آخر الأخبار

الدراما القاتلة الملونة داخل بيت الأسرة العربية بقلم: المستشارة الدكتورة سامية كيحل

الدراما القاتلة الملونة داخل بيت الأسرة العربية بقلم: المستشارة الدكتورة سامية كيحل

جوهرة العرب


الدراما القاتلة الملونة داخل بيت الأسرة العربية
بقلم: المستشارة الدكتورة سامية كيحل
البداية حيث تتجسد على محاور عدة في الشكل الثلاثي على التوازي (المسلسلات التليفزيونية، الأسرة، القيم) , فالمسلسلات التليفزيونية تتصدر المواد التي تحظى بدرجة عالية من المشاهدة سواء عبر التليفزيون أو عبر وسائط الإنترنت التي تتمثل  في برامج التواصل الاجتماعي تيك توك ، فيس بوك ، يوتيوب و غيرها من الناطقة الالكترونية الحديثة ، أما الأسرة فهي الخلية الأولى للمجتمع، وهي المؤثر الرئيسي و نقطة الارتكاز في التربية والتنشئة والضبط الأخلاقي والسلوكي، وهي منبع القيم وعامل ترسيخها أو رفضها, و هنا هدفنا التعرف على نماذج الصراع المختلفة بين القيم المادية والأخلاقية داخل الأسرة العربية كما تعكسها المسلسلات التليفزيونية، وذلك من خلال العلاقات الإنسانية التي تجمع بين الزوجين أو بين الإخوة أو بين الوالدين والأبناء على الشاشة العربية و ما يترتب عليها من آثار سواء سلبية او إيجابية .
بالإضافة الى ذلك أن ظاهرة صراع القيم داخل الأسرة العربية كما تعكسه الدراما التليفزيونية، وان تناولنا من خلال حديثنا من خلال مثال وليس بشكل حصري مقارنة لعملين دراميين يعكس كل منهما مستويات مختلفة من الصراع بين الأنماط المتعددة من القيم، كقيم الخير والشر، العدل والظلم، القناعة والطمع، وغيرها، وذلك خلال فترتين زمنيتين مختلفتين، يفصل بينهما أكثر من عشرين عامًا، بينما يفصل بينهما زمنيًا من حيث الفترة التي تناول أحداثها العمل قرابة الخمسين عامًا.
لا سيما وإن الدراما من الوسائل الخطيرة التي تؤثر على الإنسان ليس في العالم العربي بل في العالم أجمع، لأنها تعبر عن المشكلات والقضايا التي تحدث في المجتمع العربي وتتناول بإيجابياته وسلبياته. وتركز الدراما في المجتمع العربي على سلبيات المجتمع فتكون المرأة ضعيفة أو مهملة للعائلة أو متسلطة على زوجها، والرجل يكون أما مزواج أو خائن.
على الرغم من تطور وسائط الإنترنت، إلا أن القنوات التليفزيونية تعد من أهم وسائل الاتصال الجماهيري وأشدها تأثيرا ، لما لها من قدرة كبيرة على جذب قطاعات جماهيرية عريضة ومتنوعة، كما تخاطب جمهورها باستخدام معطيات التقدم التقني والفني في مجالي الصوت والصورة ، وقد أتاح الانتشار الواسع للتليفزيون الفضائي الوصول إلى كل فئات الجماهير وإمكانية استقبال العديد من القنوات التليفزيونية ، مما يعطي للمشاهد فرصا متعددة للتنوع والتنقل بين المحطات التليفزيونية ، متنوعة المضمون ما بين إخباري وترفيهي ودعائي وإرشادي وتوجيهي.
