رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

المركز الكاثوليكي يقدّم رسالة الفاتيكان لشهر رمضان : لا توجد حرب مقدّسة، السلام وحده مقدّس‘

المركز الكاثوليكي يقدّم رسالة الفاتيكان لشهر رمضان : لا توجد حرب مقدّسة، السلام وحده مقدّس‘
جوهرة العرب



 

قدّم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام التهنئة بحلول شهر رمضان الفضيل، رافعًا الدعاء إلى الله تعالى إلى أن يحفظ الأسرة الأردنيّة الواحدة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله المعظم، وأن يعيد هذا الشهر الفضيل وقد تحققت الأمنيات بأنّ يعمّ السلام والطمأنينة على قطاع غزة المنكوب، وفلسطين عمومًا، ولجميع سائر بلدان العالم التي تطمح للعدل والحرية والسلام.

وقدّم المركز الكاثوليكي في بيانه الموقّع من مديره العام الأب رفعت بدر، الرسالة السنويّة التي توجهها دائرة الحوار بين الأديان في الأديان، إلى جميع المسلمين في العالم، بمناسبة شهر رمضان المبارك، وقد حملت هذا العام عنوان: "المسيحيون والمسلمون: إطفاء نار الحرب وإضاءة شمعة السلام"، حيث دعت إلى أن نتشارك، مسيحيين ومسلمين، في "إطفاء نيران الكراهية والعنف والحرب، ونضيء بدلاً من ذلك شمعة السلام اللطيفة، مستعينين بموارد السلام الموجودة في تقاليدنا الإنسانية والدينية الغنية".

استهلت الرسالة الموقّعة من الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس دائرة الحوار، كلامها مشيرة إلى العدد المتزايد من الصراعات في هذه الأيام حول العالم، والتي أصبحت مثيرة للقلق. ورغم أنّ جزءًا من عائلتنا البشرية يعاني بشدة من الآثار المدمرة لاستخدام الأسلحة في الحروب، فإنّ آخرين، غير مكترثين، يبتهجون بالأرباح الاقتصاديّة الكبيرة الناتجة عن هذه التجارة غير الأخلاقية. وقد وصف قداسة البابا فرنسيس هذا الأمر بأنه مثل "غمس لقمة خبز في دم أخينا".

إلا أنّ الرسالة أشارت إلى الجانب المُضيء، وهو الموارد البشرية والدينية الهائلة التي تعزّز السلام، فالرغبة في السلام والأمن متجذّرة بعمق في نفس كل شخص ذي نية طيّبة، إذ لا يمكن لأحد أن يعجز عن رؤية الآثار المأساوية للحرب في فقدان الأرواح البشرية، والإصابات الخطيرة، وحشود الأيتام والأرامل.

ولفتت إلى النتائج المأساويّة للحروب؛ من تدمير للبنى التحتية والممتلكات، ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص داخل بلدانهم، أو اضطرارهم للفرار إلى بلدان أخرى كلاجئين. بالتالي، فإنّ إدانة الحرب ونبذها يجب أن تكون واضحة لا لُبس فيها: فكل حرب هي حرب بين الأشقاء، عديمة الفائدة، لا معنى لها ومظلمة. في الحرب الكل خاسر. ومرة أخرى، على حد تعبير البابا فرنسيس: ’لا توجد حرب مقدّسة، السلام وحده مقدّس".

وأكدت الرسالة الحبريّة السنويّة، التي تصدر سنويًّا في الجمعة الأولى من رمضان، على أنّ جميع الأديان، وكلّ منها على طريقته، تعتبر حياة الإنسان مقدّسة، بالتالي هي دعوة متجدّدة لاحترام الكرامة الأساسيّة لهبة الحياة بضرورة رفض الحرب وتقدير السلام. وسطرّت الرسالة الفاتيكانيّة أهميّة تنشئة الضمائر على احترام القيمة المطلقة لحياة كل إنسان، وحقّه في السلامة الجسدية والأمن والحياة الكريمة، والتي من شأنها المساهمة أيضًا في إدانة الحرب ورفضها.

وختمت رسالة دائرة الحوار بين الأديان الفاتيكانيّة بالتأكيد على "أنّنا ننظر إلى الله القدير كإله السلام، ينبوع السلام، الذي يحب كل مَن يكرسون أنفسهم لخدمة السلام. والسلام، مثل أشياء كثيرة، هو عطية إلهية، ولكنه في الوقت عينه ثمرة جهود بشرية، وخاصة من خلال تهيئة الظروف اللازمة لإرسائه وحفظه".