لا شك أن أزمة وباء كورونا شكلت نقطة فارقة في تاريخ البشرية، ومفاجاة من النوع الثقيل، حيث حصدت الأرواح وحصدت ملايين الدنانير التي سخرتها الدول لمحاربة هذا الوباء المرعب الذي لا زال يزداد انتشاره لحظة بلحظة إلى هذه الساعة.
حول هذا الوباء سبعة من العمالقة إلى أقزام عاجزة عن فعل أي شيء، وبطل مفعول قوتها وحصانتها المحكمة أمامه، وبدت فاقدة لأهليتها في الحفاظ على الأرواح البشرية.
أولاَ: ترسانة القطاع الطبي، والتي تعطلت واستسلمت بداية الأزمة في عدة دول، وهذه إشارة قوية لأهمية هذا القطاع، لا بل يجب أن تضعه الدول في مقدمة أولوياتها وخططها على المدى البعيد.
ثانياَ: ترسانة الأسلحة المتعددة الأشكال والمهام، والتي حرصت الدول منذ قرون على امتلاكها واستهلاكها في الحروب على مدار سنوات طويلة، حيث لم تفلح في مواجهة الوباء مهما كانت قوتها وحجمها، لأن الهدف الأصلي لوجودها هو القتل والدمار وليس الحفاظ على النفس البشرية، وكان حري بالعالم أن يصنع ترياقاَ للحياة بدلاَ من أسلحة للموت.
ثالثاَ : القوة الاقتصادية للدول، تداعت أمام كمامة ورداء واقي أمام هذا الوباء، وكانت الصفقات التجارية التي تعقد بين الدول تركزت على المستلزمات الطبية التي ليست بالحجم المطلوب.
رابعاً : القوة المالية، رغم حجم وكمية المال التي تمتلكها الكثير من الدول، إلا أن بعض الشعوب رمت الدنانير في الشوارع لأنها وحسب رأيها لن تنقذها من الموت جراء هذا الوباء.
خامساً : الذكاء، والذكاء الاصطناعي، سابق العلماء الزمن في هذا العالم على أن يجدوا علاج لهذا الوباء، إلا أنه لحد الآن لم يتوصل أحد إلى علاج فعال، ولربما قريباً يتوصل أحدهم إلى علاج ناجح، وهذا ما نأمله وذلك بتركيز الذكاء والعقول لمصلحة البشرية .
سادساً : خطط السلامة العامة، وخاصة في بداية الأزمة لم تأخذ بعض الدول الجائحة على محمل الجد وتهاونت في تطبيق الحجر الصحي، وتفشي الوباء كالنار في الهشيم فيها.
سابعاً : العالم قرية صغيرة، رغم مظاهر الحياة العصرية، ومظاهر التقدم التكنولوجي الذي جعل العالم قرية صغيرة، إلا أن سكان هذه القرية تنقصهم الألفة والمحبة والسلام، وتكاتف الجهود لمواجهة خطر الموت ورعب الإبادة الجماعية من قبل المهاجم كورونا، الذي حكم على جميع سكان الأرض بالحبس في بيوتهم، وبث لهم رسالة مفادها: أن تلك الأقزام لا تخيفني، أنتم تحتاجون إلى نظرة إنسانية جديدة تجاه بعضكم البعض، وتستثمرون جهودكم في خطط وبرامج مثمرة، تنعكس عليكم بالخير لا بالموت والدمار، فالأرض وجدت للمحبة والسلام وليس للفرقة والخصام.