رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

اقتصاديون يؤكدون ضرورة البناء على النتائج الإيجابية المحققة بالنصف الأول

اقتصاديون يؤكدون ضرورة البناء على النتائج الإيجابية المحققة بالنصف الأول

 جوهرة العرب
أكد اقتصاديون أهمية البناء على النتائج الإيجابية التي حققها الاقتصاد الوطني بالعديد من المؤشرات خلال النصف الأول من العام الحالي، ومعالجة بعض التحديات المتصلة ببيئة الأعمال لتحقيق النمو المستدام ومستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي.


وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): "إن الأحداث الجيو سياسية التي تمر على المنطقة وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهالي قطاع غزة، أثرت بصورة مباشرة وألحقت أضرارا في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية ولا سيما، السياحة والتجارة والاستثمار والنقل.

وأضافوا أنه برزت بوادر إيجابية للاقتصاد الوطني منذ بداية العام الحالي، تجسدت في تحسن التصنيفات الائتمانية للأردن، واستمرار الاستقرار النقدي، وارتفاع الاحتياطيات الأجنبية إلى مستويات مريحة، موضحين أنه لتعزيز أداء الاقتصاد الوطني، يجب تحسين الحوافز الاستثمارية وتطوير البنية التحتية، ودعم الصناعات المحلية والصادرات، وتنفيذ سياسات نقدية فعالة.

وقال وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي الدكتور محمد أبو حمور:
في رد على سؤال لوكالة بترا 
بعد انقضاء نصف عام من 2024 ............برأيك، كيف سار الاقتصاد الوطني خلال هذه الفترة؟

لا زالت الاحداث الجيوسياسية وعلى رأسها الحرب العدوانية على قطاع غزة تفرض نفسها على مجمل التطورات الاقتصادية ليس على مستوى الإقليم فحسب بل تمتد هذه الاثار لتؤثر أيضاً على الاقتصاد العالمي، والأردن من الدول الأشد تأثراً بهذه الاحداث، وتشير الإحصاءات والمؤشرات المنشورة الى أن هناك تطورات إيجابية، وان لم تكن بالمستوى المنشود، وأخرى سلبية يمكن التعامل معها من قبل الجهات ذات العلاقة عبر السياسات والإجراءات المناسبة، ومع أن النمو الاقتصادي الذي بلغ 2% خلال الربع الأول من هذا العام يعتبر ايجابياً الا أنه لا يرقى لمستوى الطموحات، كما أن نسبة البطالة لا زالت مرتفعة حيث بلغت خلال نفس الفترة 21.4%، كما انخفضت الصادرات الكلية حتى نهاية نيسان بنسبة 4.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وبلغت تغطية الصادرات الكلية للمستوردات 47% مقارنة مع 49%، وارتفع عجز الميزان التجاري بنسبة 4.4%، كما انخفضت مساحات الأبنية المرخصة ورخص الأبنية خلال الشهور الخمسة الأولى بنسبة 11%، وارتفعت كميات الإنتاج الصناعي خلال الشهور الخمسة الأولى بنسبة طفيفة تبلغ 0.44%.
وفيما يتعلق بمؤشرات المالية العامة فقد وصل اجمالي الدين العام حتى نهاية شهر أيار الى أكثر من 42.5 مليار دينار وهو ما يتجاوز 115% من الناتج المحلي الإجمالي المقدر، وشهدت الإيرادات نمواً طفيفاً لا يتناسب مع توقعات الموازنة العامة، وفي نفس الوقت ارتفعت النفقات الجارية وتراجعت النفقات الرأسمالية، ووصل عجز الموازنة الى 655 مليون دينار مقارنة بحوالي 490 مليون دينار خلال نفس الفترة من العام السابق، وهذا يشير الى استمرار تفاقم عجز الموازنة وزيادة واضحة في أعباء الدين العام.
أما السياسة النقدية فقد استطاعت الحفاظ على استقرار سعر صرف وجاذبية الدينار الأردني، كما وصلت الاحتياطيات الأجنبية في نهاية أيار الى أكثر من 18.7 مليار دولار أي ما يكفي لتغطية المستوردات لما يزيد عن ثمانية أشهر، أما أسعار المستهلك فقد ارتفعت خلال الشهور الستة الأولى من العام بنسبة1.67% وهي من أقل النسب على مستوى المنطقة.
وهذه التطورات بمجملها تؤكد الحاجة الى تعزيز النتائج الإيجابية التي حققها الاقتصاد الأردني خلال النصف الأول من هذا العام والعمل على تجاوز بعض السلبيات من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة والقيام بالخطوات الضرورية والكفيلة بتوفير البيئة الملائمة لقطاع الاعمال والمحفزة للاستثمارات والداعمة لتنمية راس المال البشري وبما يحقق ما نطمح اليه من تحسين حياة المواطنين ورفع مستوى الخدمات المقدمة لهم، ولعل مواصلة العمل الجاد في تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي وتكثيف إجراءات تحديث القطاع العام ستشكل مساهمة قيمة في هذا الاطار


بدوره، رأى الخبير الاقتصادي الدكتور نوح الشياب، أن الأداء الاقتصادي في النصف الأول من العام الحالي لا يختلف كثيراً عن الفترات السابقة، حيث لم يشهد تحسناً واضحاً أو ملحوظاً يحقق الطموحات المعلنة من قبل الحكومة في مختلف المجالات.
وأشار الشياب إلى أن الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول نما بنسبة 2 بالمائة، وهي نسبة نمو متواضعة لا تتماشى مع الحاجة إلى تحقيق معدلات نمو مستدامة تصل إلى 4-5 بالمائة على الأقل، مضيفا أن معدل البطالة في الربع الأول من العام الحالي وصل إلى 21.4 بالمائة، ما يدل على عدم وجود فرص عمل إضافية نتيجة تباطؤ الأداء الاقتصادي.
بدوره، قال عضو مجلس إدارة مؤسسة ضمان الودائع والخبير الاقتصادي الدكتور عدلي قندح: "إن الأداء الاقتصادي للمملكة خلال النصف الأول من العام الحالي يعكس مزيجاً من التحسن في بعض القطاعات مع استمرار التحديات التي تتطلب معالجة لتحقيق النمو المستدام".
وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي قد سجل نمواً بنسبة 2 بالمائة بالأسعار الثابتة في الربع الأول من العام مقارنةً بالفترة فسهامن العام الماضي، وكانت الصناعات الاستخراجية والزراعة والكهرباء والمياه والصناعات التحويلية من بين القطاعات التي شهدت أكبر معدلات النمو.
وبين قندح أنه على الرغم من التأثيرات السلبية للصراع في غزة واضطرابات حركة التجارة في البحر الأحمر، إلا أن الاقتصاد الأردني أظهر صموداً بفضل السياسات الاقتصادية السليمة، وقد سجلت الإيرادات المحلية ارتفاعاً بنسبة 2.3 بالمائة، ووصل العجز المالي إلى 428.8 مليون دينار.
من جانبه، أكد الباحث الاقتصادي الدكتور أحمد المجالي أن النصف الأول من العام الحالي، شهد العديد من التقلبات الاقتصادية التي جسدت مزيجا من التحديات والإنجازات من جهة، فيما برزت بوادر إيجابية تجسدت في تحسين التصنيفات الائتمانية للأردن، واستمرار الاستقرار النقدي، وارتفاع الاحتياطيات الأجنبية إلى مستويات مريحة.
وقال المجالي: "إن هذه التطورات تعكس الجهود المبذولة لتعزيز الاقتصاد الوطني ومواجهة التحديات الهيكلية، إلا أن هذه الإنجازات لم تخل من تحديات كبيرة، حيث تباطأ الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي متأثرا بتداعيات الحرب على قطاع غزة، التي ألحقت أضرارا بالعديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل السياحة والتجارة والاستثمار"

بترا- الغد