رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الإنتخابات الرئاسية الأمريكية: معركة الأصوات الشعبية والمجمع الانتخابي وتأثير العرب والمسلمين

الإنتخابات الرئاسية الأمريكية: معركة الأصوات الشعبية والمجمع الانتخابي وتأثير العرب والمسلمين

الدكتور محمد الهواوشة يكتب:


تُعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة حدثاً سياسياً مهماً يتابعه العالم بأسره، حيث يقرر الناخبون من سيقود البلاد في السنوات الأربع المقبلة. لكن نظام الانتخابات الأمريكي للرئاسة ليس مباشراً، فنتيجة التصويت الشعبي لا تحدد الفائز بالضرورة، إذ يعتمد النظام على ما يُعرف بالمجمع الانتخابي.

ما هو المجمع الانتخابي؟

المجمع الانتخابي هو هيئة من 538 مندوباً موزعين بين الولايات الأمريكية بناءً على عدد السكان. لتفوز بالرئاسة، يحتاج المرشح إلى حصد 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، مما يعني أن الفوز بالولايات المتأرجحة يلعب دوراً حاسماً.

هذا النظام قد يُشعر بعض الناخبين بالإحباط، خاصة إذا حصل أحد المرشحين على أغلبية الأصوات الشعبية ولكنه لم يفز بالرئاسة بسبب عدم حصوله على أصوات المجمع الانتخابي الكافية. وقد شهدت الانتخابات السابقة أمثلة على هذا، مثل انتخابات 2016 عندما حصلت هيلاري كلينتون على 63 مليون صوتاً أكثر من دونالد ترامب 61 مليون صوتاً ، ومع ذلك خسرَت الانتخابات.

تأثير العرب والمسلمين الأمريكيين في الانتخابات

شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في المشاركة السياسية للعرب والمسلمين الأمريكيين، مما دفع المرشحين إلى الانتباه لهذه الفئة والسعي إلى كسب دعمها، خاصةً في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغن، فلوريدا، وبنسلفانيا.

وتعد الجالية العربية والمسلمة قوة مؤثرة في هذه الولايات حيث يشكلوا ما يقارب 10 مليون ناخب، حيث تمتلك نسبة سكانية ملحوظة يمكن أن تكون عاملاً حاسماً في تغيير توجهات التصويت. فعلى سبيل المثال، يتمتع العرب والمسلمون في ميشيغان بتعداد سكاني قد يمكّنهم من التأثير على نتيجة الانتخابات لصالح المرشح الذي يقدم سياسات تراعي اهتماماتهم، سواء في الداخل الأمريكي أو في ما يتعلق بالسياسة الخارجية.

وبشكل عام، يبحث العديد من العرب والمسلمين عن مرشحين يُظهرون دعماً لقضايا السلام، والعدالة الاجتماعية، وحماية الحقوق المدنية، والسياسات التي تُقيّد التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط، لما لذلك من تأثيرات مباشرة على مجتمعاتهم وأصولهم. لذلك، فإن مرشحي حزب الخضر، مثل جيل ستين، قد تحظى ببعض الدعم بين العرب والمسلمين نظراً لتوجهاتها الداعية للعدالة الاجتماعية ووقف التدخلات العسكرية.

كاميلا هاريس كأول امرأة في البيت الأبيض؟

مع تزايد فرص الحزب الديمقراطي لترشيح كاميلا هاريس، هناك احتمال أن تُصبح أول سيدة تتولى الرئاسة الأمريكية. كمالا هاريس، المعروفة بخلفيتها متعددة الثقافات ومواقفها التقدمية كنائبة للرئيس، قد تكون خياراً جذاباً لكثير من الناخبين من الأقليات، بما في ذلك العرب والمسلمين، الذين يرون فيها رمزاً للتنوع وفرصة لدعم مرشحة قد تتفهم قضاياهم وتتبنى سياسات تدافع عن حقوق الأقليات.

ومع ذلك، يبقى تأثير العرب والمسلمين الأمريكيين رهيناً بمدى تجاوب كاميلا هاريس ووعودها الانتخابية تجاه هذه الفئة من الناخبين، ومدى استعدادها لدعم قضايا السلام في الشرق الأوسط وحماية الحقوق المدنية داخل الولايات المتحدة.

هل يمكن أن يُحدث العرب والمسلمون فرقاً؟

باعتبار أن أصوات العرب والمسلمين تتركز بشكل ملحوظ في ولايات محددة، فإن تأييدهم لمرشح معين قد يقلب الموازين، خاصةً في الولايات المتأرجحة حيث كل صوت مهم. ورغم أن النظام الأمريكي يحد من تأثير الأصوات الشعبية لصالح المجمع الانتخابي، إلا أن العرب والمسلمين الأمريكيين يمكنهم استخدام أصواتهم في الضغط على المرشحين وإيصال رسائل قوية حول القضايا التي تهمهم، مما يعزز من حضورهم وتأثيرهم السياسي في الولايات المتحدة.