بدأت القصة القصيرة بالتطور في الأردن في الثلاثينيات، وذلك بقدوم محمود سيف الدين الإيراني إلى الأردن حيث بدأ عهد الاحتراف في فن القصة القصيرة، وكان لصدور كل مجموعة من مجموعاته الست علامة مضيئة لمسيرة هذا الفن في الأردن، وحينما توفي كانت القصة قد وقفت بفضله وفضل بعض معاصريه على قدمين راسختين، إذ كان نتاجهم يتسم بالتنوع.
مرحلة الخمسينيات
امتد عطاؤهم حتى نهاية الستينيات مما أدى إلى امتزاج نتاجهم بعطاء أصوات جديدة بشرت بانعطافة نوعية حاسمة في مسيرة القصة. وتعد هذه المرحلة بداية نشوء القصة القصيرة بملامحها الواضحة في الأردن، إذ شهدت انقلابا كبيرا في الحياة الفكرية، ولعبت الظروف السياسية دورا خطيرا في تشكيل الملامح الثقافية. برز في هذه المرحلة فايز محمود، بدر عبد الحق، سالم النحاس، خليل السواحري، ورسمي أبو علي.
مرحلة الستينيات
تعد هذه المرحلة الانطلاقة الكبرى والتأسيس لفن القصة القصيرة، حيث شهدت هذه المرحلة تجارب جديدة عبرت عبرت عن تحول في الرؤى بأساليب ولغة جديدة. وصار للقصة حضور في الحركة الأدبية في الأردن. وصار إصدار المجموعات ظاهرة لافتة بل مؤشر على نشاط إبداعي بلغ درجة الاحتراف وشيوعه. وانفتح أصحابها على التجارب العربية المتقدمة فانهلوا من عطائها ضمت هذه المرحلة كل من فخري قعوار، ومؤنس الرزاز، ومحمود الريماوي، وأحمد نعيمي ومحمود شقير وجمال أبو حمدان.
مرحلة السبعينات
شهدت ظهور مبدعين آخرين في مجالي القصة والرواية، حيث أصبح جيل السبعينات قادرا على منح القصة أبعادا جديدة ومذاقا جديدا أو أمتعة جديدة، وامتدت رؤيتهم إلى واقعة في الوطن العربي وتجاوزته إلى العالم العربي بل إلى خارجه. وثمة اتجاهات متعددة لكتاب القصة القصيرة في هذه المرحلة، أولا: الاتجاه الفني ولعل أبرز من يمثله جمال أبو حمدان وأحمد الزعبي وعلي حسين خلف. ثانيا: الاتجاه الفكري ولعل أبرز من يمثله إبراهيم العبسي وخليل السواحري وهند أبو الشعر. ثالثا: اتجاه البنية الروائية في القصص وأبرز من يمثله مؤنس الرزاز وجمال ناجي وأحمد عودة ومحمد عيد.
مرحلة الثمانينات
تسمى هذه المرحلة بمرحلة التوهج، وشهدت حركة إصدارات أدبية في القصة القصيرة، وحملت هذه الإصدارات القصصية رؤى متقدمة ومعالجات غنية وزاخرة بالعطاء، وأفلحت أيضا في الإمساك بالحياة والنفاذ إلى جوهرها، وبدأ القاص يورد آفاقا جديدة ويلتفت إلى تقنيات سردية. وبرز في هذه المرحلة الحضور النسوي حيث اتسم الأدب الذي انتجته المرأة بخصوصية الإبداع النسوي، لكن نتاج المرأة الأردنية بدا وكأنه جاوز هذه الخصوصية.
ومن ثم جاءت المختارات القصصية لتقديم صورة بانورامية للقصة القصيرة في الأردن وأخذت عدد من العوامل: