الشيء الطبيعي أن تعمل الولايات المتحدة، وتوظف مؤسساتها الثلاثة:
1- الحكومية الدبلوماسية، 2- المخابرات ومعلوماتها، 3- الجيش وقدراته، لحماية المستعمرة الإسرائيلية وتعزيز نفوذها، ودعمها لفرض هيمنتها وتسلطها وتوسعها على حساب وطن الفلسطينيين والعرب.
فقد جلبت الولايات المتحدة ثلاث مرات وحركت أسطولها في البحر المتوسط، بعد عملية 7 أكتوبر 2023، لتكون قريبة من حدود فلسطين، لدعم قوات المستعمرة في اجتياحها لقطاع غزة، العام الماضي، واجتياحها إلى لبنان هذا العام، والمشاركة في التصدي، كما تفعل، للقصف الإيراني، وإحباطه كما قال الرئيس بايدن.
تعزيز قدرات الجيش الأميركي، في فلسطين، لحماية أجواء المستعمرة، ومواقعها، ومؤسساتها، والتغطية على هجماتها ضد قوى المقاومة العربية في فلسطين ولبنان، وسوريا، أصبحت من المهام اليومية المتصلة المباشرة، بعد توسيع حجم وشكل الصدامات العربية الإسرائيلية، وهذا يعود لعدة أسباب في طليعتها أولاً :حماية مصالح الولايات المتحدة العالمية، ومنها منطقة العالم العربي، وثانياً :حماية المستعمرة وجعلها الطرف المقرر الأقوى لدى العالم العربي، وثالثاً :لمواجهة النفوذ الإيراني الذي يشكل عقبة أمام تطلعات التوسع والنفوذ الإسرائيلي الأميركي، ورابعاً :وهو مواجهة روسيا والصين في منطقتنا العربية، وامتدادهما العالمي.
لقد نجحت الولايات المتحدة عام 1990 مع نهاية الحرب الباردة، وحققت انتصاراً على الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي، وهزيمته، وتراجع مكانته عالمياً، مما جعل النفوذ الأميركي الأوروبي منفرداً في إدارة المشهد السياسي الدولي.
ومن أجل مواصلة هذا التفرد دوليا، تعمل الولايات المتحدة على التصدي للقدرة الاقتصادية الصينية المنافس الأول للاقتصاد الأميركي، والتصدي لمحاولات روسيا استعادة مكانتها الدولية التي فقدتها على اثر نتائج الحرب الباردة وهزيمتها فيها.
تعمل الولايات المتحدة للحفاظ على مكانتها في العالم العربي، سياسياً وعسكرياً واستخبارياً، وهو ما فعلته في توظيف قدراتها لإسقاط الأنظمة في العراق وليبيا واليمن والسودان، وما سعت له في سوريا، وفي العمل المباشر لدعم قدرات المستعمرة الاستخبارية والتكنولوجية السيبرانية في تصفية قيادات حزب الله وتصفيتها.
المشاركة الأميركية لم تعد صامتة استخبارية وحسب، بل إن توسيع حجم المشاركة العربية مع الفلسطينيين، دفعت الجيش الأميركي ليكون شريكاً مباشراً في إسناد قدرات المستعمرة وتوفير كل مستلزمات التفوق لها، لمواجهة قوى المقاومة العربية.
المعركة مكشوفة، ولم تعد تضليلية من تحت الطاولة، بل باتت بائنة مكشوفة بمشاركة الجيش الأميركي الذي لا يسمح لجيش المستعمرة تنفيذ أي عمل عسكري خارج فلسطين، بدون موافقة ورضى ومشاركة أميركية مباشرة.