رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

جعفر حسان – تنظير وزيارات ميدانية وحركات استعراضية*

جعفر حسان – تنظير وزيارات ميدانية وحركات استعراضية*

جوهرة العرب الإخباري

الدكتور محمد الهواوشة يكتب

منذ تسلمه رئاسة الوزراء، بدأ جعفر حسان في رسم صورة جديدة لنفسه أمام الرأي العام، حيث أطلق حملات زيارات ميدانية متكررة في مختلف المحافظات، والتقى بمجموعة من الشباب والطلاب في الجامعات، محاولاً إيصال رسالة مفادها أن حكومته تهتم بالشباب وتسعى لتحفيز طموحاتهم. لكن خلف هذه الزيارات الاستعراضية، يبرز تساؤل جوهري: هل هذه التحركات الفعلية تؤدي إلى تحسين فعلي في حياة المواطنين، أم أنها مجرد حركات فارغة تهدف إلى تحسين صورته أمام الإعلام؟

يبدو أن جعفر حسان اعتمد بشكل كبير على لغة الخطابات والشعارات، فتراه يكرر في كل مناسبة حديثه عن الطموح والمستقبل وضرورة دعم الشباب. إلا أن الشارع الأردني يعاني منذ سنوات من سياسات اقتصادية فاشلة وتدهور في مستوى الخدمات الأساسية، ما يجعل من الصعب على المواطن أن يصدق أن هذه الزيارات الميدانية ستحدث فرقًا حقيقيًا في واقعه اليومي.

*زيارات ميدانية أم استعراض إعلامي؟*

هناك شعور عام بأن حسان يركز بشكل أكبر على الظهور الإعلامي واستغلال هذه الزيارات لتحسين صورته بدلاً من تحقيق نتائج ملموسة. بينما يتجول في المناطق ويلتقط الصور مع المواطنين، تبقى الأسئلة العالقة حول قضايا مثل الفساد، البطالة، والفقر دون إجابة واضحة. فالخطابات الرنانة لا تكفي، والشعارات المكررة لن تسد احتياجات الشعب.

*غياب السياسات الواقعية*

على الرغم من كل الوعود، لم نشهد حتى الآن خطوات ملموسة لحل المشكلات الهيكلية التي تواجه البلاد. كل ما نراه هو زيارات ميدانية، اجتماعات هنا وهناك، وتصريحات إعلامية، لكن بدون وجود سياسات اقتصادية واجتماعية جادة لمعالجة مشاكل البطالة، الفقر، والفساد المستشري. الحكومة تبدو كمن يدير مشهدًا إعلاميًا فقط، ولا توجد خطط تنفيذية قادرة على تحسين وضع المواطن العادي.

*الحمولة الزائدة من الوزراء والمطالب بإصلاحات حقيقية*

وفي سياق الحديث عن الحكومة، يبدو أن هناك حاجة مُلحة للتخلص من "الحمولة الزائدة" التي تمثلها عدد من الوزراء الذين لا يقدمون شيئاً جديداً. ربما يجب أن تكون الحكومة بحجم "باص كوستر"، حيث تقتصر على عدد محدود من الوزراء القادرين على تحقيق الإصلاحات المطلوبة. إن الحكومات المتعاقبة أصبحت عبئًا على خزينة الدولة، مما يستوجب إعادة النظر في تركيبتها وتقليل عدد أعضائها لتحقيق الكفاءة والتوفير.

*إلغاء الضرائب على سيارات الكهرباء*

ومن القضايا الأخرى التي تتطلب حلولاً سريعة، ضرورة إلغاء قرار الحكومة السابقة الذي فرض ضرائب إضافية على سيارات الكهرباء. فبدلاً من تشجيع استخدام المركبات الصديقة للبيئة، أتت الحكومة بقرارات تقيد هذا القطاع الحيوي الذي يمكن أن يسهم في الحد من استهلاك الوقود وتقليل التلوث. هذه القرارات تعكس ضعفًا في السياسات البيئية والاقتصادية على حد سواء.

*خاتمة*

يظل السؤال الأكبر الذي يدور في أذهان الأردنيين: هل سيستمر جعفر حسان في هذه الجولات الإعلامية والاستعراضات السياسية دون أن يترجم كلامه إلى أفعال على الأرض؟ أم أنه سيبدأ في اتخاذ خطوات جادة وحقيقية لتحسين واقع الشعب الأردني؟ بالتأكيد، يجب التخلص من "الحمولة الزائدة" في الحكومة، وتقديم إصلاحات ملموسة تشمل إلغاء الضرائب غير العادلة مثل تلك المفروضة على سيارات الكهرباء.