يواجه الأردن اليوم تحديات جسيمة في ظل محيط إقليمي ملتهب، حيث تتعاظم المخاطر الأمنية والسياسية من كل جانب. في مثل هذه الظروف، يتوجب على المملكة تعزيز قدراتها الوطنية من خلال تفعيل وتوسيع نطاق خدمة العلم، خاصة وأنها ليست مجرد تدريب عسكري، بل أداة استراتيجية لتقوية الجبهة الداخلية، تعزيز الولاء للوطن، وإعداد جيل شبابي واعٍ وقادر على مواجهة المتغيرات.
*محيط ملتهب وظروف استثنائية*
لا يخفى على أحد أن المنطقة تمر بمرحلة من الاضطراب المستمر، حيث تشهد الدول المجاورة صراعات وأزمات تؤثر بشكل مباشر على الأردن. بين التحديات الأمنية، الاقتصادية، والاجتماعية، تبقى قوة الوطن في شبابه. إعادة إحياء خدمة العلم ستشكل حاجزاً أمام محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي، فهي لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تسهم في بناء شخصية منضبطة وقادرة على التفاعل مع المتغيرات بروح المسؤولية.
*خدمة العلم: التزام وطني وليس ترفاً*
إن التوجه نحو إعادة فرض خدمة العلم على جميع فئات الشباب، *دون استثناءات*، يعد ضرورة وطنية. على الجميع أن يكون جزءًا من هذا الواجب الوطني بغض النظر عن طبقتهم الاجتماعية أو التعليمية. كل مواطن يجب أن يشعر أنه عنصر فاعل في حماية وطنه، وذلك من خلال اكتساب المهارات العسكرية، وتطوير روح الانضباط والالتزام.
*فوائد خدمة العلم في بناء المجتمع*
خدمة العلم لا تقتصر على الجانب الأمني فقط، بل إنها فرصة لبناء مجتمع متماسك وقادر على مواجهة التحديات. فهي:
1. *تعزز الانتماء والولاء للوطن*: حيث يشارك كل شاب في الدفاع عن وطنه.
2. *تطور المهارات القيادية والانضباط*: خدمة العلم تمنح الشباب الفرصة لاكتساب مهارات القيادة والانضباط الشخصي.
3. *تقوية الجبهة الداخلية*: عندما يشعر كل مواطن أنه جزء من منظومة الدفاع الوطني، يتعزز التضامن والتكاتف الاجتماعي.
4. *توفير فرص عمل مؤقتة للشباب*: خدمة العلم تمنح الشباب فرصة لاكتساب خبرات عملية قد تكون بوابة لمستقبل أفضل.
*التعامل مع الاستثناءات بحذر*
من الضروري أن تكون خدمة العلم شاملة للجميع دون أي استثناءات، حتى لا تتحول إلى واجب يقع فقط على الفئات الضعيفة أو المتوسطة. فالعدالة في توزيع هذا العبء الوطني هو ما يجعل الجميع يشعر بالمسؤولية المشتركة. الاستثناءات السابقة قللت من فعالية خدمة العلم وأضعفت روح المشاركة الوطنية. اليوم، يتطلب الوضع فرض الخدمة على الجميع من دون تمييز.
*ختاماً*
في ضوء التحديات الكبيرة التي يواجهها الأردن، من الضروري إعادة إحياء خدمة العلم كجزء من استراتيجية وطنية شاملة لتعزيز القدرة الدفاعية وبناء جيل من الشباب المسؤول والمتحمل لمسؤولياته تجاه وطنه.