جوهرة العرب _ الدكتور محمود علي الحراحشه / باحث سياسي ومفكر
الارهاب الكلمة الجامعة لكافة الاعمال ذات الطبيعة الاجرامية المرتكبة ضد الدولة وسكانها.
الارهاب العابر للحدود: هو الذي يتعدى حدود الدول ويتطلع الى التمدد و التوسع الاقليمي الدولي، وقد ارتبط الارهاب بشكلٍ كبير بتنظيم الدولة الاسلاميه في الشام والعراق( داعش) ،حيث ارتكز قيام الدولة على ثلاث عوامل الارض والسلاح والفكر .
الارض: لقد كانت ولادة الدولة الإسلامية( داعش) عام 2014م في الشمال الغربي للعراق وشرق سوريا، وامتد على رقعة جغرافية من الموصل في العراق شاملاً الرقه في سوريا .
السلاح: الاسلحة التي استولى عليه التنظيم من الجيش العراقي عندما دخل الموصل اضافة الى الريع بعد الاستيلاء على مواقع البترول وبيعه في السوق السوداء لتمويل مقاتلين التنظيم وشراء الاسلحه .
الفكر : يختلف فكر تنظيم الدوله عن فكر تنظيم القاعده الذي يقوم على ضرب العدو البعيد، بينما فكر التنظيم يقوم على ضرب العدو القريب وباستخدام العنف المفرط.
هل انتهى تنظيم داعش: على الرغم من الاعلان عن انتهاء داعش من قبل التحالف الدولي عام 2019 بعد مقتل زعيم التنظيم البغدادي وخروج التنظيم من الرقة ودير الزور وبذلك خسر التنظيم الارض التي قام عليها وتم تدمير الاسلحة التي كان يمتلكها ، لكن العنصر الثالث الذي قام عيه التنظيم وهو الفكر لم ينتهي لأن اعضاء التنظيم الذين يؤمنون به ما زالوا موجودين وما زال هناك الكثير من حواضن التنظيم في بعض الدول ، وعليه داعش ما زالت موجوده لأن الفكر لا ينتهي بقوة السلاح بل ينتهي بفكرٍ مثله يقاومه بالحوار المقنع والنقاش والحجة القويه، وبتحصين الاجيال وتوعيتهم بالخطر القادم ومنعهم من الانضواء تحت راية التنظيم.
هل الخطر مازال قائم : نعم مازال قائم طالما الفكر موجود ولا زال التنظيم يحتفظ ببعض القدرات القتالية والاعلاميه ، وهذا ما اثبتته بعض العمليات العسكرية التي قام بها التنظيم مؤخراً على سجن غويران في الحسكه السوريه بعربات مفخخه ورشاشات ثقيلة لتحرير سُجنا التنظيم، وتزامن هذا الهجوم مع هجوم اخر في العراق على معسكر للجيش في ديالى .
الارهاب والتكنولوجيا : لم يتوقف الاستخدام على نمط واحد في العمليات بل سعى التنظيم الى تنويع الاساليب التي يستخدمها لتفيذ عملياته، ولقد اتضح هذا جلياً باستخدام التكنولوجيا الحديثة كالطائرات المسيرة التي تحمل المتفجرات وخطورتها على المواقع الاستراتيجيه ، ولقد استخدم الحوثيين في اليمن هذه التكنولوجيا وتمكنوا من ضرب بعض الدول العربية في العمق.
لموقف بالنسبة للاردن: بالرغم من ان الاردن حقق نجاحات كثيره في مجال مكافحة الارهاب والتطرف خاصةً في المجالات العسكرية والامنيه ، الا ان الاردن ما يزال امامه الكثير من التحديات في المستقبل سواء من حيث الجهد العملياتي والتخطيطي والمطلوب تطويره بما يواكب العمليات الارهابيه ، وخاصة على الحدود الشماليه بعد انسحاب القوات الروسية من الحدود الجنوبية لسوريا مما احدث فراغ امني كبير يتمثل في طول الحدود الاردنية السوريه والبالغ 375كم ، وهذا سيفتح الشهية الإيرانية وقوات حزب الله للتواجد في هذه المنطقة الجغرافيه التي طالما كانت ايران تتوق اليها في الماضي .