رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

وظائف الاسرة الاساسية .. بقلم الدكتور الطاهر مورتجين

وظائف الاسرة الاساسية  .. بقلم الدكتور الطاهر مورتجين
جوهرة العرب - د. الطاهر مورتجين أستاذ باحث 
رئيس الجامعة الخاصة للأكاديمية

لقد تناولت العديد من الدراسات  والبحوث أهمية  وظائف الاسرة في تنشئة وتربية الطفل  حيث اعتبرت  الركيزة الاساسية للمجتمع من حيث تقديم التنشئة الفاضلة باعتبارها الحاضنة  الاولى  والاساسية للطفل والمحيط الاجتماعي الاول لتعلم المهارات السليمة التي تخلق من الطفل فردا اجتماعيا سويا.
في هدا الصدد تبقى للأسرة أهمية كبرى بالرغم من وجود مؤسسات و جهات أخرى لها دورها البارز والهام في التنشئة الاجتماعية ,وقد أخذت دورها طبقا للتغيرات والتطورات الحضارية والثقافية للمجتمع كالمدرسة والنوادي ومؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بالطفل ضمن برامجها و مشاريعها .
مفهوم الاسرة
تعددت التعاريف واختلفت وهذا يدل على تعدد أنماط الأسرة, فمن منظور علم الاجتماع الأسرة هي الخلية  الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية , تتكون من أب وأم وأطفال,تساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية , ولها حقوق, منها حق الصحة وحق السكن وحق التعلم كما لها واجبات .
أما دوركايم Durkheim Emile يعرف الأسرة على أنها"ليست ذلك التجمع الطبيعي للأبوين وما ينجبانه من أولاد –على ما يسود الاعتقاد- بل أنها مؤسسة اجتماعية تكونت لأسباب اجتماعية، وتربط هؤلاء علاقات قوية متماسكة تعتمد على أواصر الدم, والمصاهرة، والتبني، والمصير المشترك".
هنا دوركايم يؤكد أن الأسرة ليست فقط تجمع لأفراد بل هي مؤسسة اجتماعية أوجدها المجتمع لهدف معين،   تربط أفرادها علاقات متينة.
    -- وظائف الاسرة الاساسية 
إن الأسرة باعتبارها الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل، تمثل العامل الأول المؤثر في صنع سلوك هدا الطفل بصبغة اجتماعية، ومن ثم تبدو أكثر جماعات التنشئة أهمية مقارنة معى باقي  المؤسسات الأخرى، لما تتركه في شخصية الطفل من آثار ايجابية أو سلبية ، فلا يمكن أن تحل أي مؤسسة أخرى محل الأسرة في المراحل المبكرة من عمر الأبناء، فهي التي تبدأ بتعليم الطفل اللغة وتهيئته لاكتساب الخبرات والمهارات ليصبح فردا يخدم نفسه أولا ومجتمعه ثانيا.
- الوظيفة التربوية  
 وهي أهم وظيفة من حيث المسؤولية ,انها تقوم على تنشئة الطفل على القيم الصحيحة و المبادئ  والأخلاق العالية , والعادات الاجتماعية الجيدة و السليمة التي تروم تكوين الذات  وغرس معاني الوطنية و حب الوطن , وتعليمه أهمية الوقت و الحرص على استغلاله فيما هو مفيد. مساهمة في صقل الشخصية  وتطويرها كما تدله على اهمية الرياضة والتمارين البدنية بالنسبة للجسم والعقل. 
حقا مسؤولية الاسرة كبيرة في تحذير الطفل من أصدقاء السوء والانحراف الفكري  و تعاطي المخدرات  فالتربية كما يقول اميل دوركايم جهد متواصل يكتسب من خلاله الطفل ألوانا من الفكر والعاطفة و السلوك التى لا يمكنه الوصول اليها لو ترك لوحده.
التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها الاسرة  تربية مقصودة و معيارية تساعد الفرد على فهم ثقافة مجتمعه و تقبلها و الانخراط فيها , لضمان استمرارية التركيب الاجتماعي , انها الأُثرالفعلي التربوي والاجتماعي للأسرة
