أبوظبي - 11 فبراير 2024 تفعيلاً للشراكة الموقعة بين مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ومركز بي آي آر PIR الروسي، عقدت جلسة نقاشية حول موضوع "منع انتشار الأسلحة النووية – التحديات الحالية وآفاق المستقبل". شارك في الجلسة نخبة من الخبراء والأكاديميين من المركزين، بينهم الدكتور فالديمير أورلوف، المؤسس الشريك لمركز بي آي آر في روسيا، والسيدة إيلينا كارناوخوفا، مدير برنامج التعليم والتدريب في المركز الروسي، وجينا بوسرحال، الباحثة في تريندز. أدار الجلسة سلطان العلي، الباحث ومدير إدارة الباروميتر في "تريندز". وتناولت الجلسة عدداً من القضايا المهمة المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك التحديات التي تواجه الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، مثل التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وانتشار التكنولوجيا النووية، والإرهاب النووي، وآفاق مستقبل منع انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك دور الدبلوماسية النووية، وتعزيز التعاون الدولي، وتطوير أنظمة الأمن النووي. وأكد المتحدثون أهمية تعزيز الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، باعتبارها قضية أمنية عالمية أساسية. وفي تقديمه للندوة أشار سلطان العلي إلى أن مفهوم منع انتشار الأسلحة النووية حول الجهود الهادفة إلى منع انتشار الأسلحة النووية والتكنولوجيا المرتبطة بها، وقال إن هذا المفهوم ظهر في سبعينيات القرن الماضي؛ بهدف منع انتشار الأسلحة النووية، وتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والسعي إلى نزع السلاح النووي. وأعرب عن اعتقاده بأن لدى الجميع في الشرق الأوسط معرفة واسعة بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومن الواضح أن هناك تحولاً كبيراً في الديناميات. في مداخلته، أكد الدكتور فالديمير أورلوف أنه من الناحيتين التكنولوجية والفكرية، توفر الطاقة النووية أكثر الحلول استدامةً، طالما أن العمل عليها يتم بشفافية، ومن دون السعي لاستخدامها للأغراض العسكرية. وأضاف أنه يجب أن تكون لدينا رؤية واستراتيجية، وأن نتحلى بالقوة والشفافية، مشدداً على ضرورة إعداد نخبة من الكوادر الخبيرة في مجال الطاقة النووية لضمان أمن هذه الطاقة واستدامتها، مشيراً إلى أهمية نشر الوعي حول جميع الجوانب المتعلقة بالطاقة النووية يجعلها أكثر استدامة. وتطرق إلى أهمية الدبلوماسية النووية في منع انتشار الأسلحة النووية، وضرورة بناء الثقة بين الدول، وتعزيز الحوار، وحل النزاعات سلمياً. وفي مداخلتها، ناقشت إيلينا كارناوخوفا دور التعليم في تعزيز الوعي حول مخاطر العمليات النووية، وسردت تجاربها في مؤتمرات مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية السابقة، مشيرةً إلى الاختلافات في الأجواء وأهمية التواصل بين البلدان. وبينت أن لدى روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة أرضية مشتركة في أجندتهما التأسيسية، موضحة أنه يمكن لدول البريكس إثراء مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي بأفكار جديدة، وقالت إن مجموعة البريكس بلس، والبريكس بشكل عام، تعتبر مثالاً رائعاً لكيفية مساعدة الدول بشكل فعال وبناء مع بعضها البعض، حتى لو كانت تعتبر نفسها منافسة. أما جينا بوسرحال فتطرقت إلى أن الإرهاب النووي يشكل خطراً متزايداً على الأمن العالمي، وسلطت الضوء على عدد من القضايا الملحة المتعلقة بالأمن العالمي في ظل تصاعد المخاوف من حرب نووية لم تشهد البشرية مثيلاً لها منذ عقود الحرب الباردة. وعرضت بوسرحال إحصائيات وأرقام صادمة توضح لماذا ينبغي أن يتربع منع انتشار الأسلحة النووية على قمة أولويات المجتمع الدولي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن هناك ما يقرب من 13 ألف رأس نووي في العالم، وأن عدد الدول الحائزة على هذه الأسلحة قد وصل إلى تسع دول. وطرحت بوسرحال تساؤلاً جوهرياً، هو هل لا تزال منطقيات الردع النووي التي سادت زمن الحرب الباردة صالحةً لتطبيقها في عالم اليوم؟ حيث تشير إلى أن بعض العوامل التي كانت تدعم منطق الردع النووي في الماضي، مثل الاستقرار النسبي في النظام الدولي، قد اختفت أو ضعفت اليوم. كما تطرقت إلى العوامل المحرّكة التي تدفع الدول نحو حيازة الأسلحة النووية، حيث تشير إلى أن هذه العوامل تتنوع وتختلف من دولة إلى أخرى، لكنها تتضمن في الغالب عوامل أمنية وسياسية واقتصادية. كما توقفت عند مسألة انسحاب بعض الدول من معاهدات الحد من التسلح النووي، وما يخلّفه ذلك من تداعيات سلبية خطيرة على جهود منع الانتشار، وأكدت بوسرحال أهمية دور معاهدات منع انتشار الأسلحة النووية في الحد من خطر النزاع النووي وتعزيز الاستقرار العالمي، مشيرة إلى دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز جهود الرقابة على الأسلحة ومنع انتشارها. وفي ختام الجلسة، أعرب المشاركون عن تقديرهم لجهود "تريندز للبحوث والاستشارات" لتنظيم هذه الجلسة المهمة، التي ساهمت في إثراء النقاش حول هذه القضية الحساسة.