رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الصفدي يحذر من محاولة اسرائيل قتل وكالة الأنروا

الصفدي يحذر من محاولة اسرائيل قتل وكالة الأنروا
جوهرة العرب 

نيويورك، ١٨ نيسان، ٢٠٢٤ - حذّر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، من أن إسرائيل تحاول قتل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطيينين (الأنروا)، التي تتعرض منذ سنوات لمحاولة اغتيال سياسي يستهدف رمزية الوكالة التي تؤكد حق اللاجئين الفلسطينين في العودة والتعويض وفق القانون الدولي.  

وقال الصفدي، في جلسة خاصة عقدها مجلس الأمن بطلب من الأردن حول الأنروا، أن المجتمع الدولي يجب أن يبني موقفه من الوكالة استناداً إلى تضحياتها وعملها ودورها، لا استناداً إلى الادعاءات المزيفة والأكاذيب ومحاولات تشويه التاريخ والحاضر التي تروجها إسرائيل. 

وفي ما يلي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم، السيدة الرئيسة، الزملاء الأعزاء، أشكركم على الاستجابة لطلب الأردن عقد هذه الجلسة الاستثنائية في مجلس الأمن حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأنروا).
الزملاء الأعزاء، غزة تتضور جوعاً. ويواجه سكانها البالغ عددهم ٢،٣ مليون خطر المجاعة، وهذا كله من صنع الحكومة الإسرائيلية، التي ما انفكت تستخدم التجويع سلاحاً، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وفي تحد للإرادة الدولية، التي عبرت عنها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ضاربة بذلك عرض الحائط جميع القيم والأعراف الإنسانية. 
إن معاناة الفلسطينيين يصعب وصفها، ووحدها وكالة الأنروا تمتلك المعرفة والقدرة والبنية التحتية للمساعدة في تخفيف تلك المعاناة. إن الأنروا هي العمود الفقري وعصب الجهود الإنسانية في غزة، بيد أن إسرائيل تريد قتلها ولا تريد لها أن تقوم بدورها، فلا تسمحوا لها بذلك. فالأنروا تستحق دعمكم، لأنها وحدها القادرة على مساعدة الفلسطينيين الجائعين في غزة، وتوفير الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس. 
إن الأنروا تستحق تقديركم على ما بذلته من تضحيات لضمان أن لا يقضي الفلسطينيون في غزة جوعاً. فقد سقط ١٧٨ شخصاً من موظفي الأنروا ضحايا لرصاص وقنابل إسرائيل. 
المفوض السامي للوكالة فيليب، نجدد تعازينا العميقة لكم، وقلوبنا تعتصر ألماً لهؤلاء الذين سقطوا ضحايا ولعائلاتهم.
الزملاء الأعزاء، إن المساعدات الشحيحة التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة لا تصل إلى جميع المنكوبين في القطاع، لأن إسرائيل منعت الأنروا من القيام بواجبها استناداً للولاية التي منحتها إياها الأمم المتحدة. 
إن الأمم المتحدة تضم جميع دول العالم، فعندما تقرر الأمم المتحدة، فإن العالم بأكمله هو الذي يقرر، ولذلك فإن مهاجمة الأمم المتحدة هي مهاجمة للمجتمع الدولي بأكمله، ومهاجمة للقانون الدولي، ومهاجمة للنظام المتعدد الأطراف الذي ندعمه جميعًا والذي تم إنشاء الأمم المتحدة للحفاظ عليه.
إن الأطفال الغزيون يموتون لأن الأنروا ووكالات الإغاثة الأخرى منعت من مساعدتهم، وبعض موظفي الإغاثة الذين حاولوا تقديم المساعدة لهم قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد. وحتى بعد الاستنكار العالمي والإدانة العالمية لمقتل موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة المطبخ المركزي العالمي، استهدفت إسرائيل أيضاً فريق (اليونيسف) الذي نجا من الموت بأعجوبة. هذا كله ولم يكن هنالك أي تحقيق مستقل في تلك الجرائم التي ارتكتبها إسرائيل، ولم يبذل أي جهد لفرض تحقيق مستقل في تلك الجرائم الدموية، التي ارتكبت بدم بارد وهي ليست خافية على أحد.