          -الوظيفة الاجتماعية هي تعليم الاطفال كيفية  تكوين علاقات اجتماعية سليمة ضمن ضوابط الدين والقيم و ذلك من خلال تعليمهم واكتسابهم مهارات وقدرات و أساليب التفاعل الايجابي مع المحيط مما يزيد من قدرتهم و قابليتهم على التأثير والتأثر  والتفاعل والاندماج الفعلي والسليم مع الاخرين بما يجعلهم فاعلين كذواث ايجابة ومحورية في محيطهم الاسري وبالتالي مجتمعهم
         الوظيفة النفسية
 توفير الاحساس بالأمان والاستقرار العاطفي لدى أفراد الأسرة و زيادة شعورهم بالحب والحنان والسلام والراحة النفسية  من خلال العيش دون أي خطر أو قلق يهدد حياتهم ,مع ضرورة ابعاد الأطفال عن أجواء التوثر والرفض لتجنب تأثيره على طباعهم الشخصية والاسرة باعتبارها الميثاق الأكثر دلالة بين مختلف مكونات المحيط الاجتماعي تشكل الوسط القاعدي للعلاقات و التجارب الاولى للطفل الذي يتاثر بشكل مباشر بنوع العلاقات السائدة بين الوالدين وبين الاطفال فيما بينهم و بين الاخوة والوالدين.والاسرة السليمة سيكولوجيا وسوسيولوجيا هي تلك التي تعيش جوا اجتماعيا مفعما بعواطف المحبة و الحنان متشبعا بالطمأنينة و التضامن ,فالطفل لايمكن ان يحافظ على اتزان شخصيته الا داخل الاسرة.
بوجود الام يتعلم الطفل الحب و الحب ضروري لانماء شخصيته ,في حين غيابه والتفريط فيه قد يؤدي الى ايقاف نمو ه العاطفي و العقلي و بالتالي يؤثر سلبا على ذكاءاته ,من جهة اخرى قد يؤدي الى اضطرابات عنيفة في السلوك وفي العلاقات الاجتماعية بالاخرين ,كاصابة بعض الاطفال بامراض نفسية .و بوجود الأب يتعلم الطفل الثقة في النفس وتتهيأ شخصيته لمجابهة مشكلات الحياة,ويتخد لنفسه مثلا أعلى يقتدي به....وجود الوالدين معا في البيت يقوي اطمئنان الطفل ويزيد من ثقته في الحياة.قد دلت أبحات سيكولوجية اجتماعيةعلى أن الاطفال الذين يعيشون في حالة طلاق أو يقضون طفولتهم في خصام عائلي بين الوالدين يفقدون الثقة في الحياة وتنعدم لديهم القدرة على الابداع في جملة سلوكاتهم وأفعالهم
              الوظيفة الاخلاقية
والوظيفة الأخلاقية تتألف من جملة واجبات نكتفي بتعداد أهمها فيما يلي:
- احترام الوالدين وطاعتهما. والاحترام هو المحور الذي تدور حوله الوظيفة الأخلاقية في الأسرة.
- الاعتراف بفضل الآباء وعدم التنكر لهم في شيخوختهم.
- تعلم الأسرة أطفالها معنى الشرف والصدق والأمانة وكيفية المعاملة الخارجية والوفاء بالعهد. 
- تدريب الاطفال على تحمل المسؤولية و الاجتهاد والمتابرة 
- اكساب الاطفال قيم التسامح و التعاون وحب الخير ونبذ الشر و الحقد ..
الوظيفة الدينية: تعلم الأسرة أفرادها القيم الدينية وتعلمهم احترامها وتدربهم على العبادات من خلال الصلاة و ثلاوة القران الكريم و التصدق.
ختاما,علم الاجتماع الاسرة يهدف الى بناء الطفل-الانسان-داخل المجتمع بناء تكوينيا سليما و السمو به في مراتب الفضيلة و السعادة و الرفع من قيمته المادية و المعنوية و الاخلاقية رغبة في بناء وتنمية المجتمع. فحقا وجب اعطاء الأسرة القيمة و المكانة التي تستحقها,للاعتبارات التالية
1 - اذا كان حب الاسرة للطفل انجاز ففعل التربية انجازات
-2بالتجربة والتطبيق و الاستنتاج عالمك الاسرة ومشروعك أطفالك 
-3بالمقاربة الحوارية يقدر طفلك ذاته ويثق في نفسه
-4التربية على الحق في السؤال كفيلة باسعاد طفلك