يذكر أجيال الخمسينات من القرن الماضي، أرقى درجات التكنولوجيا، وهو البابور، أو البريموس"الاسم المتحضر للبابور".
والبابور تكنولوجيّا أرقى من الموقد، وصوبة الحطب، ومنقل النار، ولكنه أدنى تكنولوجيّا من الغاز!؛ وقد كان البابور نظامًا متكاملًا، يحوي على أدوات مثل: "المحقان"، و"النكاشة"، "ورأس البابور"، وعلى مؤسّسة تضم أرقى تكنولوجيي العصر، وهم العاملون في صيانة البابور، وتصليحه. كما كان للبابور استخدامات عديدة كالطبخ، والتدفئة، والغسيل.
وهو كأي تكنولوجيا لها سلبيات مثل:"الشحبرة"، واستهلاك الأكسجين، وتهديد الحياة.
ولكن وجود النكاشة تقلل من أضرار تكنولوجيا البابور، وتعطيه دفقات قوية أقرب إلى نقطة بداية جديدة.
(01)
التعشيق
وكما تقوم النكاشة بإعادة البابور إلى وضعه السليم، كذلك يقوم التعشيق بإعادة التشغيل. والتعشيق بمفهومه الميكانيكي يقوم على أساس"دفش السيارة"، أمام منحنى للقيام بحركة التعشيق، وهكذا لا تتحرك السيارة إلّا بتعشيقها. ويروى أن زوجة سألت طبيبًا عن صحة زوجها فأجاب: شغّلناه بالتعشيق!!! وهذا يعني أنه فقد مرونته وقدرته على التشغيل الذاتي؛ وهنا ندرك العلاقة بين النكاشة والتعشيق، فكلاهما يفتح، وينظف، ويجدَّد، ويعيد كل شيء إلى الوضع الطبيعي.
لكن متى نحتاج التعشيق؟ ومتى نحتاج النكاشة؟ وهل يقوم كل منهما بدور إيجابي؟ إذن؛ لماذا نهمل النكاشة مع أنها ضرورة تزيل الغلق، وتفتح المواسير ، وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح؟!
(02)
نكاشة لكل مواطن!
بعد نهاية تكنولوجيا البابور ونكاشته، وبعد انتهاء عهد السيارات الميكانيكية، وبروز عهد السيارات الكهربائية، ليس هناك من نكاشات، ولا من دفيّشة، لكن هناك ما يتوجب نكشه، ودفشه، وتعشيقه كي يمشي من دون "شحبار "، وبقوة ذاتية:
-نكاشة لبابور الإصلاح الإداري.
_ نكاشة لتحرير المناهج من بلاويها.
-نكاشة لتحرير قوائم الأحزاب مما تعانيه!
-نكاشة لإصلاح النظام التعليمي، مع دفشات خلفية للتعشيق.
-نكاشة لكل مواطن ينتظر خيرًا من سلطة.
_نكاشة لكل من يسلم بالحقائق المنقولة إليه دون تمحيص.