في قلب مدينة المفرق، تنبض قصة استثنائية تسطرها جمعية "نساء نحو القمة التعاونية"، حيث التقت روح العطاء بالابتكار لتصنع مبادرة استثنائية تهدف إلى دعم مرضى السرطان، عبر فكرة بسيطة بعمقها وقوتها: إعادة تدوير الخبز الناشف.
هذه الفكرة التي قد تبدو في ظاهرها بسيطة، تحمل في طياتها رسالة عظيمة، فما كان يهدر يومياً من خبز، أصبح اليوم يجمع بعناية فائقة، ويطحن ليصبح علفاً يُباع لمربي الماشية والدواجن، وبهذا العمل، لا يقتصر العطاء على توفير الدعم المالي لمرضى السرطان فحسب، بل يمتد ليمنح النساء المشاركات فرصة حقيقية للتمكين الاقتصادي، ويحيي فيهن روح العمل التطوعي النبيل.
لمياء شديفات، رئيسة الجمعية، وصفت هذه المبادرة بأنها خطوة متقدمة لترسيخ مفهوم التضامن المجتمعي بمعناه الحقيقي، وقالت: "نحن نؤمن بأن أبسط الأفكار قد تكون الأشد تأثيراً، وهذه المبادرة تجسد هذا الإيمان بقوة."
نعمة ، إحدى السيدات المشاركات في المشروع، لم تخف فخرها بالمساهمة فيه، وأكدت أن هذه التجربة لا تمنحها فقط شعوراً بالإنسانية والرضا، بل تغذي في نفسها روح الأمل. وقالت: "كل خبزة نعيد تدويرها، نعيد معها الأمل لمرضى السرطان، ونزرع بذرة التفاؤل في كل قلب متعب."
آلاء المتطوعة الشابة، تعبر عن أثر تلك الأيام الثلاثة من الأسبوع التي تقضيها في جمع الخبز، قائلة: "كل سبت وإثنين وأربعاء، أعيش تجربة لا توصف؛ ألتقط الخبز بيد، وأحمل الأمل باليد الأخرى، وأكثر ما يسعدني هو رؤية ابتسامة الأطفال المصابين بالسرطان، تلك الابتسامة التي تبعث في نفسي روح العطاء وتذكرني بأن أبسط اللحظات قد تكون مصدر سعادة لا حدود لها.
أما صباح السيدة المتفائلة، فتبدأ يومها مع مجموعة من النساء بروح التفاني والعطاء، حيث تصف شعورها قائلة: "السعادة الحقيقية تكمن في قدرتي على منح الحب والأمل في كل لحظة أشارك فيها في هذا العمل، وأجد في كل جهد أبذله لمسة من الضوء تضيء حياة الآخرين، وتُضفي معنى أعمق لحياتي.
وهذه المبادرة ليست مجرد عمل خيري؛ إنها رحلة إنسانية عميقة، تمزج بين التضامن المجتمعي والإيمان بأن الأفعال البسيطة تصنع الفرق، وإنها قصة نساء صنعن التغيير بقلوب مفعمة بالعزم والإصرار، وكتبن بجهودهن بصمات إنسانية خالدة.