوعي أهمية الابتكار في تحقيق الاستدامة الاجتماعية. لذلك، فهي تكرم المشاريع التطوعية التي تقدم حلولًا مبتكرة للتحديات الاجتماعية لتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية، أو تطوير برامج تدريبية تساعد في تمكين أفراد المجتمع.
ثالثًأ: تفعيل المسؤولية المجتمعية: تشجع الجائزة الأفراد والمؤسسات على تحمل مسؤوليتهم تجاه المجتمع من خلال العمل التطوعي، وتسعى الجائزة إلى نشر ثقافة المسؤولية المجتمعية وجعلها جزءًا لا يتجزأ من هوية الأفراد والمؤسسات.
فالجائزة لا تقتصر على تكريم الفائزين فحسب، بل تلهم الآخرين أيضًا للسير على خطاهم والعمل من أجل تحقيق الاستدامة الاجتماعية. وقد شهدت الدورة السابقة تكريم العديد من المشاريع التطوعية لدورها الفاعل في تنمية المجتمع، وتحقيق الاستدامة من خلال الجهود التطوعية المتميزة.
(03)
نحو مستقبل مستدام: الرؤية الهاشمية
إن جائزة الحسين للعمل التطوعي تجسد الرؤية الهاشمية لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدالة، وتعكس التزام الأردن بتعزيز الاستدامة بجميع أبعادها، سواء كانت اقتصادية، أو بيئية، أو اجتماعية، من خلال التطوع.
لقد لفتت هذه الجائزة الأنظار نحو ضرورة العمل التطوعي المستدام والمتكامل الذي يأخذ في الاعتبار جميع جوانب الحياة الاجتماعية. وتشجيع كل فرد أو مؤسسة للمشاركة في بناء مجتمع أكثر استدامة وحيوية، يتشارك فيه الجميع في المسؤولية ويستفيد فيه الجميع من التنمية.
لذلك؛ تُمَثِّل جائزة الحسين أنموذجًا رائدًا تظهر كيف يمكن للجهود التطوعية أن تكون محركًا رئيسًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزز الاستدامة الاجتماعية بما يتماشى مع التوجهات العالمية.