- اعتبرت إسرائيل صمت مجلس الأمن على عدوانها تغطية لجرائمها.
- العدوانية الإسرائيلية الانتقامية الفجّة، التي ما يزال البعض يبررها دفاعاً عن النفس، في تجاوز آخر للقانون الدولي، الذي ينص حاسماً، أن لا حق لمحتل في الدفاع عن النفس.
- الانتقامية الإسرائيلية قتلت خمس عشرة ألف فلسطيني من أهل غزة.
- تغذي هذه المجزرة غرائز عنصريين إسرائيليين اعتادوا نكران إنسانية الفلسطينيين، وجعلوا منابرهم الوزارية والبرلمانية منصات كراهية، تنطلق منها سياسات قتل الفلسطينيين، وتشريدهم، وتهجيرهم، وتجويعهم، وانتهاك حرمة مقدساتهم، واستباحة حقهم في الحياة، وحقهم في الكرامة، وحقهم في الحرية.
- من يريد حماية شعبه، لا يسرق حياة شعب آخر، ويسلح المستوطنين، ويحمي إرهابهم. من يريد أمن شعبه، لا يستعمر أرض شعب آخر، ويسجن أطفاله، من دون محاكمة، وبلا رحمة.
- الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية هو سبب الصراع، وهو أساس الشر. زواله هو سبيل الأمن، وطريق السلام، للفلسطينيين، وللإسرائيليين ولكل شعوب المنطقة.
- نحن، العرب، قدمنا طرحاً كاملاً لسلام كامل ينعم في ظله الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمن. مبادرتنا العربية تعود للعام ٢٠٠٢. ماذا قدمت إسرائيل التي رفضت مبادرتنا لتحقيق السلام ولتوفر السلام لشعبها وللفلسطينيين؟ ماذ فعلت غير تكريس الاحتلال؟
- نطلب أن يفرض مجلس الأمن وقف النار لينته العدوان. ونطلب أن يفرض المجتمع الدولي زوال الاحتلال لينته الصراع.
- ثمة سبيلٌ واحدٌ للسلام الذي ننشده جميعاً. وهو أن يعتمد مجلس الأمن قراراً ملزماً يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة بحدود الرابع من حزيران ١٩٦٧.
- الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان. الاحتلال والأمن ضدان لا يلتقيان.
عمّان، ٢٩ تشرين الثاني، ٢٠٢٣ - شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، في أعمال الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وألقى الصفدي كلمة، خلال أعمال الاجتماع، تالياً نص الكلمة:
" بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئــــيس،
الزملاء الأعزاء،
ثلاثة وثلاثون يوماً مضت منذ جئت وزملاء آخرون نطلبكم قراراً يفرض وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المُحتل. لم يصدر القرار.ولم يتوقف العدوان. استشرس أكثر. وزاد همجية، ودموية، ووحشية.
اعتبرت إسرائيل صمت المجلس على عدوانها تغطية لجرائمها، فسرقت حياة ٣٧٥٠ طفلاً فلسطينياً آخر منذ اجتماعنا في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، ليصل عدد الأطفال الذين ارتقوا نتيجة عدوانها إلى ٦١٥٠، من دون إحصاء من يزال منهم مدفوناً تحت الأنقاض، ومن دون عد واحد وستين طفلاً ارتقوا منذ بدء العدوان في الضفة الغربية، وآخرهم آدم سامر الغول (٨ أعوام، وباسل سليمان أبو الوفا (١٥ عاماً) قتلهما الاحتلال أمس.
بعض هؤلاء الأطفال قتله فسفور الاحتلال الأبيض. بعضهم قتله مرض منعت إسرائيل وصول دوائه.
وآخرون ارتقوا في ركام بيوت دمرتها قنابل إسرائيل الدقيقة.
دمهم نور. دمهم حـــق.
هذه هي العدوانية الإسرائيلية الانتقامية الفجّة، التي ما يزال البعض يبررها دفاعاً عن النفس، في تجاوز آخر للقانون الدولي، الذي ينص حاسماً، أن لا حق لمحتل في الدفاع عن النفس.
هذه هي الانتقامية التي قتلت خمس عشرة ألف فلسطيني من أهل غزة، والتي لم تسمح منذ الحادي والعشرين من الشهر الماضي بدخول إلا حوالي ٤٧٧٥ شاحنة مساعدات، أي ما لا يكاد يغطي حاجة ثلاثة أيام ونصف خلال ثمانية وثلاثين يوماً حسب تقديرات الأنروا التي قالت إن قطاع غزة المحاصر يحتاج ٨٠٠ شاحنة من المساعدات يومياً.
تغذي هذه المجزرة غرائز عنصريين إسرائيليين اعتادوا نكران إنسانية الفلسطينيين، وجعلوا منابرهم الوزارية والبرلمانية منصات كراهية، تنطلق منها سياسات قتل الفلسطينيين، وتشريدهم، وتهجيرهم، وتجويعهم، وانتهاك حرمة مقدساتهم، واستباحة حقهم في الحياة، وحقهم في الكرامة، وحقهم في الحرية.