و على الجانب الاخر المساواة مع إحساس المؤمن بوجوده هو نفسه، والدين الذي يترسخ في أعماق الشخصية العربية، إنما هو مجموعة من القيم، وعندما تعكس الدراما صراع القيم داخل الأسرة العربية، فهذا يعني وجود خلل ما يتعين تداركه، وتوظيف قدرات الدراما لنشر القيم وفضائل الأخلاق، مع ربط ذلك بطبيعة المجتمع وقضاياه والتصدي لمشكلاته والتنبيه للحلول، وإثارة النقاش العام حول الأعمال الدرامية التي حالفها الحظ في تحقيق قدر من النجاح، يؤمن لها رواجا وانتشارا بين فئات الجمهور المختلفة.
واليوم نشهد مصائب وكوارث في الدراما العربية التي تنعكس على الاسرة بتأثير وصل الى حد الجريمة والاغتصاب وهتك العرض ناهيك عن الألعاب الالكترونية للأطفال التي سعت الى حد كبير في انتهاك فكر الطفل وخرق عقله واغتصابه فكريا وثقافيا وصولا الى ان الطفل كل تلك الصور والجرائم الى ان أصبح يقتبس في وجدانه كل تلك الصور الى ان تقع الكارثة كما هو الحال للكبار في محيط الاسرة العربية من ينتهي به المطاف بقتل زوجته و الأخرى بقتل زوجها و حرق الأطفال او انهاء الاسرة بالكامل و بالتوازي لتلك الاحداث مقتل الصديق و الجار و الصديقة ناهيك عن الانتقام و دور الشر الذي يتناوله العديد من العقول في مجتمعنا كانت الدراما لها الباب الأول في تلك المصيبة او الكارثة .
في الماضي الاهتمام بالأخلاقيات والقيم الإيجابية التي تبثها الأسرة في نفوس أبنائها و كان يؤكد عليها المجتمع بمختلف قطاعاته ومكوناته، من المدرسة وصولا الى المسجد بالتعاون مع الطرف الاخر و الشريك  من مجتمعاتنا الكنيسة, وكل ما له علاقة بالتنشئة الاجتماعية القويمة التي تنعكس على أنماط الشخصيات وأساليب التعامل بينها والسلوكيات السائدة في المجتمع بشكل عام ، كان لها نتاج كبير في صناعه مجتمع متكامل بصورة صحيحه حيث الرقابة بكل ما تملكه من معنى دليل على القيم و البذرة الصالحة أي البطانة الصالحة الى ان دخل علينا الاجندات الغربية و بدأت تعبت في مكونات المجتمعات العربية ، الأمر الذي ظل يتدهور ويقل تأثيره مع مرور الوقت وبتقدم الزمن وانتشار تكنولوجيا الاتصال ، وما حملته من قيم وسلوكيات دخيلة على ثقافة المجتمع أثَّرت بشكل كبير في التنشئة الاجتماعية للأجيال الحديثة خاصة ، حيث أصبحت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هي المؤثر الأكبر، وتراجع دور كل من الأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية ، مما كان له بالغ الأثر في انتشار النماذج السلبية وإيجاد التبريرات اللازمة لها ووضعها في أسلوب الحياة وعلاقات البشر كأمر واقعٍ وحتمي للأسف الشديد وهذا ما عكسته المعالجة الدرامية في العديد من المسلسلات التي تناول الفترة الزمنية المعاصرة ، اليوم جميعنا مدرك مدى الخطر الناتج عن الدراما التي اطلقت عليها او اسميتها الدراما الملونة التي استهدفت الاسرة العربية الى ان وصل بنا الحال كل صباح النهوض على جريمة حديثه داخل الشارع العربي و ان بحثت على مكوناتها و اسلوبها تجد طبق الأصل من بعض الاعمال الدرامية التي غزت العديد من العقول و خاصه  التي تحمل النفوس المريضة و من هنا اصبح الدم مقترن بالعديد من الاعمال الدرامية الملونة و هو الخطر القادم سواء قبلنا ام نقبل بهذا الواقع و لكن على ما يبدو تلك هي الحقيقة على ارض الواقع .
 
