رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

لماذا قصفت جبهة العمل الإسلامي جبهة الظانين بها ظن السوء.

لماذا قصفت جبهة العمل الإسلامي جبهة الظانين بها ظن السوء.

جوهرة العرب الإخباري
كتب د. عديل الشرمان
أنا شخصيا تمنيت لو أن جبهة العمل الإسلامي حصلت على أكثر من نصف أعضاء المجلس وصولا إلى النسبة المعطلة لأية قرارات تتعارض مع مصالح الوطن العليا.
الوضع الذي تمر به المنطقة عموما والأردن على وجه الخصوص وضع حرج وصعب يتطلب تماسك الجبهة الداخلية، ولربما أرادت الحكومة الأردنية وقيادتها السياسية أن ترسل إشارة في هذا الاتجاه بإفساحها المجال لجبهة العمل الإسلامي للوصول إلى نسبة فاعلة وضاغطة في مجلس النواب، وادراكا منها لحساسية وخطورة الوضع فهي تريد أن تضع كل أطياف المجتمع أمام مسؤولياتها في مواجهة التحديات.
لقد تراجعت ثقة المواطنين بالحكومات المتعاقبة، وبلغت حد السخط الشعبي، وامتدت هذه النظرة إلى مجلس النواب الذي يدور في فلكها كما يعتقد الكثيرون حيث تشوهت صورة المجلس في أذهان المواطنين لدرجة باتت شخصيته على المحك، لهذا فإن الحكومة تريد أن تعيد الثقة ولو جزئيا إلى المجلس في أذهان المواطنين، وبما ينعكس إيجاباً على صورتها.
لا أعتقد كما يظن البعض بأن الحكومة أرادت أن توجه ضربة لجبهة الإخوان من خلال محاولة كشف مدى شعبيتها وحضورها لدى المجتمع الأردني، فالنتائج عكست تنامي الفكر الذي تحمله الجبهة وخاصة بعد مآلات الحرب على غزة، وها هي الجبهة تقصف جبهة من يعتقدون ذلك بحصولها على ما يقارب من نصف مليون صوت.
جبهة العمل الإسلامي تعد من الأصوات المعارضة العقلانية، وقمع الأصوات المعارضة لا يسرّ الصديق، ولا يغيظ العدو، وهو نوع من التغوّل والتعسّف في السلطة، وهو فكر منحرف ومنقوص الرؤى وغير واعي، ذلك أن المعارضة الحقيقية الواعية تعبّر عن هموم الناس ومشاكلهم، وتحاكي تطلعاتهم ومستقبلهم، وهي ضرورة وطنية في كل المجتمعات التي تتخذ من الديمقراطية نهجا وأسلوبا في الحكم. 
بغير معارضة منظمة متماسكة حسنة النوايا واعية للظروف من حولها ستجد الحكومات ضالتها في التمادي في فسادها وتمرير مخططاتها، وإعادة تدوير الفاسدين وتقليبهم في المواقع القيادية.
لعبت الحكومات المتعاقبة على تشويه صورة الإخوان في ذهنية المواطن الأردني، وشيطنتهم في بعض الأحيان، ومن بين أسباب ذلك تلك المتعلقة باعتبارات جيوسياسية، وبصورة الإخوان عربيا وعالميا، إضافة إلى الاعتقاد السائد أن جبهة العمل الإسلامي دائما ما تذهب إلى التشكيك في نوايا الحكومة، وتعطل قراراتها، وتعرقل مسيرتها.
وتعتقد الحكومات أن مواقف الجماعة غالبا ما يشوبها الغموض، ومن الصعب فهمها، وغالبا ما تميل في خططها ومواقفها إلى النزعة الشكيّة، والدوران في المنطقة الرمادية، حيث تنظر الحكومات لذلك نظرة سلبية دون إدراك لأهمية النزعة الشكيّة في الفكر السياسي، لكن لا يجب أن يقود الشك لدى الإخوان إلى الإدمان على التشكيك الذي يرفع وتيرة الاستقطاب والغاء الآخر، ويخلق حالة من الارباك والتشويش في المجتمع.