من كواليس مهرجان جرش “محمد المراشدة… حين يكون الحضور فنًّا والبصمة رسالة

نجلاء الصباح 

في مشهد يفيض بالحركة والتفاصيل، كان الفنان محمد المراشدة حاضراً بقلبه قبل حضوره الرسمي، متابعاً كل زاوية من زوايا مهرجان جرش بعين العارف وشغف المحب.

لم يكن حرصه على إنجاح الفعاليات نابعاً من واجب وظيفي فحسب، بل من إيمان عميق بدور الفن، ومن حب حقيقي لهذه الأرض الطيبة وما يُقدَّم عليها. تنقّله بين المواقع لم يكن عشوائياً، بل كما لو أنه يعلم تماماً أن النجاح لا يُصنع خلف المكاتب، بل ينبض في قلب الميدان.

تراه مرةً على المسرح، وأخرى خلف الكواليس، وثالثة في الصفوف الأمامية للورش التدريبية، حاضراً، داعماً، ومُتابعاً بشغف. لم يكن حضوره في الورشة التدريبية لافتاً لمجرد صفته الرسمية، بل لروحه القريبة، وكلماته المشجعة، ونظرته التي تقول: "نحن هنا لننهض بالفن معاً”.

حضوره لم يكن شكلياً، بل صادقاً وفعّالاً. يتعامل مع الجميع بأدب الفنان ورقيّ الإنسان، لا يتوانى عن تقديم الدعم، ولا يغفل عن أدق التفاصيل، يعمل بروح الفريق لا بروح المسؤول.

بالنسبة له، مهرجان جرش ليس مجرد حدث موسمي، بل شغف حيّ وانتماء حقيقي. محمد المراشدة مثال للفنان الملتزم، يحمل في حضوره الطمأنينة، وفي اهتمامه انعكاساً نادراً للاحترافية. يتواجد بصمت، وينسحب بصمت، لكنه يترك خلفه بصمة لا تُنسى، تضيء كل مكان تطأه خطاه.

ليس في جرش فقط، بل في كل حضور فني له، تتجلى لمساته بالجمال والسحر.

شكراً لك من القلب، على كل كلمة داعمة، وعلى كل وقفة صادقة، وعلى دعم حقيقي يصنع الفرق. وجودك يُلهم، وبصمتك تبقى شاهدة على أثر لا يُمحى