تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام خلال جلسة تداول اليوم، بعد افتتاحها على ارتفاع، عقب المكاسب الكبيرة التي حققتها الأسبوع الماضي، ورغم تراجعها اليوم، إلا أنها لا تزال بالقرب من أعلى مستوى لها في أسبوعين. بينما لا تزال المخاطر الجيوسياسية تلعب دورا كبيرا في التأثير على الأسواق، حيث يواصل المتداولون مراجعة تداعيات الصراعات الراهنة. ومع استمرار حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد الجيوسياسي، يظل خطر تعطل الإمدادات عاملا أساسيًا في دعم أسعار النفط، مما قد يسهم في دعم التوقعات الإيجابية بشأن ارتفاع الأسعار على المدى القريب.
ومن المحتمل أن تسيطر مشاعر الحذر على معنويات المتداولين، لا سميا في ظل تزايد المخاطر الناجمة عن تصعيد محتمل في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطرابات ملحوظة في سلاسل توريد النفط الخام.
في غضون ذلك، تراقب الأسواق تطورات الصراع المستمر بين أوكرانيا وروسيا، بالإضافة إلى احتمالية فرض عقوبات أمريكية على صادرات النفط الإيرانية، مما قد يؤدي إلى خفض قد يصل إلى مليون برميل يوميًا من الصادرات الإيرانية، وبالتالي زيادة تضييق المعروض العالمي من النفط. تشير هذه العوامل مجتمعة إلى توقعات بارتفاع أسعار النفط الخام العالمية على المدى المتوسط، حيث يُرجح أن تفوق اضطرابات إمدادات النفط المخاوف المتعلقة بمعدلات الطلب خلال فترة زمنية محددة.