رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

عن الحرب الضروس على قصيدة النثر وحداثة العصر . بقلم :- د. أكرم يوسف أبوالوفا

عن الحرب الضروس على قصيدة النثر وحداثة العصر . بقلم :- د. أكرم يوسف أبوالوفا
جوهرة العرب 


 د. أكرم يوسف أبوالوفا
 عميد القلم والريشة
_______

 نجد بين الحين والآخر حربا كلامية تشتعل  بين أدباء هذا العصر ، هذه الحرب التي سوف نتحدث عنها  ، هي حرب ما بين الأدباء بعضهم البعض ولكن قبل اللجوج في مضمون موضوعنا 
لابد أننا نقف على لب هذه الحرب الكلامية والتي 
نعتبرها حرب سيئة للغاية ولا تليق بأن تكون بين الأدباء ، فعلينا الوقوف على أسباب هذه الحرب 
كما نسميها ولو كان هو الجدل لكان هناك إنصافٌ 
عقلانيٌّ ، لكن للأسف الشديد لم يكن هناك أي آراء منصفة وخاصة بعدما ترك الأدباء الكتب الأدبية بمفهومها ومنظورها الحقيقي وهذا نعتبره سببا رئيسيا من الأسباب المتعددة في محورنا حول الموضوع ، لأن المحور الأساسي لفتح باب هذا النقاش الحاد يحتاج إلى أناس  عقلاء وغير متحيزين لعقيدة خارج الأدب العربي بقواعده السامية التي قد تؤدي إلى المواءمة ، وخاصة عندما وجدنا عقدة التحيز في معظم الدارسين 
للأدب العربي في حالة تشدد وتعنت غير مبرر 
إلا  بالتناقض مع العقل والمنطق ، وأنا شخصيا لامست هذا عبر تجاربي الشخصية في طريقة كتاباتي التي أعتبرها كتابة حديثة وعصرية وذلك تماشيا مع الحداثة والتطوير وبلورة الفكر في الأدب 
على قواعد عربية سليمة ورغم ذلك صادفت الكثير 
من الأشخاص المتحيزين لنوعا خاص من أنواع الأدب ، هؤلاء الأشخاص الذين لا يقبلون الرأي الآخر لا بالعقل ولا بالمنطق ، وبكل وضوح سأطرح
بعض من اعتقادهم أو اعتناقهم وتشددهم الغير منطقي ، هذا الاعتقاد  الذي  أسميته اعتناقا لأنه الوصف الحقيقي لهم ولمذهبهم المبني على 
(حقّ يراد به باطل) ، وأقول هذا وبكل ثقة دون تراجع 
طالما هم على نفس فكرهم التقليدي والذي لا يتماشى مع حداثة أو تطوير ولكن هذا الفكر مبني 
على الأصولية والمذهبية والتلاعب وهذا من أجل السيطرة على عقول الأدباء المبدعين أو الموهوبين 
من الفئات الأخرى ، وهذا لا يعني أيضا  في ظاهر هذا المقال  أنني معارض لصنف ما من أصناف الأدب ، ولكن معارضتي هي دعوة لهؤلاء الأشخاص 
أن يتخلوا عن طرقهم المخادعة و الملتفة إلتفافا شاذّا حول بناء فكر الكتاب ، وذلك لمحو أمية الكثيرين من المبدعين في الفئات الأخرى وهذا سيجعل التنافس الإبداعي وتقديم الأفضل لحياة الإنسانية وإعطاء جمهور كل فئة فرصة للإختيار 
العلمي المناسب لهم ولعصرهم هذا ، لأن الناس تحتاج لمن يعبر عنهم ويلامس أفكارهم وشعورهم 
في التعابير الملامسة لحياتهم ، ما سيجعل 
الأجيال القادمة أجيالا تختار أذواقهم الصحيحة المبنية على أسس صحيحة وهي قواعداللغة العربية كيف تؤخذ بمفهوم حقيقي قابل للبلورة الفكرية ، لأننا نريد جيلا واعيا ومثقف على تراث 
اللّغة العربية وعلى مفهوم الأدب وليس على ثقافة فكرية قديمة كانت نافعة في عصور لا يمكن للعقل أن يستقبلها أو يرغم عليها دون الإستفادة منها ، 
بل نريد دفع الأدباء للتطوير ولا  الإرغام على التقليد ، ولا نقول تقليد بمعنى الإستغناء أو تبديل المنهجية ، بل المقصود أن ندع المبدعين في مجال الكتابة فرص الإختيار  ومناقشة العقل لإيصال المفهوم الحقيقي ، وذلك بدلا من حرب 
لا ينال منها إلا دمار القواعد العربية بسبب إجبار 
الكتاب على ركائز لا تقدم للحداثة شيئا جديدا 
ورسالة عصر حاضرا ومستقبلا ، وبكلّ تأكيد أن فسحة المجالات وتنوعها وتعددها سيجعل من الساحة الأدبية ساحات منافسات نزيهة على قواعد 
ثابتة وراسخة ، وعندما ندخل لتجارب فكرية نجد أن هذه التجارب قد قدمت للساحة الأدبية تجاربا ناجحة وملموسة قد أوصلت نتائجها بالتأثير الإيجابي التي  جعلتنا حاليا ندعي الحداثة والتطوير  ، وقد أصدر المؤرخين والنقاد 
كتب كثيرة قد ضمت قصائد عظماء من الشعراء 
(كنزار قباني ونازك الملائكة  وبدر شاكر السيّاب وعبد الوهاب البياتي ، كاتب ياسين وسعدي يوسف  ومحمد الماغوط وغيرهم )وهم بالأساس كتاب  فئة العمود ، ولكن هناك مفارقات بين فكرهم في كتاب فئة قصيدة  النثر وقد كتبوها فعلا ومن بعض أرائهم كنزار قباني الذي كان ديمقراطيا في موقفه من أشكال الكتابة الشعرية كالقصيدة الدائرية وقصيدة النثر 
وقد قال هذه التي لا يجوز أن نطلق عليها الرصاص وكانها خيانة عظمى أو بحجة أنها تقول كلاما ليس له سند أو شبيه في كتب الأولين .
إن مصلحة القصيدة العربية أن نترك باب الاجتهاد مفتوحا فلندع الشاعر الماهر أن يستشعر الحياة والعالم من حوله  وأن يدرك أين يكمن الخطر دون أن يغير جلده  من عباءة الأدب إلى عباءة ليس لها سلطان إلاّ المسئيين .