جوهرة العرب
الدكتورة رانيا الكيلاني أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة طنطا
الاستخدام السيئ لمنصات التواصل الاجتماعي يسبب زيادة نسبه الطلاق
حسن أستخدام التكنولوجيا الحديثة يسهم فى بناء الوعي
الاستخدام السيئ لمنصات التواصل يتسبب فى زيادة نسب الطلاق، وتهديد الأمن الأسرى».. هكذا تحذر الدكتورة رانيا الكيلاني أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة طنطا موضحة أن غياب ثقافة التفاهم والتعايش، تؤدى أيضا إلى زيادة حالات الانفصال والتفكك الأسرى.
وتؤكد - فى حوارها - ضرورة تفعيل لجان «فض المنازعات» للحد من تفاقم الخلافات الأسرية، وزيادة معدلات الطلاق، مؤكدة للاعلام دور كبير فى نشر الثقافة التتوعوبه الصحيحة، وأن تطبيقات «التكنولوجيا الحديثة» إذا أحسن استغلالها تصبح طوق نجاة فى بناء وعى المجتمع، وأن حملات التوعية والتثقيف تسهم بشكل كبير فى مواجهة العنف الأسرى، وأنه كلما اهتمت البرامج الاجتماعية والثقافيه بقضايا الناس كانت أكثر تأثيرا. وإلى نص الحوار:
حوار::إبراهيم عمران
ما أسباب زيادة معدل الطلاق في المجتمع?
يرجع ذلك الي عدة اموار عدم التأني في اختيار شريك الحياة، إذ آلية الاختيار للشكل دون الجوهر. الاختلاف في الميول والمستوى التعليمي والاجتماعيتحكّم الأهل أحياناً في حياة الزوجين الأعباء المالية وعدم قدرة الزوج على سد احتياجات الأسرة. تراكم الديون والعجز عن السداد.
كبف نواجهه ذلك ?
تفعيل جهات فض المنازعات الأسرية، للقيام بدورها في الحد من حالات الطلاق. مراجعة التشريعات التي تُدعم كيان الأسرة، وتحافظ على حقوق الطرفين والأبناء. نشر ثقافة العلاقة الناجحة بين الزوجين والتي تتسم بالثقة والاحترام المتبادل بين الطرفين، وذكر نماذج كثيرة عنها في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. لابد من إيجاد هناك مساحة للاستماع إلى الشريك الأخر الارتقاء بخدمات الدعم والإرشاد الأسري، في الهيئات الحكومية والجامعات ومؤسسات الدولة المختلفة.
-- كيف يمكننا معالجة ظاهرة العنف الأسرى ؟
العنف الأسري إما أن يكون عنفا جسديًا أو نفسيًا ، وفي كلاهما لابد من: علاجة نشر الوعي الأسري وأهمية التوافق والتفاهم بين أفراد الأسرة. الاتفاق على نهج تربوي واضح بين الوالدين.إيجاد نوع من التوازن الممكن بين العطف والشدة ، في تربية الأبناءالتوعية والتثقيف عن طريق المؤسسات التعليمية عبر المناهج الدراسية والندوات العلمية والمحاضرات الثقافية تتناول كيفية القضاء على العنف الأسري فى ظل المشكلات التى تهدد استقرار الأسرة كيف يمكن تحقيق الأمن الأسرى. أن الواجب على الزوجين مقابلة كل ما سبق ذكره بالصبر والاحتساب، كما يجب على كل منهما معرفة ما له وما عليه من الحقوق والواجبات زوجية، حتى يتحقق أمن الأسرة الداخلي.
وهل الدور الأكبر لتحقيق ذلك يقع على المرأة ؟ يقع على كل من الرجل والمرأة، ولكن لا يمكن أن يحدث استقرار اجتماعي ودفء أسري في نسيج الأسرة إلا من خلال الآمن النفسي للمرأة وتلاحمها المرأة أولاً وأخيراً هي الأم وهي الأخت وهي الابنة وهي الخالة وهي العمة وكذلك فهي الزوجة أيضاً.التماسك الأسري داخل الأسرة يرجع الى أهمية دور المرأة واستقرارها النفسي والاجتماعي وأثره على الأهل والأبناء، فالدفء الأسري رابط قوي ومهم في بناء المجتمع، فبدونه تنهار الأعمدة والأسقف، وهو السبيل الوحيد لبناء أسرة سعيدة، ولكن غياب الدفء الأسري للمرأة في كثير من الأسر هو من أكبر مسببات تصدع كيان الأسرة ولا يقتصر غيابه لدى شريحة معينة بل هو عام ويشمل أغلب شرائح المجتمع
- كيف يمكننا توعية الشباب في عصر الذكاء الاصطناعي بمخاطر التكنولوجيا الحديثة؟
تعتبر تكنولوجيا الاتصالات الحديثة بمختلف وسائلها، من أكثر التقنيات التي أثرت وغيرت في العديد من جوانب حياتنا الحديثة ، فلابد من توعية الشباب بمدى مخاطر الاتباع الأعمى وراء تلك التكنولوجيا ولابد من اتباع ما يلي منع الطلاب من استخدام المهارات الأولية الضرورية وتطوير مهارات الحسابية واللغوية الحياتين اليومية والعملية على حدّ سواء، إذ يمنع الاستخدام المتكرر لبرامج الكمبيوتر الخاصة بالتدقيق النحوي، والإصلاح الإملائي، والحساب، الطلاب من تعلم كيفية القيام بهذه المهارات بشكل يدوي انعدام الاستقرار العاطفي: يُشير علماء النفس والأطباء إلى أنّ المراهقين أكثر تأثراً عاطفياً بالرسائل النصية التي تصل لهم عبر الإنترنت، وهي من أكبر المخاطر
- وكيف يستفيد الشباب من وسائل التكنولوجيا فى تحقيق التقدم لمجتمعهم ؟
الاستعانة بالإنترنت ومختبرات الكمبيوتر من أجل عمل البحوث التعليمية المختلفة ومساعدة الطلاب على عقد مقابلات ومؤتمرات مع طلاب من مناطق وبلدان أخرى. تسهيل عملية التعلّم عن بعد، والانتساب للكليات والجامعات، والحصول على الدورات التعليمية عبر الإنترنت.و حضور الندوات التي تُقيمها المؤسسات التعليمية المختلفة وتبثهّا عبر الإنترنت.
- وكيف يمكن للوالدين استغلال التكنولوجيا الحديثة في إدارة الأسرة بكفاءة ؟
أصبحت التكنولوجيا تغزو الحياة اليومية للأفراد حتى أصبحت إدمان لا يمكن الاستغناء عنه ولابد من ضرورة تفاعل الوالدين مع الأبناء وإدارة حوار حول الأمن الرقمي وجعل هذه الحوارات أكثر إمتاعًا وإثارة للاهتمام بمناقشتها مع الأبناء من خلال الألعاب وأوجه التسلية الأخرى، وعلى الأسرة اتباع ما يلي- الرقابة الأبوية لحماية أبنائهم في ظل مستجدات العصر الرقمي و الحوار مع الأبناء والنقاش المستمر حول ما يشاهدونه على الإنترنت.و توجيههم إلى كيفية مساعدة الأبناء في اتخاذ القرارات المسئولة على شبكة الإنترنت. مع حظر المحتوى غير الملائم ومتابعة كل أنشطة الأبناء على الإنترنت.ةتوفير قدر من الوقت في التواصل مع الأبناء حول إجراءات الأمن عبر الإنترنت
- كيف يمكن تنشئة الأطفال بطريقة سليمة لنجنبهم الانزلاق نحو أي انحرافات فكرية أو أخلاقية ؟
تحديد ساعات معينة لاستخدام الهاتف إبعاد التكنولوجيا خلال السنوات الثلاث الأولىالحرص على أن يكونوا قدوة لهم تجنب استخدام وسائل التكنولوجيا لتهدئتهم التواصل المباشر التعاون مع المعلمين مشاركة الطفل اهتماماته تشجيعهم على ممارسة الرياض
انتشرت في الفترة الأخيرة ما يسمي بالترند علي مواقع التواصل الاجتماعي في قضايا مثل الزواج والطلاق كيف تري ذلك كيفه الحد من ذلك؟
هناك حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي والشارع المصري خلال الأيام الماضية كان بطلها الحديث عن مدى إلزامية المرأة بخدمة زوجها والقيام بواجباتها تجاه زوجها، وإرضاع أطفالها، وهو ما جعل رجال الدين ينتفضون أمام هذه الظاهرة لحماية الأسر المصرية ، وهذا من مفاسد الحياة المجتمعية.
هل ترين وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير في زيادة نسبة معدلات الطلاق؟
بالتأكيد مواقع التواصل الاجتماعي من الأسباب التي أدت إلى زيادة معدلات الطلاق في مصر وعدد كبير من الدول، وسببت أزمات كبيرة من الزوجين، بسبب المقارنات المستمرة مع الآخرين.