رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الثلم الأعوج من الثور الكبير الدكتور عديل الشرمان

الثلم الأعوج من الثور الكبير الدكتور عديل الشرمان
جوهرة العرب 

الثلم الأعوج من الثور الكبير
الدكتور عديل الشرمان
هل أمريكا وإسرائيل وبالمقابل (توم وجيري) وجهان لعملة واحدة؟
هل كان بدء انتاج انتاج المسلسل الكرتوني (توم اند جيري) قبيل نكبة 1948 بسنوات، والتوقف عن انتاجه عام نكسة حزيران 1967 من قبيل المصادفة؟
لماذا لم يقم توم بقتل جيري والقضاء عليه رغم ذكائه وقدرته على ذلك؟
لماذا لم تنجح تكتيكات واستراتيجيات توم الذكية في السيطرة على جيري، وما مصلحة توم في ابقائه على قيد الحياة؟
أيهما أقرب للتغلب على الآخر، قدرات الذكاء أم القدرة على المكر والخداع؟
لماذا كان جيري ينجح دائما في استفزاز توم وجرّه إلى حلبة المواجهة رغما عنه؟
هل كان توم مستمتعا راغبا بمغامرات جيري، حتى وإن أظهر غير ذلك؟
هل كانت العلاقة بينهما علاقة استفزاز على قدر الحب الذي يجمعهما، أم علاقة بهدف التخلص من الآخر؟
لماذا لم تنجح محاولات توم العنيفة في ايذاء جيري، في حين كانت محاولات جيري أكثر عنفا وأكثر إيذاء لتوم؟
لماذا كانا وهما يمارسان العابهما يدمران ويخربان كل شيء من حولهما، ولكنهما في نهاية الحلقة يصافح كل منهما الآخر، ويُظهر تعاطفه معه؟
لماذا كان جيري ينجح في جر توم إلى حلبة الصراع، هل هو الخبث والمكر والخداع أم أنه الذكاء، أم الإثنين معا؟
السؤال الأكثر أهمية، هل كنا نحن من يستمتع طوال هذه السنوات بهذا الفيلم الكرتوني، أم أنهم هم من كانوا يستمتعون فينا وبالضحك على ذقوننا؟
الخلاصة، نتن ياهو ومن سبقه من الرؤساء، ومن حوله من الساسة يمارسون دور الفأر بما يتلاءم مع حجم كيانهم ذو الطابع المليشي، ويعرفون تماما أنهم ينفذون سياسة ورغبات وأطماع امريكا في المنطقة من خلال جيش متخصص في قتل الأطفال الرضّع والخدّج، وما هم إلا ميلشيات تشبه تماما ما تقوم به ميليشيات ايران في المنطقة، تبطش وتخرب وتقتل بأيادي إسرائيلية.
مهما ادّعت الولايات المتحدة الأمريكية أنها وسيط نزيه ومحايد، فلم يعد يصدّقها إلا أهبل أرعن، أو خبيث مثلها، وأن لا أمل في التوصل لوقف لإطلاق النار في المنطقة بأسرها طالما أن الحكم هو الخصم، وطالما أن الوسيط هو العدو الحقيقي لمصالح العرب، وأنه هو من يخطط، ويدبّر، ويسلّح ميليشيات القتل والتدمير في الكيان.
لا يبدو أن هناك عربيا بما فيهم القادة غير عالم بحقيقة ما يجري، لكنه  الخوف من البطش والتنكيل الأمريكي بمن لا يتماشى مع سياساتها حتى ممن تسميهم أمريكا بالحلفاء أو المتحالفين، وما هم إلا متخلفون متخاذلون يخافون أمريكا أكثر من خوفهم رب العباد.
إنها لعبة القط والفأر، ولعبة تبادل الأدوار، وليس ادلّ على ذلك من نتائج زيارات وزير الخارجية الأمريكية المكوكية ذات المشهد التراجيدي والكوميدي في آن واحد والتي زادت عن عشر زيارات خلال حربهم على غزة، و(عيش يا كديش لما يجيك الحشيش) من أمريكا، وخليك (ثور الله في برسيمه) رغم أنكم تعرفون أن (الثلم الأعوج من الثور الكبير) وسلامتكم