"سهم رائش أم رصاص طائش؟" سؤالٌ يتبادرُ إلى الأذهانِ عندَ الحديثِ عن عالمِ الأعمالِ، والشَّركاتِ النَّاشئةِ
هل يمكن لهذه الشَّركاتِ الصَّغيرةِ أنْ تصبحَ أسهمًا رائشةً تصيبُ أهدافَها، وتحققُّ نجاحًا باهرًا؟
أم أنَّ مخاطرَها قد تجعلُها رصاصًا طائشًا يهدِّدُ أصحابَها بالخسارة؟
كيف يقرِّرُ روَّادُ الأعمالِ خوضَ غِمارِ هذه المغامرةِ في بيئةٍ تتَّسِمُ بالتَّنافسيَّة الشَّديدة و التَّغيُّرات السَّريعةِ؟
و هل تكفي الشَّجاعةُ وحدَها للنَّجاحِ؟ أم أنَّ هناك عواملَ خفيَّةً يجبُ فهمها قبل الانطلاق؟
في هذه المقالة نستكشفُ رحلاتِ الشَّركاتِ النَّاشئةَ بين النَّجاحِ السَّريع والسُّقوطِ المفاجِئ، ونسبر أسرارَ النَّجاحِ والفشل في سوقٍ يتصف بعدم الرحمةِ.
ففي عالمِ الأعمالِ اليومَ، تزدهرُ بعضُ الشَّركاتِ وتحقِّقُ نجاحًا مذهلًا، بينما تتعثَّرُ أُخرى وتصبحُ قصصُها دروسًا مستفادة للجميع. فمن بين الشَّركاتِ النَّاشئةِ الَّتي برزت في السَّنواتِ الأخيرةِ، نجدُ قصصًا تروي كيف كان لبعضها الرُّؤية الواضحة والإستراتيجيَّة المحكَّمة، في حين أنَّ البعضَ الآخر واجه صعوباتٍ قاتلةً؛ بسببِ افتقاره لهذه العناصر.
الشَّركة النَّاجحة: سهم رائش يصيب هدفه.
نموذجُ النَّجاحِ في هذا المجالِ يتجلَّى في شركة أوبر (Uber). والتي رغم التَّحدِّيات الَّتي واجهتها عند التَّأسيسِ، إلَّا أنَّ استراتيجيَّتها التَّسويقيَّةَ المبتكرةَ، وإدارتَها عاليةَ الدِّقَةِ أسهمتا في تحقيقِ انتشارٍ عالميٍّ مذهلٍ.
ركَّزت "أوبر" على احتياجات السُّوق، وطوَّرت حلولًا ذكيَّةً تُسهِّلُ التَّنقُّلَ اليوميَّ للنَّاسِ، إلى جانبِ استخدامِ تقنياتِ التَّحليلِ الضخمة لفَهْمِ سلوكِ المستهلكين واستقطابهم باستمرار، هذا التَّخطيطُ الدَّقيقُ والإدارةُ الاستباقيَّةُ حوَّلت "أوبر" إلى سهمٍ رائشٍ، يصيب أهدافَه بدقَّةٍ، ويجسِّدُ قصَّةَ نجاحٍ تستلهمُ منها الشَّركاتُ النَّاشئةُ حول العالم.
الشَّركة الفاشلة: رصاص طائش دون الوصول إلى الهدف.
على الجانب الآخر، نجدُ تجرِبةَ شركة كوداك (Kodak)، الَّتي كانت عملاقًا في مجالِ التَّصويرِ لعقود طويلة، إلَّا أنَّ كوداك اختارت التَّغاضِيَ عن التَّغيراتِ السَّريعةِ في السُّوق، خصوصًا بعد ظهورِ التَّصويرِ الرَّقمي.
لم تستطعْ كوداك التَّكيَّفَ بسرعةٍ و لم تطوَّرْ إستراتيجيَّةٌ واضحةٌ تضمن بقاءَها في الصَّدارة؛ ممَّا جعلها تتراجعُ و تواجه صعوباتٍ كبيرةً، فعدم وضوح الهدف و غياب التَّخطيطِ السَّليمِ حوَّلتْها إلى رصاصٍ طائشٍ، أضاع البُوصَلةَ، و انتهى بها المطاف إلى خسارة الكثير من مكانتها.
في نهاية المطاف، تتجسَّدُ الفروقاتُ بين النَّجاحِ و الفشلِ في الإستراتيجيَّات المدروسة و الرُّؤية الواضحة، فالنَّجاح لا يأتي مصادفة، بل هو نِتاجُ تخطيطٍ دقيقٍ، و إدارةٍ واعيةٍ، تضعُ الهدفَ نصبَ عينيها، أمَّا الفشل؛ فغالبًا ما يكون نتيجة لتجاهل التَّغيرات و عدم وضع إستراتيجيَّاتٍ متينةٍ تواكبُ العصرَ، فبين سهمٍ رائش و رصاصٍ طائشٍ؛ يبقى السُّؤالُ قائمًا لكلِّ رائدِ أعمالٍ: