بقلم :الدكتورة رانيا الكيلاني أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة طنطا
جبر الخواطر و مساعدة الآخرين، وتخفيف المعاناة عنهم؛ من باب العبادات، والتكافل الاجتماعى لما لها من أثر طيب فى نشر المحبة والرحمة فى المجتمع، وتعزيز السلام الداخلى، والاستقرار النفسى لأفراده، والعلاقات الإنسانية فيما بينهم، وتزداد أهمية جبر الخواطر، وصلة الرحم والأقارب، ونفع المجتمع بالنواحى المادية وغيرها.
و من فضائل مساعدة الناس، أنها تقى الإنسان من مَيتة السوء،
و مساعدة الناس وقضاء حوائجهم بأنه نفع عظيم، حيث يعم به التراحم بين افراد المجتمع، فإذا كان تقديم المساعدة ومد يد العون للناس هو السمة الغالبة فى المجتمع؛ فسيكون ذلك سببا فى شيوع الرحمة والحب فيما بينهم، فمساعدة الآخرين من أعظم أبواب الخير بل هى من العبادات التى يرجو بها المسلم الثواب والأجر من الله؛ لذلك كان قبولها مشروطا بإخلاص النية لله تعالى، وأن يرجو بها المسلم رضا ربه عنه.
و مساعدة الآخرين من القيم الإسلامية المحببة، التى تسهم فى تعزيز السلام الداخلى، والاستقرار النفسى، والعلاقات الإنسانية، وأنها من باب جبر الخواطر، الذى يشير إلى توجيه النفس وتهدئتها وتخفيف الضغوط النفسية والعاطفية عنها، عن طريق الاعتماد على الله تعالى، والتفكير الإيجابى، والتعاطف مع الآخرين، ويعنى ذلك أيضا تقديم الخدمة والمساعدة للآخرين فى أوقات الصعوبات والمحن.
ومساعدة الناس، والوقوف معهم ونفعهم، هو من أعظم الأعمال عند الله، إذا كان خاليا من الأغراض الدنيوية، وابتغى به العبد وجه الله سبحانه وتعالى، فمن نعم الله عليه أن يجعله مفتاحا للخير، فيختصه بالنعم لمنافع العباد.
و النفع لا يَقتصِرُ على النَّفعِ المادِّيِّ فَقَطْ، لكنَّه يمتَدُّ ليشمَلَ النَّفعَ بالعِلمِ، والرَّأْيِ، والنَّصيحَةِ، والمَشورةِ.