رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

هاتي «الريموت» يا بنت .. كتبت الصحفية رنا حداد

هاتي «الريموت» يا بنت .. كتبت الصحفية رنا حداد
جوهرة العرب - رنا حداد / مدير دائرة المنوعات والفن - الدستور

الشيء بالشيء يذكر، وها نحن نجرد اليوم مسلسلات وبرامج يفترض انها تقدم للصائم ما يرفه عنه اثناء او بعد مشقة الصيام والقيام.. قاطعا به الوقت.. مضيفا قيم يفترض ان تتماشى مع روحانية الشهر.. 

ولكن يحدث ان تخرج العربة عن السكة.. او لنكن اكثر انصافا بأنها خرجت منذ سنوات وما زالت.

مأساة الدراما العربية عموما وتلك المتعلقة بشهر رمضان خصوصا..تعاني منذ سنوات «سذاجة» المحتوى، ولا تعرف هل حقا أفلست شركات الانتاج او «ادمغة» الكتاب».

هذا «الهراء» الذي نسمعه ونشاهده اليوم، لربما مرده الى التركيز على قاعدة ابتدعها احدهم حين فشل فاختارها ان تكون شماعة اخطائه فقال يومها (الجمهور عايز كده(.

السؤال.. من هو الجمهور... ؟؟

هذه القاعدة المتغيرة في خياراتها لا يمكن ان تجعلها صاحبة قرار وحدها في منتج انت تملك فيه عصا التأثير والتوجيه.

محليا..لا توجد مادة للحديث والطرح...لا توجد دراما أردنية حقيقية رغم الاف الكتاب..الأهم، رغم الأحداث التي لا ينفك المواطن الأردني يختبرها منذ لحظة استيقاظه صباحا وحتى عودته لبيته في أواخر النهار، فيكاد يكون كل واحد فينا صاحب رواية وبطل قصص قصيرة.

لنعترف بداية ان الدراما المحلية غارقة في غيبوبة، لربما هي اليوم الأكثر حاجة ل «أجهزة التنفس»، فكل ما يقدم اقرب لمراهقة درامية تتأرجح بين السماجة وتفشي وباء «الهبل» وغياب واضح للابداع والحرفية.

لماذا يفوز في النهاية المعلب..الجاهز..الذي لا يغني من جوع ولا يسمن..

موجات..أثبتت فشلها..منها ستاند اب كوميدي..منها المبالغة في المحلية واستخدام ما يتداوله العامة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي من نكات ونهفات.. هذه تصلح فقط هناك.. للتنويه.

اين منا على شاشاتنا معاناة الجوع والعطش والانتظار لتحصيل الخبز والبنزين وسواهما من المواد الأساسية..ماذا عن البطالة وتقييد الحريات ؟ 

لا نحتاج الى ممثلة تظهر لنا وجها محقونا بالبوتكس..نريد وجوه امهاتنا وايديهن وادوارهن الحقيقية..

لا نريد «الأنشطة اللفظية» التي تمارس اليوم على انها فن..فهذه مكانها «المقاهي» والشوارع جوازا وربما بعض صفحات السوشال ميديا.

ان تدخل منزلي بالضرورة يجب ان تخضع لأصول الحضور وأقلها الاحترام والالتزام بقواعدي أنا في بيتي..والا فأنت غير مرحب بك.وهاتي الريموت يا بنت..على رأي من يبتدعون «النغاشة»،

فأنا لن أقبل ان يتحول بيتي وسمع من فيه إلى مرتع لزمرة من الهواة الجهلة وقليلي الوعي وكل ما يقومون به هو إعادة تدوير «التفاهة».

بالحقيقة، نحن نصوم عن الطعام والشراب..ونصوم ايضا عن الرفاهية وكماليات الحياة بل ضرورياتها الأساسية..لكن لا نفطر او نقتات على «وجبات» مستهلكة وسطحية المضمون.

الخطاب الدرامي المحلي مطلوب تصحيحه ومراجعته فورا، لأن معارك التغيير الثقافي قادمة لا محالة وكل الأسلحة مطلوبة ومنها بلا شك الدراما.

مهرجون منحوا شاشات ومساحات، واتحدث هنا عن الفن وحتى الاعلام الذي يبارك بوعي او بدونه هذه «الترهات» محليا وعرييا، من خلال واسطات وعلاقات وربما ايضا راس مال وكمية «لايكات» يحصدها البعض لتكون شهادة «مهنة» لحرفة ليست له او لها.

أتمنى «نهضة» وتصحيح.. اتمنى ان تطلب من هؤلاء شهادة وشروط «الخلو» من التفاهة حتى لا يعاد تدويرها في كل مرة.

الدستور