تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام مجددًا بعد انتعاشها السابق، حيث يواصل السوق مواجهة تحديات متعددة مع إعادة المتداولين تقييم تأثير الانقطاعات الأخيرة في الإمدادات والمخاطر الجيوسياسية المتصاعدة. ورغم الدور الذي لعبته تلك الانقطاعات في إثارة بعض المخاوف بشأن توافر المعروض، إلا أن تأثيرها في دعم السوق ظل محدودًا ومؤقتًا. حيث شملت هذه الانقطاعات توقف الإنتاج في حقل يوهان سفيردروب النفطي في النرويج، بالإضافة إلى انخفاض الإنتاج في حقل تينجيز في كازاخستان نتيجة أعمال الإصلاحات الجارية، مما أسهم في رفع الأسعار بشكل مؤقت في البداية. ومع ذلك، لا تزال مشاعر الحذر تسيطر على المتداولين، لا سيما في ظل تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية وتنامي المخاوف بشأن النزاع في أوروبا الشرقية.
ومع ذلك، قد يواجه السوق ضغوطًا هبوطية متزايدة مع عودة مستويات الإنتاج إلى طبيعتها خلال الأيام المقبلة. في الوقت نفسه، قد تسهم المخاوف بشأن الطلب العالمي في زيادة الضغط على الأسعار، إلى جانب احتمالات ارتفاع الإنتاج الأمريكي على المدى المتوسط إلى الطويل. في غضون ذلك، يترقب المتداولون صدور بيانات مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة غدًا. ومن شأن أي ارتفاع غير متوقع في مخزونات النفط الأمريكية، أن يزيد من حدة المخاوف بشأن تراجع الطلب مما قد يؤدي إلى تصاعد الضغوط على أسعار النفط ودفعها نحو مزيد من الهبوط. وفي ظل هذه المعطيات، من المرجح أن تتجه أسعار النفط نحو أدنى مستوياتها المسجلة في سبتمبر الماضي.