رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

في ختام الملتقى الفكري ثلاث شهادات حول جدلية الأثر والتأثر في الإخراج المسرحي

في ختام الملتقى الفكري ثلاث شهادات حول جدلية الأثر والتأثر في الإخراج المسرحي
جوهرة العرب


الشارقة: 4 مارس
 
اختتمت ظهر اليوم الاثنين (4 مارس) بمقر إقامة الضيوف، فعاليات الملتقى الفكري المصاحب للنسخة الـ (33) من أيام الشارقة المسرحية «الإخراج المسرحي بين الأثر والتأثر» بثلاث مشاركات لمسرحيين عرب هم: المخرج والكاتب المسرحي التونسي غازي زغباني، والممثل والمخرج والكاتب المصري طارق الدويري، والمخرج والممثل والكاتب الإماراتي فيصل الدرمكي.
قدم غازي زغباني ورقة بعنوان «تأثير المرجعيات المرئية على إخراج النصوص المسرحية المقتبسة: شهادة شخصية» حيث أكد أنه لم يخف تأثره بمسرح العبث بوصفه مسرحاً متمرداً على الواقع، وكانت مسرحية «في انتظار غودو» لصموئيل بيكت، أول المصادر التي تأثر بها، وقال إنها قدمت خطاباً بصرياً جديداً، يمزج بين الرمزية وغموض الفكرة، وكان تأثره بهذا العمل الكبير قد انتقل بشكل واع أو غير واع إلى تلك التساؤلات التي تطرحها المسرحية، وهي تساؤلات ميتافيزيقية، وحاول من خلالها أن يقدم تجربة شخصية لشخصيات في علاقة عمودية، تلخص مأساة الإنسان.
وواصل زغباني تلك العبثية على طريقته الخاصة، من خلال عمل آخر هو مسرحية «الدرس»، وهي أيضاً مسرحية مقتبسة من المسرح العالمي، وهذه المرة من خلال أوجين أونيسكو، وأنتجها فضاء «أرتيستو»، ولكنها قدمت بروح خاصة ومخيال جسد رؤية زغباني في اقتراح مسرح عربي يقوم على التجديد والابتكار، وهو الشيء نفسه الذي عكسه عرضه «الطرح» الذي استلهم فكرة نص «الخادمات» لجان جينيه، عاكساً من خلاله مفهومه للعبث في الواقع التونسي، الذي كان يعيش حالة توتر وعدم استقرار تحول دون التواصل بطرق صحيحة بين الأفراد.
وفي ختام حديثه، أكد زغباني أنه ابن تلك البيئة المسرحية الدرامية، التي تستفيد من علاقة السينما بالمسرح، وتقدم نصوصاً بمشهديات تحاول اقتراح مخيال جديد للفرجة المسرحية، التي لا يضيرها كثيراً أن تستفيد من النصوص العالمية وما فيها من مشهديات بصرية أسستها ذاكرة الخطاب الفني العالمي.
بدوره قدم طارق الدويري ورقة بعنوان «الإبداع الفني وجدلية الأثر والتأثير.. الإخراج المسرحي المصري مثالاً»، وأكد في بداية حديثه على أن التأثر الفني بأي تجربة عالمية لا يضير المخرج أو الكاتب المسرحي، شرط أن يكون هذا التأثر إيجابياً، ويحمل ملامح التجربة والرؤية الخاصة بالمسرحي العربي، وأشار إلى رؤيته الفنية التي تتبع نهجاً خاصاً من خلال توظيفه لأكثر من نص روائي أو مسرحي، في عروض تستفيد من المناخ الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي نعيشه، لكنه أكد على ضرورة أن يكون التأثير بعيداً عن التكرار أو التقليد، ويقدم ملمحاً فنياً جديداً، يحمل بصمة الفنان، وأن يكون نظر المسرح متوجهاً نحو الداخل في تفاعلاته الاجتماعية والأيديولوجية، من أجل صياغة مشروع حضاري يترك مساحته في وعي المتلقي العربي، كما أكد أنه لا يقدم أشياء مفتعلة، وهو يحاول بقدر الإمكان تفكيك التوجهات المذهبية أو الأيديولوجية، ويطرح من خلالها صيغة فنية تحفز على التحرر والانطلاق.
تطرق الدويري إلى تجربته مع مسرح الهناجر، وأن يقدم صورة جمالية من خلال المسرح، وفي هذا السياق أشار إلى كثير من التجارب العالمية، كما أكد على نهج بيتر بروك الذي قدم مسرحاً يحفز على البحث والاكتشاف والتفاعل، وأشار أيضاً إلى تجربة الناقدة هدى وصفي، إحدى الشخصيات التي أثرت في حركة المسرح المصري والعربي، وكان لها دور بارز في حركة التجديد المسرحي في مصر، من خلال إدارتها لسنوات لمسرح «الهناجر» و«المسرح القومي».
أما فيصل الدرمكي، فقدم ورقة بعنوان «المخرح المسرحي واستلهام التراث الشعبي بين التقليد والتجديد»، قال في بدايتها: «إذا بحثنا عن المسرح الشعبي ليس فقط في الإمارات بل في الخليج بعامة، سنجد أنه الأقرب للمتفرج، نتيجة التفاعل الإنساني بين الأفراد والجماعات تعبيراً عن مزيج الارتباط الحسي والوجداني والمعنوي بين أبناء المنطقة الواحدة».
وفي ورقته أشار فيصل الدرمكي إلى محطات رئيسة في تاريخ التجربة المسرحية في الإمارات، مثل تجربة الكاتب سالم الحتاوي، التي ركزت على البسطاء والمهمشين، تلتها تجربة ناجي الحاي من خلال عمله «أحمد بنت سليمان»، ذلك العمل الكبير الذي عد بمثابة تراجيديا موجعة عن القهر الاجتماعي وآثاره على الناس، وهي تعالج قضية جدلية في جرأة، وبأسلوب نقدي وبليغ وبنّاء.
 
ثم توقف عند تجربة الكاتب إسماعيل عبدالله، وتلك الشراكة التي نسجها مع المخرج الفذ محمد العامري، حيث يعد إسماعيل عبدالله كاتباً مهجوساً بالتراث الإماراتي، وتزخر نصوصه بالكثير من الظواهر والمفردات التراثية، وقال: «إن قدرة إسماعيل عبدالله على تقديم أعمال شعبية رصينة، هي التي دفعت الكثير من المخرجين إلى تحدي تحويل أعماله إلى عروض مسرحية تركت أثراً كبيراً في التجربة المسرحية الإماراتية».
وفي ختام جلسات الملتقى، قدم أحمد بورحيمة مدير أيام الشارقة المسرحية، شهادات المشاركة والتقدير للمتداخلين الثلاثة.
 
  • في ختام الملتقى الفكري ثلاث شهادات حول جدلية الأثر والتأثر في الإخراج المسرحي
  • في ختام الملتقى الفكري ثلاث شهادات حول جدلية الأثر والتأثر في الإخراج المسرحي