الزملاء الأعزاء، إن الحقيقة هي ضحية أخرى من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، فحملة التضليل التي تقوم الحكومة الإسرائيلية بنشرها ضد الأنروا والأكاذيب وتشويه التاريخ والحقائق ينبغي أن لا تؤثر على الرأي العام العالمي تجاهها، بل إن عمل الأنروا الأساسي والتزامها بقيم الأمم المتحدة وتضحياتها وتفاني موظفيها، يجب أن يكون موضع اعتراف وتقدير من العالم بأكمله.
وجهت إسرائيل اتهامات ضد ١٢ من موظفي الأنروا البالغ عدد طاقمها ١٣ ألف موظف في غزة، ولقد تصرفت الوكالة بمسؤولية، وقامت على الفور بفصل هؤلاء الموظفين حتى قبل بدء التحقيق، ورحبت الوكالة وتعاونت بشكل كامل مع التحقيق المستقل الذي ترأسه وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا. بالإضافة إلى ذلك أطلقت الأمم المتحدة تحقيقها الداخلي الخاص في هذه المزاعم. إن الأنروا ليس لديها ما تخفيه، فهي ترتقي إلى مستوى مسؤولياتها، وقد التزمت باتخاذ إجراءات إصلاحية تجاه أي مخالفات أو أوجه قصور في حال اكتشافها، إلا أن الاستهداف الإسرائيلي للوكالة لا يزال متواصلاً ومستمراً. إن الحملة الإسرائيلية الشعواء ضد الوكالة كانت قد بدأت قبل الادعاءات ضد ١٢ من موظفيها، فكانت الوكالة هدفاً للاغتيال السياسي منذ سنوات. إن إسرائيل تريد قتل الأنروا وما تمثله، والهدف من هجومها على الأنروا هو قتل حقوق اللاجئين الفلسطينيين، لكنها لن تنجح. 
إن قتل القضية الفلسطينية، وقتل الحديث عن وجود احتلال غير شرعي وغير إنساني، يجب أن ينتهي، ولن ينجح، ويجب توفير الحماية للأنروا الآن بنفس الطريقة التي كانت تتمتع بها في الماضي.
إن الأنروا هي بارقة الأمل الوحيدة في البؤس الذي فرضته إسرائيل على اللاجئين الفلسطينيين؛ فقد وفرت الوكالة الأمل والتعليم والفرصة للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن، ولحوالي ٥،٦ مليون لاجئ فلسطيني يرون فيها رمزاً للاهتمام العالمي المستمر بمحنتهم، وتخفيف الظلم التاريخي الذي تعرضوا له.
كان هنالك أكثر من ٣٠٠ ألف طالب يدرسون في مدارس الأنروا في غزة، قبل أن يحول العدوان الإسرائيلي ما تبقى من مدارسهم إلى ملاجئ مكتظة بمئات الآلاف من أصل ١،٧ مليون فلسطيني تم تهجيرهم في غرة. ولولا الأنروا سيحرم مئات الآلاف الآخرين في الضفة الغربية وسوريا ولبنان من حقهم في التعليم والرعاية الطبية. وهنالك أكثر من ١٠٠ ألف فتى وفتاة من أصل ٢،٣ مليون لاجئ فلسطيني في الأردن يتلقون تعليمهم في مدارس الأنروا في جهد لا يمكن لأي وكالة أخرى أن تقوم بمثله.
الزملاء الأعزاء، لقد ولدت الأنروا من رحم نكبة عام ١٩٤٨، عندما هجرت إسرائيل مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم. فأنشأت الأمم المتحدة الأنروا كوكالة مؤقتة لرعاية اللاجئين الفلسطينيين لحين عودتهم إلى ديارهم، إلا أنهم لم يعودوا، وفي عام ١٩٦٧ استمرت مأساة الفلسطينيين بالنزوح من ديارهم، ولذلك فإن الأنروا يجب أن تستمر ولايتها ما استمرت محنة اللاجئين، حتى يتم حل قضيتهم، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي تؤيد حقهم في العودة والتعويض، وفي سياق حل شامل للصراع، وهذا هو الالتزام القانوني والأخلاقي والإنساني. ولن يتم التوصل إلى هذا الحل إلا إذا انتهى السرطان والشر وهو الاحتلال، وتمكن الفلسطينيون من العيش بكرامة وحرية في دولتهم المستقلة ذات السيادة على وطن آبائهم وأجدادهم.


