يصادف اليوم ذكرى ميلاد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، القائد الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الأردن الحديث، وأصبح رمزًا للوطنية والحكمة والإنسانية. وُلد الملك الحسين في الرابع عشر من تِـشْرِين الثاني عام 1935، ليصبح أحد أبرز القادة في العالم، حيث قاد الأردن بحكمة ورؤية على مدى قرابة نصف قرن.
في ذكرى ميلاده، يستذكر الأردنيون قائدهم الذي أحبهم بصدق، وكرّس حياته لخدمتهم. الملك الحسين بن طلال ليس مجرد صفحة في التاريخ، بل هو جزء حيّ من وجدان كل أردني، وقصة نجاح قائد تحدّى الصعاب ليبني وطنًا قويًا وآمنًا.
تولى الملك الحسين العرش في ظروف بالغة التعقيد، حيث كان الأردن يواجه تحديات داخلية وخارجية. برؤية استشرافية وبروح قيادية، عمل على بناء دولة المؤسسات والقانون، مؤمنًا بأن الإنسان الأردني هو محور التنمية. وفي ظل قيادته، شهد الأردن نهضة تنموية شاملة، شملت مختلف القطاعات كالتعليم والصحة والبنية التحتية، ما جعل المملكة نموذجًا للاستقرار والتنمية في منطقة مضطربة.
لم يكن الحسين مجرد قائد سياسي، بل كان رمزًا للإنسانية وقريبًا من شعبه. عرف بطيبة قلبه وحبه الكبير للأردنيين، حيث كان دائم الحضور بينهم، يشاركهم أفراحهم ويواسيهم في أحزانهم. لم يتوانَ يومًا عن تقديم الدعم للمحتاجين، وأطلق العديد من المبادرات الخيرية والإنسانية التي تركت أثرًا عميقًا في حياة الكثيرين.
كان الحسين صوتًا قويًا ومدافعًا شرسًا عن القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية. بذل جهودًا كبيرة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وسعى لإيجاد حلول عادلة للصراع العربي الإسرائيلي، مؤمنًا بأهمية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
رحل الملك الحسين عن عالمنا، تاركًا إرثًا عظيمًا يستمر في تشكيل مستقبل الأردن. واليوم، يستذكر الأردنيون، بكل فخر واعتزاز، إرثه العظيم وإنجازاته التي أسست لبنية الدولة الحديثة، ووضعت الأردن على خارطة العالم كدولة مستقلة ذات سيادة، تنبض بالحياة والأمل.
اليوم، تستمر هذه المسيرة المباركة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي سار على خطى والده، محافظًا على إرث الحسين ومواصلاً البناء والتطوير لتحقيق تطلعات الشعب الأردني ورؤى الوطن.