لماذا أدعم الميثاق؟ لماذا أنا ميثاقي قبل الانتساب حتى للأحزاب؟ ولماذا اندفع بقوة باتجاه حزب الميثاق على الرغم من حداثة التجربة الحزبية في العمل البرلماني؟
الجواب بسيط .. فأولًا أرى أن حزب الميثاق هو الذي يمتلك هوية سياسية قوية وتمثل الاغلبية الكبيرة من المجتمع الأردني، ثم إن هذا الحزب الوسطي المعتدل المحافظ يمتلك رؤية واضحة وشاملة لكافة المجالات التي تهم المواطن الأردني، فضلًا عن إنه الحزب الأقوى والأكثر جذبًا في جميع محافظات المملكة.
ثانيًا، وعلى مستوى القوائم الحزبية المترشحة للانتخابات، ولست هنا لإنتقص من أي شخصية حزبية ضمن تلك القوائم في شتى أحزاب المملكة التي اقتربت من العدد أربعين، إنما أتحدث عن تجربة رأيتها بالمعنيين الحقيقي والمجازي للفعل والاسم، فأما عن الاسم، فهي عروب نوفان العبادي، وأما عن الفعل، فهو صدقها وأمانتها وقدرتها على تحمل المسؤولية بكل أمانة وإخلاص وتفاني، فهي حقًا كانت خير من يطبق القاعدة التي تنص على أن الوظائف القيادية هي وظائف عمل وتكليف وليست مجرد تشريف.
عروب التي أعرفها منذ أعوام، كانت شخصية ميدانية أكثر من كونها مكتبية، فما اتصلت بها يوما لإيصال ملاحظة أو الحديث عن مشكلة ما ضمن مهام عملها، الا وبادرت بالعمل على حلها بشكل فوري وبأقصى سرعة ممكنة، وما رأيت جولات ميدانية لمسؤولي وموظفي الوزارات والجهات التي كانت عروب تشغل مناصب بها، الا وكانت هي أول الميدانيين لمعرفة تفاصيل هذه الزيارات والجولات، واطلاع الشارع العام على سير العمل بالطريقة التي تخدم الوطن والمواطن.
عروب التي أقدم اليوم بحقها شهادة لا أريد بها سوى كلمة حق في وقت لا يليق به الصمت عن قولها، هي تلك الفتاة التي رافقت جولات وزارة الأشغال العامة والإسكان في المنخفضات الجوية وتحت الشتاء ووسط أجواء البرودة والثلوج لتتأكد من إتمام العمل في سبيل خدمة المواطن، ولم تكن يوما لتشهر ذلك على الملأ، لأنها ما كانت تريد من ذلك سوى تقديم الخدمة الأمثل في الميدان، وليس فقط أمام عدسات الكاميرات، فكانت إطلالتها على الشاشة للحديث عن المنخفضات الجوية وحالة الطرق واستعدادات الوزارة للتعامل مع هذه الحالات، هي الخير الأوفر والأكبر.
عروب هي تلك الإعلامية التي كانت تعي تمامًا أن التصوير والظهور أمام الكاميرات خلال الجولات ليس هو المطلوب، لذلك نأت بنفسها عن هذه المكانة، وارتقت حيث يليق بها كإنسانة تربت في بيت عز على يد رجل من رجالات القوات المسلحة الأردنية الباسلة، رجل عمل كضابط في الجيش العربي، فكان رحمه الله يعرف تماما كيف تكون التنشئة على حب الوطن وتقديم المصلحة العامة على جميع المصالح، رجل تليق به هذه الكلمة بكل ما تعني من معنى، أشبعها من معاني الوطنية ما يكفي لتخدم وطنها الذي تحب، كما كان رحمه الله يحب، فصارت هي تحب.
عروب هي تلك القامة الوطنية الكبيرة التي منحت جل وقتها اهتمامها لوطنها، في سبيل خدمته، ولا شيء سوى ذلك، فمثلت الوطن خير تمثيل في العديد من المحافل العربية والإقليمية والعالمية، وتحدثت باسم الأردن في تلك المحافل كما يليق به من فخر واعتزاز، وكان آخرها بطولة كأس آسيا لكرة القدم، حيث رافقت المنتخب الوطني وكانت من اوائل الداعمين له.
عروب ومنذ اللحظة الأولى صالت وجالت جميع أنحاء المملكة، فوجدت الترحيب في كل مكان حلت به، وما كان ذلك الترحيب الا نظير ما لها من رصيد كبير من المحبة في كل بيت أردني، لما وجدناه بها من غيرة وطنية وشهامة أردنية، فهي اليوم صاحبة النشاط الأقوى والتي ستحصد عددًا كبيرًا من الأصوات لصالح القائمة الوطنية.
تلك هي عروب العبادي، وتلك هي من جعلتني انحاز لقائمة حزب الميثاق الوطني، بكل أمانة، فمثل عروب تستحق الدعم بكل القوة.. ونحن نستحق مثل عروب أن تمثلنا.