رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

تبّت أيادينا من سوء أفعالنا، وهل ينفع العليق عند الغارة؟! الدكتور عديل الشرمان

تبّت أيادينا من سوء أفعالنا، وهل ينفع العليق عند الغارة؟! الدكتور عديل الشرمان
جوهرة العرب

الدكتور عديل الشرمان 
خلص بكفي تقاعس واستهتار يا ساسة وحكام العرب، إلى أين أنتم ذاهبون؟!
إلى متى سيبقى حكام العرب في سكرتهم وطغيانهم يعمهون، حتى لغة الكلام عندهم تعطلت، وخشعت أصواتهم فلا تسمع منهم إلا همسا.
عدونا قذر لا يرحم فماذا ننتظر، والمتربصون بنا كُثر، ونحن مازلنا نعيش في سبات عميق، لاهين بالدنيا نتسابق على حمر الأنعام، تبّت أيادينا من سوء أفعالنا.
وهل نبقى ننتظر حتى يدركنا الخطر، وهل نبقى نراهن على صحوة ضمائر القتلة الفجرة ليمنحونا الحياة؟!.
وهل علينا في كل مرة إضاعة الوقت وإعادة اختراع العجلة من جديد، ولماذا نؤخر الوضوء فتفوتنا الصلاة خلف الإمام ونخسر الكثير؟!
إلى متى سنبقى العوبة بيد الأمم، نقف متفرجين مرتبكين حائرين وقد رغمت أنوفنا وضاعت لحانا، ولا حول لنا ولا قوة، والكل يحاول الوصول إلى متعته ومبتغاه على حسابنا.
ماذا أعددنا من قوة للقاء عدونا، لماذا أرخينا الرباط وفككنا الوثاق، هل غاب عنا أن الاستعداد للحرب إجراء وقائي يمنع الحرب، ويلجم العدو؟!
لماذا سمحنا لحكومات المال، وعبدة الطاغوت والشهوات أن يدنّسوا كرامتنا، وأن يكمموا أفواه أحرارنا وعلمائنا، لماذا تركت أمتنا للزناة فض بكارتها، وهي العفيفة التي تباهت بطهارتها يوم كانت لها مهابتها بين الأمم؟!
لماذا نقف موقف المتفرج مما يجري من حولنا، وهل لم يتبقى لنا سوى الدعاء في المساجد، أو التظاهر في الشوارع، أو الرد من خلال الشجب والاستنكار واللجوء للأمم المتحدة؟!. 
تمتلك الدول العربية عوامل قوة كبيرة تكمن في عوامل الحجم والجغرافيا والموارد الطبيعية والطاقة الصناعية وتعداد السكان، لكن الاستعداد العسكري ووحدة الصف والمواقف هو الذي يضفي على هذه العوامل الأهمية في عملية بناء قوة الدول، متى سنصبح أمة تهابها الأمم، وتحسب لها حساب؟!
من المؤسف أن المال الذي أثقل جيوب العرب خففهم في الميزان، ولم يجعل منهم شيئا مذكورا، لذا فهم لا وزن لهم، ولا أمل لهم في العيش بكرامة في ظل أوضاعهم السائدة والمؤلمة، وهم في طريقهم إلى ذل أكبر، ودمار مخيف، واستعمار مهين، لذا فإن ليلهم سيطول قبل أن ينجلي، ولن ينكسر قيدهم في القريب.
وفي ظل ظروف غامضة ملتهبة من حولنا، يحق لكل عربي غيور أن يتساءل عن مدى قوة وقدرة ومتانة منظومة الدفاع الجوية العربية، وعن مدى جاهزية وقدرة أسلحة الجو العربية، وهل المطارات الحربية العربية مؤمنة، وهل الخطط البديلة جاهزة، وهل طائراتنا في أماكن آمنة، وهل نمتلك منظومة صواريخ قادرة على الرد في حال تعرض أي بلد عربي لهجوم صاروخي من أية جهة، وهل نمتلك وسائل وأسلحة الدفاع والهجوم والردع العسكرية؟! 
ويحق لكل مواطن عربي أن يتساءل عن خطط الطوارئ في مجالات الإخلاء، والإيواء، ومدى توفر الملاجئ، وماذا أعدت الدول العربية لملاقاة أعدائها؟!
وماذا أنجز العرب للاستعداد، وهل لديهم خطط محكمة معدة في مجال الكهرباء، والماء، والاتصالات، وماذا عن المخزون الغذائي، ومدى كفاية السلع الغذائية لأطول فترة ممكنة؟!
وبالنظر إلى أهمية المنظومة الصحية، فهل الدول العربية جاهزة، وهل لديها ما يكفي من أدوية ووقود لإدامة عمل المستشفيات والمراكز الصحية، وهل الخطط البديلة جاهزة وخاصة في مجال إنشاء المستشفيات الميدانية؟!
ولأن تمتين وتقوية الجبهة الداخلية يعتبر في سلم الأولويات لمواجهة أية ظروف طارئة، نتساءل هنا:
ماذا عن لجان الأحياء، وماذا عن دور المجالس المحلية، وماذا عن خطط المقاومة الشعبية والدفاع الاجتماعي، وماذا قدّمت للشباب، وهل هيأت لهم القيام بأدوارهم، وهل درّبت وسلّحت، وماذا عن الدور المتوقع من الجمعيات والمؤسسات الأهلية والمراكز الشبابية، ودور العبادة والمؤسسات الدينية؟!
ولأن الأمن السيبراني أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل التطور الرقمي الذي نعيشه، فهل العرب مستعدون لمواجهة أية هجمات إلكترونية أو سيبرانية، وهل يمتلكون القدرة على الهجوم المضاد؟! 
هل يعرف كيف يتصرف المواطن العربي اذا اندلعت الحرب، وهل تم إعداد منشورات تشرح للمواطنين كيفية التصرف إذا اندلعت الحرب، وما هي الأدوات والمواد التي ينبغي عليهم تخزينها وتجهيزها استعدادا لمثل هذه الظروف؟!
وإن غدا لناظره قريب....