أسماء الطويسي تكتب : "صحافة المواطن " سلاح ذو حدين

إن واقع صحافة المواطن وأنماط الإعلام الجديد يمثل انتفاضة واضحة من جانب المستخدمين والجمهور معاً بشأن المحتوى المنتج، فلم يعد الاهتمام مقتصراً على المحتوى المؤسسي، ولكن تجاوز ذلك إلى المحتوى المنتج من قبل المواطنين أو المهتمين بمنصات التواصل الاجتماعي ، وهذا خير دليل على بروز ذلك الاتجاه، حيث برزت أهمية عدد من الصفحات لما تقدمه من محتوى قد لا يكون موجوداً عند غيره من وسائل الإعلام الأخرى .

لا يخفى للجميع ما تلعبه الصحافة من دوراً هاما او لعله رئيسيا في خلق حالة من العولمة بين شعوب العالم المختلفة لتتكون صداقات فيما بينهم ويصبحوا على اطلاع لكل مستجدات الأحداث التي تجري في بلدان بعضهم وتتجاوز بذلك الحدود الجغرافية وتعكس ما يجري في داخل كل بلد، بالإضافة لذلك فإنّ الصحافة تعتبر بمثابة مستوعب للمعلومات لتعليم الناس بكل ماهو جديد من أحداث، ومن كل هذا نجد أن للصحافة أثر قوي في التأثير بمسار حياة وطريقة تفكير البشر سواء بالإيجاب أو بالسلب . 

و في ضل التطور السريع الذي يشهده العالم نرى ان وسيلة "صحافة المواطن" باتت تنشتر كالنار في الهشيم و اصبحت الوسلة الاعلامية الاكثر استخداما وةمصدر لكثير من وسائل الاعلان حيث بات  يعتمد الصحفيون على صحافة المواطن بسبب السرعة في نقل المعلومات و الاخبار دون معيقات بنسبة عالية ، ودوافع اعتمادهم على صحافة المواطن يرجع إلى الثقة فيما تقدمه من معلومات وأخبار تكون مدعمة بالصور و الفيدوهات و التعليق الصوتي في كثير من الاحيان . 

كما أحدثت الوسيلة الإعلامية الجديدة ثورة نوعية في المحتوى الاتصالي المتنوع من نصوص إلى صور، وملفات صوتية، ولقطات فيديو مصورة، وانتشرت المواقع التي تتيح للمستخدمين تحميل ملفات فيديو شخصية وعامة ليراها الجميع في أنحاء المعمورة، حيث تحول المستخدم إلى منتج إعلامي بفضل التقنيات الاتصالية الجديدة ينتج ويبث ما يريد على الإنترنت. 

هي وسيلة مثيرة للاهتمام بلا شك فهي تتميز بالسرعة في وصولها للأحداث فور حدوثها كما و تعمل على التأثير في الرأي العام تجاه المحتويات المقدمة، سواء كان ذلك محلياً أو دولياً ،  و تتسم صحافة المواطن بسرعة انتشار المعلومات و يكون هناك دور للجمهور في التفاعل مع المعلومات التي يقدمها المواطن الصحفي، التي تعتبر أيضاً العمود الفقري للحدث اضافة لانها ذات تكاليف مالية منخفضة. .

و لكنها من جهة اخرى لها سلبيات او لنقل محاذير يجب الاخذ بعين الاعتبار لها ابرزها افتقار المواطن الصحفي لمهارات الصحفي؛ بحيث تكون معلوماته محدودة وليس كالصحفي المتدرب والمؤهَل علمياً وإعلامياً كما ان وجود ثقافة منخفضة لمجموعة كبيرة من الصحفيين المواطنين يعتبر عقبة لا يسكت لها و التحيّز وعدم الحيادية لبعض من الصحفيين المواطنين لمواضيع ذات علاقة ببيئتهم أو تقاليدهم. 

بشكل عام فأن هذا المفهوم مثير للجدل بشكل كبير وواضح، لأنه عبارة عن مفهوم مستحدث وجديد النشأة فهو لم يكن موجوداً منذ القدم بل هو مجرد تم استحداثه. وبالتالي يجب دراسة جوانبه السلبية قبل الايجابية  بعناية و تثقيف المواطن بأستخدام هذه الوسيلة بحذر و مصداقية لما لها من اثار لا يستهان بها في توجيه الرأي العام .