من يريد حماية شعبه، لا يسرق حياة شعب آخر، ويسلح المستوطنين، ويحمي إرهابهم. من يريد أمن شعبه، لا يستعمر أرض شعب آخر، ويسجن أطفاله، من دون محاكمة، وبلا رحمة.
الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية هو سبب الصراع، وهو أساس الشر. زواله هو سبيل الأمن، وطريق السلام، للفلسطينيين، وللإسرائيليين ولكل شعوب المنطقة.
يكذب من يقول لكم إن الصراع ديني. يحاول عبثاً أن يزور التاريخ، وأن يزور الراهن الذي تتحدى بشاعته التي يفاقمها الاحتلال بدم الأبرياء، ومعاناتهم إنسانيتنا المشتركة. هناك صراع لأن هناك احتلال غاشم، وظلم سافر، سرق ماضي شعب كامل، ويدمر حاضره، ويحاصر مستقبله في ضيق قمعه وكراهيته.
الجزء الثاني
الزملاء الأعزاء
التنمر أداة منعدم الحجة، وفاقد المنطق، وهشيش الطرح. لا تذعنوا لتنمر من اعتمد البطش منهجاً، فيهاجم أمين عام الأمم المتحدة، مرة، واليونسيف وهيئة الأمم المتحدة للمرأة مرة أخرى، وكل من يقول لا للقتل، ولا للتجويع، ولا للحصار، ولا لخرق القانون الدولي.
نحن، العرب، قدمنا طرحاً كاملاً لسلام كامل ينعم في ظله الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمن. مبادرتنا العربية تعود للعام ٢٠٠٢. ماذا قدمت إسرائيل التي رفضت مبادرتنا لتحقيق السلام لتجلب السلام لشعبها وللفلسطينيين؟ ماذ فعلت غير تكريس الاحتلال؟
الزملاء الــكرام،
نطلب أن يفرض مجلس الأمن وقف النار لينته العدوان. ونطلب أن يفرض المجتمع الدولي زوال الاحتلال لينته الصراع.
كلكم تدعمون حل الدولتين، الذي يعني، تعريفاً، انتهاء الاحتلال.
عملية سلمية جديدة تمتلك إسرائيل قدرة جعلها مفاوضات عبثية لن تنتج هذا الحل.
ثمة سبيلٌ واحدٌ للسلام الذي ننشده جميعاً، وهو أن يعتمد مجلس الأمن قراراً ملزماً يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة بحدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، ويفرض أيضاً إطلاق خطوات محددة الزمن لتنفيذه، ويمنع الخطوات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية، التي تكرس الاحتلال، وتقتل فرص السلام، والإيمان به.
استجابة إسرائيل لهذا القرار تحقق السلام والأمن للإسرائيليين وللفلسطينيين، وتضع المنطقة على طريق مستقبل لا خوف فيه، ولا قهر، ولا كره.
رفضها يعني إصرارها على أن يظل الصراع مصير منطقتنا، ويجب أن يضعها في مواجهة فعل دولي لاجم، يحاصر غطرستها، ويعاقب تعنتها، ويجعل كلفة احتلالها عالية حد استحالة استمراره.
بغير ذلك، سيبقى الصراع، وستتفجر بعد الحرب على غزة حروب، فللحرية باب، في كل زمان، وفي كل مكان.
أحبطت إسرائيل جهد تحقيق السلام على مدى الثلاثين عام الماضية، فحالت دون المنطقة وحقها بالأمن والاستقرار.
لا تسمحوا لها أن تغرق المنطقة في دوامات دم وصراع لثلاثين سنة أخرى.
الزملاء الأعزاء،
إرادة الحياة أقوى من غرائزية القتل. فطرة الحرية أصلب من نزعة البطش.
ما أن أتاحت الهدنة للفلسطينيين مساحة تنفس حتى سار غزيون شمالاً نحو حواريهم المدفونة بركام بيوتهم.
ما أن توقفت قنابل إسرائيل عن تدمير غزة حتى خرج أطفالها إلى شوارعها يلعبون، ويحلمون.
ما أن دفن وائل الدحدوح زوجته وابنته وابنه وحفيدته الرضيعة حتى امتشق مايكرفونه، يحكي صمود شعبه، الشعب الفلسطيني، الذي يريد العدالة، ينشد الحرية، يطلب الحق، ويستحق الحياة.
الزملاء الأعزاء،
اليوم، هو اليوم الدولي للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. ليكن التضامن حقيقياً، ينهي سفك دم أبنائه في غزة وفي الضفة الغربية، ويؤكد له أن العالم يقف مع حقه في الحرية، وتقرير المصير، وضد الاحتلال، وظلم الاحتلال.
الزملاء الأعزاء،
الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان.
الاحتلال والأمن ضدان لا يلتقيان.
نحن نريد السلام عادلاً وشاملاً ودائماً، سلاماً سبيله الوحيد هو إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، والقدس المحتلة عاصمة أبدية لها، على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
هذا السلام، حق لكل شعوب المنطقة، حق للفلسطينيين وحق للإسرائيليين. طريقه واضحة، وتحقيقه مسؤولية دولية.
قفوا بوجه من يحول دونه.
افرضوا هذا السلام.
شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
كما شارك الصفدي في الفعالية التي أقامتها الأمم المتحدة، اليوم، لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.