على شبكة "سي بي إس" عانقت الثقة تصريحات جلالة الملكة رانيا العبدلله في حديثها الصريح بوصف العدوان القبيح للكيان الصهيوني الغاصب الذي حوى بين طيّاتهِ أفضعَ أشكال التنكيل والتهجير والترويع والقتل ، ليُثبتَ الموقف الأردني مرّةً أخرى ثباته بوجه هذه الفضائع التي باتت تشكل سابقةً إرهابيةً ولا إنسانية خطيرة خصوصًا بعد فشل العالم بإيقاف هذا العدوان الذي انتهك أبسط أبجديات الرحمة والإنسانية.
إن حديث جلالة الملكة بضرورة إستخدام المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة نفوذه السياسي لإجبار قوات الإحتلال إنهاء العدوان والسماح بدخول المساعدات على من باتوا بلا غذاءٍ ولا دواءٍ ولا يملكون إلا أكُفّ الدعاء إلى الله بعونٍ قريب لتبقى عيونهم إلى السماء علّهم يستطيعون النجاة من القصف تارةً أو أن تلمحَ مظلة تسقطُ المساعدات تارةً أخرى خصوصًا بعد أن اتضح للجميع بأن تصرفات الإحتلال لم تعد خيانةً لأهل غزة فقط بل خيانةً للضمانات التي تهدف للحفاظ على سلامةِ العالم بعد أن باتَ التطبيق الإنتقائي للقانون الإنساني هو سيّد المشهد والذي تسببَ بخسائرٍ كبيرةٍ لمصداقيةِ الولايات المتحدة الأمريكية أمام المجتمع الدولي.
إن إلتفاتَ جلالة الملكة للحديث حول ثقافة الإفلات من العقاب أدارَ المشهد بإتجاه كارثةٍ خفيّةٍ قادرة على إلحاق الضرر بالمجتمع الدولي بعد أن فشل حلفاء هذا الكيان بتحميلهِ المسؤولية عن أفعالهِ الشنيعة والمُريعة التي عصفت بأمان الأفراد على مستوى العالم بعد أن تشكلت لديهم القناعة بقدرةِ جيش الإحتلال على القيام بأفعالهِ المُشينة في أي زمانٍ ومكان لتصبح أركان السلام واهنةً وآيلةً للسقوط في أي وقت بعد أن أوقع الكيان الإسرائيلي سيل الإبادة الجماعية وإصراره على رؤيةِ الفلسطينيين كتهديدٍ أمني وإقناع أنفسهم بأن أهل غزة يستحقون ما يحدث لهم لتصبح أرض غزة مثال على نموذجٍ مصغر من الفوضى العالمية بعد إنهيارِ المعايير الدولية وتغوّل سياسة ( البقاء للأقوى).
إن بقاء هذا الكيان تحت الإستثناءات اللامعقولة لكل قانون ومعيار دولي بات يُبعدها عن وصفها الحقيقي بخروجها عن منظومة المجتمع الدولي وقواعدها الإنسانية لتكون هذه الحرب أحد أكبر أحداث التعبئة السلبية التي شهدها التاريخ الحديث بعد أن أصبح الناس يشككون بوجود العدالة في هذا العالم وهنا جاء كلام جلالة الملكة النابع من قناعات الأردن بوجوب منع المجتمع الدولي لقوات الإحتلال من إجتياح (رفح )لأن هذا سيكون نهاية الخط بالنسبة لسكان غزة فهذه الحرب لن تجعل دولة الإحتلال أكثر أمانًا وستقود العالم أجمع لمزيدٍ من الفوضى .
نقاطٌ على حروف وكلماتٌ تكتب بماء الذهب تُوافق الحق وتُجسّد الصدق ليبقى الأردن على ما هو عليه صادق العهد ومخلص الوعد فجلالة الملكة وولي العهد والشعب برُمّتهِ على خُطى جلالة الملك …سليل دوحة هاشم بإتجاه غزة هاشم .