الزملاء الأعزاء، إن وكالة الأنروا ضرورة لا غنى عنها، ولا يمكن استبدالها، ولا أن تحل أي جهة محلها، فهناك حاجة ماسة لوجودها الآن أكثر من أي وقت مضى، فالأطفال الغزيون يقضون من الجوع والجفاف في جحيم الألم والموت والمعاناة الذي جلبته الحرب الإسرائيلية إلى غزة. هذه الحرب على غزة يجب أن تتوقف، وسوف تتوقف، وعندها سيرى العالم بأم عينيه الواقع اللاإنساني الذي فرضته إسرائيل على غزة، والذي حاولت جاهدة أن تخفيه عن أعين العالم، بمنعها الصحفيين من الدخول إلى القطاع وتوثيق الدمار الذي سببته. عندها سيتمكن العالم جلياً من رؤية حجم الدمار والموت والمعاناة الذي جلبته إسرائيل إلى غزة، وسوف يدرك العالم مدى احتياجه للأنروا، ومدى أهمية الدور الذي تلعبه الوكالة الدولية. 
نشكر جميع شركائنا الذين ما انفكوا عن تقديم الدعم والمساعدة للأنروا. ولكل ذلك فإننا نحثكم جميعاً على حماية الأنروا الآن مثلما حميتموها في السابق، وعلى أن تدعموها مالياً وسياسياً، لأن دعمكم لها سيدعم الاستقرار الإقليمي بلا شك. إن إنقاذ الأنروا يعني إنقاذ الأرواح وإنقاذ الأمل والوقوف إلى جانب العدالة وإلى جانب حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وحرية دون خوف، ودون حرمان، ودون قمع. إن الفلسطينيين ليس لديهم أي أمل في أن تنتهي محنتهم، وهم يشاهدون أقاربهم في غزة يُقتلون، وفي الضفة الغربية يتعرضون لجميع أنواع القمع والهجمات وإرهاب المستوطنين ومصادرة أراضيهم وبناء المستوطنات على منازلهم وأراضيهم وفوق مزارعهم. هذا كله يجب أن يتوقف. إن الشرق الأوسط لن ينعم بالسلام الذي يستحقه إلا إذا فعلنا ذلك، ولن يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون، ونحن جميعاً، من العيش في سلام إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني على حقوقه. شكراً جزيلاً".

إلى ذلك، أجرى الصفدي والأمين العام للأمم المتحدة‬ أنطونيو غوتيريش‬، اليوم على هامش أعمال اجتماع مجلس الأمن، مباحثات موسعة ركزت على ضرورة وقف العدوان على غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها. 

كما بحث الصفدي وغوتيريش التعاون القائم بين الأردن والأمم المتحدة لوقف العدوان وإدخال مساعدات كافية ومستدامة إلى جميع أنحاء القطاع. 

وشدد الصفدي وغوتيريش على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة.

كما بحث الصفدي ووزير خارجية مالطا إيان بورج، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن الدولي لشهر نيسان الجاري، جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ‫غزة‬، وإيصال المساعدات الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع. 

وشدد الصفدي على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته وخاصة مجلس الأمن ووقف الحرب المستعرة على القطاع وتداعياتها الكارثية. 

وأكد الوزيران أهمية خفض التصعيد في المنطقة وضمان عدم توسع خطر الحرب إلى المنطقة برمتها.

كما التقى الصفدي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ⁧(الأنروا)‬⁩ فيليب لازاريني‬⁩، في اجتماع أكد أهمية توفير الدعم اللازم للوكالة لتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها الإنسانية، التي لا يمكن الاستغناء عنها، لأكثر من ٢،٣ مليون فلسطيني في ⁧‫غزة‬⁩، يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع. 

وشدد الصفدي على ضرورة رفع جميع القيود والعقبات على إيصال المساعدات الإنسانية.

  • الصفدي يحذر من محاولة اسرائيل قتل وكالة الأنروا
  • الصفدي يحذر من محاولة اسرائيل قتل وكالة الأنروا
  • الصفدي يحذر من محاولة اسرائيل قتل وكالة الأنروا
  • الصفدي يحذر من محاولة اسرائيل قتل وكالة الأنروا