د. دانييلا القرعان .. الشخصية القيادية في بيئة العمل من الشخصيات الملفتة والتي يحسب لها ألف حساب، وهي من الشخصيات البارزة، والقادرة على التأثير في مكان العمل بقُوَّة، وخلق علاقات طيِّبة بهم، عند استغلال سِماتها الشخصية المُميَّزة، وتوجيهها بصورة هادفة؛ لخلق التغيير، ومعالجة المشكلات، والتفاعل مع الآخرين؛ بغية إنجاز المَهامّ، وتحقيق النتائج المطلوبة.
ويجدر التنويه هنا إلى أنّ القادة الذين يمتلكون شخصية قياديّة قوية في بيئة العمل لا يحظَون جميعهم بالقَدر ذاته من مَحبَّة الآخرين، ورغبتهم في العمل معهم؛ فقُوَّة هذه الشخصية إن لم تجرِ إدارتها جيِّداً وباتِّزان، قد تكون سببًا في إزعاج فريق العمل، ممّا يؤثر سلبًا في العلاقات المهنية.
وعند الحديث عن مُميِّزات تتمتع بها الشخصية القيادية الناجحة في بيئة العمل، تتَّسِم الشخصية القيادية في بيئة العمل بمجموعة من السِّمات التي تُميِّزها عن غيرها، كالانفتاح والتواصُل الفعّال مع زملاء العمل، ويُعَدّ التواصل الفعّال المفتاح الأساسيّ لنجاح القائد في بيئة العمل؛ فهو يجعل بيئة العمل صِحِّية وهادفة، ويُطوِّر مهارات الفريق، ويُعزِّز نقاط قُوَّته؛ ليعمل الجميع بانسجام وراحة؛ سَعيًا نحو تحقيق الأهداف المَرجُوّة، وكأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ويتَّسِم صاحب الشخصية القيادية في العمل بقدرته على توجيه فريق العمل، وتقديم الملاحظات البَنّاءة بمُرونة، مع التركيز على دوره البارز بوصفه مصدر إلهام وتأثير قويَّين؛ إذ يبرع صاحب الشخصية القيادية غالبًا في إسناد المَهامّ، وتفويض الصلاحيات؛ تبعاً لقدرات كلّ عضو ومهاراته، وهو يستمع إلى ملاحظات الزملاء، ويساعد في حلّ المشكلات والنزاعات في العمل برحابة صدر. ومن هذا المنطلق سأتحدث اليوم وبكل فخر واعتزاز عن شخصية قيادية رسمت لنفسها خارطة طريق واضحة، ومرسومة بإتقان ودقة لا متناهية، ويشهد لهذه الخارطة المتقنة جميع مكونات المجتمع المحلي، بحُسن سير العمل، والتواصل الدائم والمستمر مع جميع الأطياف والفئات. عندما تحظى أي محافظة من محافظات الأردن بوجود شخصيات قيادية تعمل ليلا نهارا دون ملل أو كلل، ودون انتظار الشكر من أحد، حينها تمتلك هذه المحافظة المحظوظة بوجود رجل قيادي ورجل دولة جعلها على مصاف أهم المحافظات التي يتغنى بها جميع الأردنيين. سأتحدث عن قامة من قامات الوطن المعطاءة وهو عطوفة محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور، والتي حلمت سابقًا أن ألتقي بها، وبحمد الله تحقق هذا الحلم، وعندما جلست معه لأول مرة في رحاب محافظة جرش، كان ينتابني بعض الخوف لعدم معرفتي المسبقة به، وعندما سألت عنه قالوا لي أنه رجل عصامي وقيادي ولا يرضى بالظلم لأحد، ويحق الحق في كل أقواله وأفعاله، وهو رجل عادل يستقبل الجميع ويستمع لهم بكل رحابة صدر، هذا الكلام جعلني أطمئن أكثر، وعند مجالسته وجدت به بعض الصفات التي لم يحدثني بها أحد، كنت استمع له بكل جوارحي وكأنني أعرفه من قبل، تعلمت منه أن من يمتلك الطموح الحقيقي عليه أن يحارب بشرف وضمير، وأن يكون فارسًا مقدامًا في ساحة الوغى؛ لأن رحلة الطموح هي معركة بحد ذاتها وتحتاج لقائد محارب يعلم جيدًا متى يستمر ومتى يتوقف حتى يقفز بشكل أكبر نحو النجاح. بالفعل هو قيادي محنّك، وهنيئًا لنا بمحافظة جرش وهي مسقط رأسي، أن يكون بيننا محافظ بهذه القدرة العقلية والبدنية، والحنكة والذكاء، والسمات القيادية التي تميزه عن غيره من الشخصيات الأخرى، ففي ظل عهده كمحافظ لمحافظة جرش ازدهرت جرش، وزارها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وكذلك جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة والتقت بسيدات المجتمع المحلي، وكذلك ولي العهد الميمون سمو الأمير الحسين، وكان لهم بصمات واضحة في محافظة جرش بفضل ارشاد وحديث محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور عن أهم احتياجات المحافظة، ولم يكتفي الأمر عند هذا الحد، بل وتكريمًا لأصحاب الايادي البيضاء المعطاءة تم تكريم عدد من سيدات ورجال المحافظة على الجهود التي يبذلونها في سياق أعمالهم، وهذا تقديرًا لهم على جهودهم تجاه الوطن وتجاه جرش تحديدًا. وأيضًا كان لعطوفة محافظ جرش بصمة مهمة عندما زارنا رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر معالي يوسف العيسوي إلى جرش وقد أوعز من قبل توجيهات جلالة الملك بافتتاح المسبح الأولمبي المغلق، ضمن المرحلة الأولى لتطوير مجمع جرش الرياضي، الذي وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني بإعادة تأهيله وتطويره ليكون نواة لمدينة رياضية متكاملة، وكل هذا كان في عهد عطوفة محافظ جرش، بالإضافة إلى زيارة دولة فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان وقد اجتمع بكل مكونات المجتمع المحلي واستمع لهم، وقد تميز اللقاء بتأكيد الانتماء للوطن ولقائد الوطن، بالإضافة إلى تنظيم مهرجان جرش للثقافة والفنون على اكمل وجه بناءًا على توجيهاته المستمرة للعاملين والقائمين عليه،وهنالك الكثير من الأنشطة والافتتاحات والندوات والمحاضرات التي كانت برعايته وتواجده، ولم يتوانى لحظة عن الحضور ومشاركة الجميع وتكريم المستحقين، وما يلفت النظر بهذه الشخصية القيادية هي قربها لجميع مكونات المجتمع المحلي في جرش، وكأنه واحد منهم، بل بالفعل هو واحد منهم؛ لأن من عاشر القوم أربعين يومًا أصبح فردًا منهم. بالفعل الرجل المناسب في المكان المناسب، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن هذا المكان ومن يشابهه من أماكن للقادة هو بالفعل فُصّل له على مقاسه. أود دائمًا أن ألتقي به ومجالسته والاستماع له، وأخذ نصيب من خبراته التي ستضفي لي الكثير، لكن مشاغل الحياة تبعدني عن مجالسته وهي خسارة فادحة لي؛ لأن كل يوم يمر وهو بيننا يعتبر ذلك اكتساب المزيد من خبراته وسماته القيادية واتزانه، وقدرته على محاكاة جميع الظروف والوقائع. من الواجب علينا أن نسلط الضوء على مثل هذه الشخصيات القيادية، بالرغم هم ذاتهم لا ينتظرون منّا الحديث عنهم لتواضعهم ولثقتهم بنفسهم، ولكن من حقنا أن نفتخر برجالات سطّرت تواجدها بماء الذهب، ونتمنى ذات يوم أن نحظى بفرصة أن نصبح مثلهم، ومع ذلك سنبقى تلاميذهم وتعلمنا من خبراتهم الكثير، وما زلنا نتعلم، ومن علمني حرفًا صرت له عبدًا. لذلك أتوجه من عطوفة محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور والذي أتمنى أن يبقى بيننا بكل عبارات الثناء والشكر والتقدير والعرفان والاعتزاز بشخصه على كل ما يفعله تجاه محافظة جرش وهي بوابة محافظات الشمال، وكل الشكر لجميع العاملين في محافظة جرش، وكل الشكر لذراعه الأيمن الدكتور موسى الحوامدة، والذي لا يمل ولا يكل ولا يهدأ حتى ينفذ كل ما يطلبه منه عطوفة محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور، ولا أريد أن أنسى احدًا، لذلك كل التحايا لجميع العاملين في محافظة جرش دون استثناء، ولجهاز الأمن العام المتواجدين داخل المحافظة وهم المكمل الأساسي للعمل الدؤوب بفضل القائد البارع الدكتور فراس الفاعور.. وندعو الله أن يحفظ الأردن ويحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الميمون وكافة أفراد الشعب الاردني.