أتسمت الأمسية التي أعد لها خبير الترميم المهندس فاروق شرف ضمن أمسيات منتدى مهنة التنفس الافتراضي عبر وأتساب مساء أمس بعرض معماري متميز لقصر حبيب أنطوان ألسكاكيني الإيطالي الذي منحه محمد علي باشا قطعة أرض كهدية لجهوده التي قدمها في خدمة القاهرة حينها وشيد عليها ألسكاكيني قصره الشهير وسط القاهرة النابض بالتراث العالمي ،والتي قدمها رئيس المنتدى الدكتور حازم صيام واستعرض الطراز المعماري الإيطالي في تصميم البناء الهندسي للقصر الذي يعتبر تحفة جمالية متميزة وقال في معرض حديثه عن جماليات الزخارف الفنية والبناء الجميل الجاذب له المبنية على الطراز الإيطالي المعماري داخل القاهرة داعيا الجميع إلى زيارة حي ألسكاكيني باشا وهو حي صغير قد سمى بذلك نسبة لقصر السكاكينى الذي يعد تحفة معمارية داخل حديقة جميلة بها ملا يقل عن 300 تمثال.
وقال إن هذه التحفة المعمارية تضم عدة طرز من مختلف المدارس، الإسلامية والفرعونية والصينية والنهضة الأوروبية ومشيرا إلى أن المهندس جبرائيل حبيب ألسكاكيني باشا ولد عام 1840، واسمه جبرائيل حبيب أنطوان، وأخذ لقب ألسكاكيني من والده الذي كان يعمل في صناعة الأسلحة البيضاء، وقد آلت إليه ملكية الأرض التي بُني عليها قصره سنة 1880، وكانت عبارة عن بركة قام بردمها وأقام عليها قصره الرائع سنة 1897.
وأضاف أن الحي أصبح من الأحياء المميزة في القرنين التاسع عشر والعشرين. وامتاز الحي الذي أخذ يتمدد خلال القرنين السابقين بالعديد من الأبنية السكنية ذات الطراز المعماري المميز، إضافة إلى مسجد الظاهر بيبرس الذي يعود بناؤه إلى عام 665هـ، كما كانت توجد به كنيسة وثلاثة معابد يهودية، تهدم أحدها، وبقي اثنان قائمان أحدهما في شارع ابن خلدون والثاني في شارع قنطرة غمرة.
وأوضح بأن تاريخ بناء «قصر ألسكاكيني» يعود إلى عام 1897، ولاحقًا عُرف محيط القصر بحي «ألسكاكيني»، والواقع في منطقة «الظاهر» المزدحمة بوسط القاهرة، ويمكن أن يمر الزائر بهذه المنطقة اليوم دون أن يلحظ وجود القصر؛ لاختفائه وسط مجموعة كبيرة من الأبنية المتهالكة، ومعاناته من الإهمال الشديد.
وقال أن صاحب القصر يُدعى «حبيب باشا ألسكاكيني»، وهو من أصل سوري، وقد عمل في البداية موظفًا بشركة حفر قناة السويس، وبعدها اتجه إلى القاهرة للعمل في مجال المقاولات، وذاع صيته ووصل للخديوي إسماعيل، والذي أعجب بقدراته فأمره أن يعمل في بناء الأوبرا الخديوية، تحت قيادة المعماري الإيطالي «بيترو أفوسكاني»، واقترح «السكاكيني» على الخديوي أن يتم العمل بنظام 3 فترات في اليوم، ومدة كل فترة 8 ساعات، مما ساعد في افتتاح الأوبرا في موعدها المحدد يوم 19 نوفمبر 1869، وأصبح «السكاكيني» بعد تحقيق هذا الإنجاز من الأثرياء وامتلك العديد من العقارات، وكان من المقربين إلى الخديوي والسلطان العثماني مشيرا إلى أن الأرض التي بني عليها القصر كانت يوجد بها بركة تسمى «بركة قراجا التركماني»، وهو أحد أمراء مماليك السلطان «الناصر محمد بن قلاوون»، وحصل عليها السكاكيني عن طريق المزاد، ويعتقد أنه كانت هناك بعض التسهيلات له من الخديوي إسماعيل حينها ، وقام بعد شراء الأرض بتجفيف البركة، ورصف الشوارع المحيطة بها، ليبدأ في بناء قصره.
ويظهر على القصر من الخارج ملامح الطراز الإيطالي، والسر وراء ذلك أن «السكاكيني» كلف شركة إيطالية ببنائه، واشترط عليها أن يكون قصره نسخة مطابقة لقصرٍ شاهده في إيطاليًا، ويتكوَّن القصر من خمسة طوابق، ويحتوي على 50 غرفة، ويحيط به سور حديدي، وحديقة صغيرة بها حوالي 300 تمثال، وأهمهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر.
وبين بأن مساحة القصر تبلغ 2698 متر مربع يضم أكثر من 50 غرفة ويصل ارتفاعه لخمسة طوابق يحتوى القصر على أكثر من 400 نافذة وباب و 300 تمثال ومنهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر وعلى الرغم من عدم اتساع الحديقة المحيطة بالقصر إلا أنها ساعدت على عزل القصر نوعا من المباني الحديثة من حوله وأنه في عام 1923 توفى حبيب باشا السكاكيني قسمت ثروته بين الورثة الذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة حيث قام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة.
وأنه في 1961 تم نقل متحف التثقيف الصحي من عابدين إلى قصر السكاكيني وذلك بأمر من محافظ القاهرة، وحاليا ينتظر القصر دوره للتطوير كما حدث مع قصر البارون أمبان.
وعقب خبير الترميم المهندس فاروق شرف في معرض رده على استفسارات المتابعين للأمسية أنه كان له الشرف بعمل دراسة ترميمية لزخارف القصر الداخلية ولكن كان العمل يؤجل دائما لإسناده لأحد الشركات المتخصصة لترجمة مظاهر التلف الحالية مع درء الخطورة وعمل الرفع المعماري والهندسي وكافة التحاليل التي تخدم الأعمال تم ترجمة هذه الأعمال إلى مقايسة الأعمال التنفيذية منوها أنه قام بنقل وإعداد لحق المعرفة بوجود أرقى فنون العمارة فى معظم مناطق مصرنا الرائدة.