في السنة الحادية عشرة لذكرى وفاة والدتي، وأخي، وجدتي، أبحث في هاتفي وجهازي المحمول عن صور لهم. لا أعلم لماذا أترقب في كل مرة أن أجد شيئًا جديدًا، وكأن هناك جزءًا من ذاكرتي يرفض أن يصدق, هل الفراق قد حدث فعلاً؟! .
أمي، التي أراها في منامي دائمًا مبتسمة ومطمئنة، أراها في كل أم مكلومة في غزة تتجرع ألم فقدان ابنها. أتذكر ضحكتها و طيبتها اللامتناهية، استقبالها للاقارب بحضن دافئ .جزء مني يحمد الله أنها لم يفزع قلبها في وفاة بشار ، بل رافقته للراحة الابدية.
أخي الدكتور بشار أبودرويش،سندنا وعزوتنا أنا وأخوتي الخمسة, أراه في كل طبيب مثابر، مخلص ومعطاء. في كل شاب بار بأهله ومحب لعمله. أصدقاؤه لا يتوقفون عن الدعاء له، وأرى وجهه في كل ابتسامة طيبة. رغم مرور السنوات، ما زالت نصائحك وتوجيهاتك حية في ذهني. كل قرار أتخذه، وكل خطوة أخطوها، يحمل بصمتك.
جدتي، رمز الحكمة والخبرة، بركة البيت وروحها الطيبة التي لا تنسى. لا أستطيع أن أنسى دعاءها الدائم وصلاتها في أوقات تعبها ، وحبها الذي لا ينضب. كلماتها كانت ولا زالت تشكل نورًا في حياتنا، ولا زلت أستمد منها القوة في كل تحدٍ أواجهه.
ذكرياتنا الجميلة معكم هي ما يبقيكم معنا حتى بعد رحيلكم. نستعيد نصائحكم، ضحكاتكم، وحبكم الذي لا يموت. فأنتم دائماً في قلوبنا، تشاركونا في كل لحظة، وتضيئون دروبنا كما كنتم تفعلون في حياتكم.
أخي الدكتور بشار أبودرويش الذي كان مقيم جراحة في الخدمات الطبية الملكية من 2009 إلى 2013. لقد انتقل إلى رحمة الله تعالى مع والدتي وجدتي إثر حادث سير مؤسف في محافظة المفرق يوم الجمعة 30 آب 2013.
وفي بادرة تخليد لذكراكم، قام أبي بإنشاء قاعة خيرية باسم "قاعة المرحوم الدكتور بشار جمال سند أبو درويش"، لتكون صدقة جارية على أرواحكم الطيبة، ولتستمر ذكراكم العطرة في خدمة المجتمع.
اللهم ارحمهم واغفر لهم، واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، وارزقنا الصبر والسلوان. اللهم اجعلهم من أهل الفردوس الأعلى، واغمرهم برحمتك ومغفرتك، واجعلهم من الذين تسكنهم في جنتك بغير حساب. آمين.