 
و ان تناولنا الدراما القاتلة الملونة وانعكاساتها النفسية على الطفل العربي.. فان علم النفس الاجتماعي تحدث و تناول كثيرا موضوع الدراما و مدى تأثيرها على الاسرة العربية و البذرة الناشئة خاصه الطفل من الجنسين ، فان القنوات التلفزيونية تسعى لتقديم وجبات يومية كاملة الدسم من الأعمال الدرامية المختلفة لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة، حيث تعمل على تسويق المنتج الدرامي بغض النظر عن مضمون ما يحمله العمل من رسائل واهداف ثقافية أو تربوية، تؤثر على سلوك الاطفال كل حسب عمره، كما ثمة اشارات تؤكد ان الطفل لديه نزعة انتحارية منذ الصغر خصوصاً ان كان يعاني من مشاكل نفسية، فيأتي المشهد او الحالة التي يراها ليربطها في حياته ويقلده في الواقع دون التفكير بخطورة الوضع.
كما أثبتت الدراسات أن برامج الأطفال تظهر مشاهد عنف أكثر من برامج الكبار ولا يخلو الأمر من أفلام الكرتون التي تتضمن أكثر من 80 مشهد عنف في الساعة، حيث يصبح الطفل أشبه بمن يتناول حقنة مخدرة، اذ يشعر بالتبلد الانفعالي تجاه ما يشاهد من مناظر عنف أصبحت لا تثير شفقته وإنسانيته، والاحتمال الأخطر من ذلك أن هذا الطفل يصبح مستقبلاً غير مكترث بالضحايا الحقيقيين الذين يتعرضون لعدوان ما.  
ويعاني الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لساعات مطولة أيضاً من هذيان ذهني، فهم يخافون من الخروج ولا يشعرون بالأمان، بل يصبحون كذلك أكثر أنانية وشحا في تعاملهم مع جيرانهم ويميلون إلى العدوانية المفرطة، اضافة الى إرهاق العينين والتعب الجسدي نتيجة الجلوس الطويل بشكل غير مريح، وقتل الخيال بسبب وجود الأفلام الخيالية، التي تقلل من الإبداع والتفكير بشكل مستقل، حيث يصبح مجرد متلق سلبي للمعلومة دون أن يكون له أي دور إيجابي، كذلك استخدام العنف والقوة كوسائل رئيسية لحل المشكلات، وقد يشاهد الأطفال أفلاما غير أخلاقية وبالتالي يبلورون أفكارا خاطئة عن العلاقات الجنسية و التي سوف يكون لها تأثير سلبي عند الكبر و أيضا عند تكوينه لأسرة جديدة مما يجعل منها استحالة العشرة مستقبلا بينه و بين زوجته نرجع الى النشأة الخاطئة و ما يترتب عليها منذ تلك الأوقات من اثار سلبية ، لذا ولتفادي الازمات على الاهل لعب دور المراقب على ما يشاهده اطفالهم وتوعيتهم ان هذه افلام وليس من الضرورة ربطها بواقعنا الحالي، ايضا على المعنيين من يمثلون الاعلام في دولنا مراقبة ما يعرض والعمل على ان يكون توقيت عرض بعض الافلام الدرامية بعد وقت نوم الاطفال والقاصرين، كي لا تتكرر المآسي التي تترصد في الشارع العربي الان و العمل على محاربه الدراما الملونة مع اختيار لما هو يعرض على الاسرة سواء كان الإيجابي او السلبي و لكن بقدر قد يستوعبه الاسرة العربية دون اقتباس او اصطناع نسخه منه طبق الأصل لوقوع جريمة و لكن ليجعلها عبره او حكم رادع عن تلك الأفعال الغير مقبولة داخل مجتمعاتنا التي تنعكس و تمشي ضد التيار للقيم و الاخلاق السليمة و لكن أيضا لا ننكر ان الدرما لها إيجابيات و لكن بالقواعد و الضوابط الصحيحة منها تعلم اللغة الابداع ومنها الذكاء الاصطناعي و العاطفي و الصداقات و العمل المشترك و روح الفريق و تعددية المهارات الإيجابية و لكن لابد ان نكون حريصون لكل ما يتناوله الشاشة من مواد .